رغم أن منصب الرئيس فى الكيان الصهيونى " إسرائيل " منصب شرفى رمزى لا يتمتع بالكثير من الصلاحيات السياسية إلا أن هناك صراع " وحشى " دائم لشغل هذا المنصب، حتى أننا نجد بعض المرشحين يلجأون إلى التشهير وتلفيق قضايا لبعضهم الآخر ،وبث أكاذيب فى المقابلات الصحفية والتليفزيونية وجمع معلومات محرجة لإستبعاد منافسيهم من السباق الرئاسى .ومع تحديد الموعد النهائى لخوض السباق الرئاسى وهو العاشر من يونيو القادم ؛ تم إغلاق باب الترشح وأعلنت أسماء المرشحين الستة وهم ( بنيامين بن أليعازر " وزير دفاع سابق "– روبين ريفلين " رئيس الكنيست السابق" – مئير شطريت "وزير سابق – دان شختمان " عالم حائز على جائزة نوبل "– داليا إيستيك " رئيسة كنيست سابقة " – داليا دورنر " قاضية سابقة " ). ويُذكر أن منصب " الرئيس " فى إسرائيل يتم انتخابه من خلال أنتخابات "سرية "من أعضاء الكنيست ، 120 عضواً ،مما يجعل توقعات الفوز غير واقعية ،ومن المتعارف عليه أن ولايته تمثل فترة واحدة فقط ومدتها 7 سنوات.،ويعد هذا المنصب " إحتفالى فخرى " فى إسرائيل ، يمتلك القليل من القوى الحقيقية ،بعكس منصب رئيس الوزراء فهو يتمتع بصلاحيات أكثر ، فكثيراً ما يتردد إسم " بنيامين نتانياهو " عن إسم " شيمون بيرس ". فالرئيس الإسرائيلى يجب أن يقطن مدينة القدس ومهامه تتمثل فقط فى المشاركة فى المراسم والزيارات الرسمية فى البلاد وخارجها ، تلقى التقارير من جلسات الحكومة ، توصية بمنح العفو للمساجين أو تخفيف عقوبتهم ، التشاور مع الكتل التى تم إنتخابها للكنيست ، وأهم مهامه هى مهمة تشكيل الحكومة ، كما يحق للكنست أن يسحب الثقة من الرئيس ، إذا ما قرر الكنست أن الرئيس غير مناسب لهذا المنصب حكم إسرائيل منذ احتلالها لفلسطين تسعة رؤساء والمتقدمين اليوم لمنصب الرئيس العاشر ستة مرشحين وهم : 1 -" رؤوبين ريفيلين "الذى خاض انتخابات الرئاسة بإسرائيل عام 2007 وخسرها ، أعلن عن تجدد نيته فى خوض السباق الرئاسى لما له من سمعة حسنة سياسياً وإجتماعياً بإسرائيل ،وزير إعلام سابق ويعتبرصقر أيديولوجي وسياسي براجماتي حاز على تقدير واسع كرئيس للكنسيت. يبلغ من العمر 75 عاماً، ويعتبر نفسه محظوظاً بأنه أبن المستشرق البروفيسور " يوسف رائيل ريفيلين " ( الذى ترجم القرآن الكريم إلى العبرية ) ، كما ان إعلان " نتانياهو " دعمه ل " ريفلين " بعد معارضته له ووضع العقبات أمامه ،سيمنح "ريفلين الفرصة الأكبر للفوز بمنصب الرئيس العاشر لدولة إسرائيل ، كما أنه حصل على أعلى نسبة تصويت وهى 31 % من إجمالى الأصوات فى إستطلاع رأى أجرته "صحيفة هآرتس " الإسرائيلية حول المرشح الأقرب للجمهور . وفى المرتبة الثانية جاء العالم " دان شختمان " ، 73 عاماً ، الأستاذ الباحث في كلية العلوم والهندسة ،والحاصل على جائزة إسرائيل فى الفيزياء 1998وجائزة نوبل فى الكيمياء 2011 وأكد أن ترشحه جاء نتيجة قلقه على مستقبل المجتمع الاسرائيلى بسبب انخفاض مستوى التعليم ، وحظى " شختمان " على نسبة 22 % مدعوما من قبل الإسرائيليين الذين سئموا من السياسة عموما ويفضلون رؤية ممثل عن المجتمع المدني كشخصية يطمح اليها. بينما أحتلت " داليا دورنر " المركز الثالث ،بحصولها على نسبة 11 % ، 80 عاماً ،ولدت المرشحة " دورنر "فى اسطنبول ودرست القانون والإقتصاد فى تل أبيب وعملت قاضية بمحكمة العدل العليا في 1993-2004،وفى سن ال 17 دخلت جيش الدفاع الاسرائيلى أاتجهت للخدمة العسكرية بهدف توفير المال . وفى المرتبة الرابعة جاء " بن أليعازر " الذى حصل على نسبة 10 % من إجمالى أصوات الإستطلاع وبرر البعض أن حصوله على تلك النسبة جاء نتيجة سمعته السيئة ، حيث أن " بن أليعازر معروف بعلاقاته الجنسية المتعددة ، وقيل أنه يحل بعد " موشيه ديان من حيث علاقاته الجنسية غير المشروعة ، والآن يمثل أما التحقيق بسبب الإشتباه فى تلقى أموال طائلة بطريقة غير قانونية،ويعتبر "بن أليعازر " المرشح الأخطر على عملية السلام فى المنطقة لما له من تاريخ إجرامى خلال الحروب العربية مع إسرائيل . وجاء كل من " داليا إيتسك " - التى عملت كرئيسة للكنيست 17 ووزيرة للصناعة والتجارة فى حكومة شارون - و" مئير شطريت " – الذى يبلغ 66 عاماً وشغل منصب الوزير فى عدة وزارات - فى المرتبة الخامسة حيث حصلا على نسبة 4 % . لكن بالرغم من هذه المؤشرات إلا أنه فى الحقيقة لا أحد يستطيع التنبؤ بما سيحدث ،فخصوصية صندوق الإقتراع تجعل الننبؤ غير واقعى ؛ ويبقى التساؤل فى الشارع الإسرائيلى من سيخرج فائزاً من هذا الصراع الوحشى إلى ذلك المنصب الرمزي فى ظل تأجج الأوضاع فى الآونة الأخيرة بالكيان الصهيونى ومؤسساته ، هل سيخلق مساراً جديداً لنفسه أم سيرتدى عباءة بيريس ؟ هل ستكون إمرأة أم رجلاً ،هل سيكون عسكرياً أم ذو خلفية علمية ،ستمر فترة ولايته كما مر حكم بيرس بمزيد من الإنتهاكات أم سنجد مشروعاً حقيقياً لسلام المنطقة ؟