استفاقت مصر مؤخراً فى عهد حكم جماعة الإخوان المسلمين على نبأ سد النهضة الأثيوبى الذى أصبح يشكل خطراً جسيماً على أمن مصر المائى وأخذت الاتهامات توجه إلى العدو الإسرائيلى الذى قد أسس له قاعدة ناعمة تؤثر بشكل عميق على سياسة الحكومة الأثيوبية ، إلا أن النظام المصرى فى عهد الإخوان لم يتحرك حتى سقط فى 30 يونيو ، اليوم الذى شكل نقطة فارقة فى مصير الشعب المصرى . ففى أعقاب سقوط نظام الإخوان فى مصر تكشف الوجه الخفى لتركياوتونس . فأخذوا يحاربون مصر على طريقتهم الخاصة لتتحد أهدافهم مع أهداف العدو الإسرائيلى وذلك من خلال بناء سد النهضة الذى يتحكم بنسبة كبيرة فى مصير المياه القادمة لمصر عبر نهر النيل . معتقدين بذلك أنهم سيكسرون شوكة المصريين ولكنهم حقاً واهمون . فلم يمض كثير على تحالف الاعداء وقو الشر التى تريد ان تنال من مصر وكأن مصر رغم ما تعانية من مشكلات لا تنتهى تقف حجر عثرة فى سبيل تحقيق احلام الاعداء وان كانت مدمرة يحاصرها الارهارب تارة والفقر تارة اخرى والجهل والفساد فى احيانا كثيرة. فلا يكاد يمضى يوم حتى يتكشف خيط جديد من خيوط المؤامرة التى باتت تهدد أمننا القومى . " إسرائيل - تركيا - تونس " إنه مثلث المؤامرة فى ثوبه الجديد حيث تتحد مصالح هذه الدول حول هدف واحد وهو تدمير مصر يساعدون الإرهاب وايضا هم الان يحاولون العبث بامنها المائى . هذا المثلث يتبع سياسة عدو عدوى صديقى . وعندما تتلاقى المصالح وتتشابك الأهداف يتضح لنا الأهداف الخبيثة التى تنال من مصير وطننا . حيث لم تفلح تركيا واسرائيل واعوانهم القطريون فى أرهاب مصر عن طريق التفجيرات المتعدة التييتباناها اتباعهم فتوجهوا الى الخطة الثانية وهى تهديد الامن المائى لمصر عن طريق أثيوبيا التى تعد من الدول النامية التى تعانى الفقر وقلة الاستثمار فى مجال المشاريع التنموية . منذ عقود ومن المعلوم ان النظام الأثيوبى وجه دعوات لكافة دول العالم كى تساهم فى تنمية ونهضة أثيوبيا وعلى رأس تلك الدول مصر ، إلا أن النظام المصرى فى عهد مبارك ألقى هذه الدعوة خلف ظهره وذلك على خلفية محاولة اغتيال مبارك فى أثيوبيا عام 1995 . فيما استغل مثلث الشر الفراغ المصرى الناعم فى أفريقيا وخصوصاً فى أثيوبيا وأسسوا علاقات وطيدة مع النظام الأثيوبي. كل هذا كان سبه تخلى مصر عن دورها الأفريقى الذى ساعد النفوذ الإسرائيلى التركى الناعم على التوسع والتوغل فى صورة تنفيذ مشاريع اقتصادية تنموية لخدمة أثيوبيا ، الأمر الذى دفع النظام التونسى الجديد هو الآخر للتواجد وبقوة على الساحة الأثيوبية كى يوجه ضربة مميتة لعصب الحياة المصرى "نهر النيل" . وفى مطلع يناير الماضى شهدت العلاقات الإسرائيلية الإثيوبية طفرة نوعية وذلك فى أعقاب زيارة الوزير الإسرائيلى "سيلفان شالوم" إلى إثيوبيا ، بصحبة وفد رفيع المستوى يضم عدداً كبيراً من رجال الأعمال والمستثمرين الإسرائيليين مؤلفاً من 22 شخصاً ، لتعبر إسرائيل بذلك عن رغبتها الحقيقية فى إستعادة علاقاتها مع أفريقيا عبر البوابة الإثيوبية . هذه الزيارة كان لها وقع كبير على رئيس الوزراء الأثيوبى الذى أوضح مدى أهمية تلك الزيارة التى تعمق العلاقات الإسرائيلية الأثيوبية. ومن المسلم به أن من أهم الأهداف التى تطمح لها إسرائيل فى وجودها بإثيوبيا هو الرغبة الحقيقية فى الحصول على مياه نهر النيل وتوظيف ذلك من أجل الضغط على صانع القرار المصرى ، نظراً لحساسية وخطورة " ورقة المياه " فى العلاقات الإستراتيجية المصرية الإسرائيلية . ويشار إلى أن أطماع إسرائيل فى مياه نهر النيل قديمة بمعنى أن إسرائيل تهدف من وراء ذلك تحقيق أسطورة بناء الحلم الصهيونى من النيل إلى الفرات ، ولا شك أن إسرائيل تلعب دوراً غير مباشر فى صراع المياه بين دول حوض النيل استفادة من نفوذها الكبير فى إثيوبيا مستثمرة بذلك جملة من الحقائق أهمها سيطرة إثيوبيا على ما يقارب 80-85% من مصادر مياه النيل . وبعد انهيار حكم الجماعة الارهابية فى مصر تحالفت تركيا مع اسرائيل واثيوبيا ضد مصر حيث وجدت تركيا هى الآخرى الباب مفتوحاً أمام الدعوات الإثيوبية المتكررة للتوجه التركى إلى الأراضى الإثيوبية لتنفيذ مشاريع تنموية تخدم الصالح العام الإثيوبى . الأمر الذى لقى ترحيباً كبيراً وواسعى من قبل حكومة أردوغان التى وجدت أن وجودها فى أثيوبيا يمثل كنزاً ثميناً تستطيع من خلاله الضغط على الإرادة المصرية إذا ما عارض النظام المصرى تنفيذ الأجندة التركية الاسرائيلية . وقد أعلنت وزارة الخارجية الإثيوبية أن المحادثات التى أجراها وزير الخارجية الإثيوبى د.تادروس أدهانوم مؤخرا مع نظيره التركى أحمد داود أوغلو قد تناولت موضوع سد النهضة الإثيوبى والاستخدام العادل لمياه نهر النيل ، وذلك ضمن قضايا ثنائية وإقليمية آخرى متعددة . وكان قد حذر الدكتور نادر نور الدين أستاذ الموارد المائية والتربة بكلية الزراعة جامعة القاهرة ، من زيارة وزير الخارجية التركى أحمد داود أوغلو وزير الخارجية التركية إلى إثيوبيا لما له من مخاطر على الأمن القومى للمياه المصرية . وقال إن زيارة وزير الخارجية التركى إلى أديس أبابا تأتى لدعم بناء سد النهضة الإثيوبى ، الذى يهدد الحقوق التاريخية لمصر فى مياه النيل . وأضاف نور الدين أن لقاء تركيا وإثيوبيا يأتى فى حالة الخصوم وحرب مع مصر ، فأعداء مصر دائماً ما يهرولون لتكوين تحالفات لمواجهة القاهرة ، وهو ما تقوم به أنقرةوأديس أبابا الآن . وفيما يعد تحالف جديد يفضح جماعة الاخوان الارهابية فى كل الدول التى سيطرت عليها ها هى تونس تتخلى عن قوميتها العربية وتذهب للتحالف مع اثيوبيا ليس بهدف الاستثمار كما هو معلن ولكن بهدف تهديد الامن المائى المصرى للضغط على إرادة القرار السياسى لتغيير موقفه من تلك الجماعة الارهابية حيث تقوم الان بالمساهمة فى بناء سد النهضة الإثيوبى وتوفير بعض الموارد اللازمة لعملية البناء او الغطاء القانونى والدعم الأفريقى اللازم لنجاح بناء هذا السد. وفى النهاية فإن الحقيقة مفادها أن إسرائيل وتركيا تسعى لهدف واحد ومصلحة واحدة هى تدمير مصر وتهديد أمنها المائى من خلال تمويل وبناء سد النهضة الإثيوبى . وعندما نتعمق أيضاً فى مستوى التقارب الواضح بين الجانبين التركى والتونسى سيتضح لنا أن المصالح واحدة . وكذلك لا يخفى على أحد الدور القطرى فى أديس أبابا الذى هو الأخر يمارس تحركات مريبة فى الآونة الاخيرة توضح أنه لعب دوراً كبيراً فى إفشال المفاوضات المصرية الإثيوبية بخصوص مشروع سد النهضة. إنها حقاً مؤامرة تعتمد على سياسة النفس الطويل لذا يتوجب علينا نحن المصريين توحيد الجبهة الداخلية المصرية على هدف وهو محاربة أعدائنا فى الخارج الذين حسبنا بعضهم فى يوم ما أصدقاء أوفياء !