اثار إعلان اثيوبيا العمل في تحويل مجري مياه النيل للبدء في بناء سد النهضة المثير للجدل حالة من الغليان داخل الأوساط السياسية المصرية إذا يري البعض أنه يمثل كارثة كبري علي حصة مصر المائية وهو ما قد يقود البلاد إلي الجفاف أو الغرق في حالة انهيار السد الذي لايزال كثير من الخبراء يؤكدون ان احتمالات سقوطه تتعدي ال90% بسبب التربة الرخوة التي سيبني عليها رافضين الموقف المصري الذي وصفوه بالسلبي إزاء تلك القضية المهمة التي كانت من أكبر التحديات أمام الحكومة المصرية إلا انها وقفت مكتوفة الايدي مستسلمة للأمر الواقع. وأكدوا ان إعلان اثيوبيا هذا القرار عقب زيارة الرئيس محمد مرسي مباشرة يعد تحديا كبيرا من شأنه ان يعود بالعلاقات المصرية الاثيوبية للوراء خاصة بعد اسنادها توزيع وتسويق كهرباء السد لشركة إسرائيلية قبل زيارة الرئيس مرسي إلي اديس ابابا بساعات معدودة. وفي الوقت الذي تزعم فيه اثيوبيا انها لن تضر بحصة مصر ادعت اكثر من مرة أن مصر والسودان تستغلان مياه النيل دون وجه حق علي حد قولها وهو ما نشرته صحيفة صوماليان برس التي تساءلت قائلة: لماذا يخشي العرب هذا السد زاعمة ان حالة الذعر التي تنتاب الشعب المصري ليس لها داع وفي الوقت الذي أكدت فيه الصحيفة ان اثيوبيا لن تقدم علي بناء سد قد يضر بحصة مصر في مياه النيل قالت إن النيل هبة من الله منحها لاثيوبيا ولايحق لأحد ان يجادل في حق ملكية اثيوبيا للنهر. واعرب الصحيفة عن تعجبها واندهاشها من رد الفعل العربي الذي أكدت انه غير مفهوم مشيرة إلي ان تهديدات القادة المصريين بضرب اثيوبيا في حالة بنائها السد فارغة ودون جدوي. وأكدت ان الاثيوبيين لن ينسوا يوما موقف نائب وزير الدفاع السعودي السابق خالد السلطان الذي أكد خلاله أنه علي العرب استخدام القوة العسكرية لردع اثيوبيا وغيرها من الدول الافريقية عن تسخير مياه النيل لصالحهم, وهو مايعني انه علي الافارقة ان يعيشوا تحت خط الفقر إلي الابد حتي يهنأ العرب بحياة افضل وهل يقبل الافارقة ان يموتوا من أجل أن تزدهر الاقتصادات العربية, مشيرة إلي ان اثيوبيا لم تفكر ابدا في الاضرار بمصالح العرب بل شرعت إلي بناء السد لتصبح أكبر الدول المصدرة للكهرباء في افريقيا ولتحدث طفرة اقتصادية تمكنها من اقتلاع جذور الفقر من البلاد. ويري محللون انه علي الرغم من المساعي المصرية لفتح صفحة جديدة مع القارة السمراء التي اهملها نظام الرئيس السابق حسني مبارك بعد محاولة اغتيال فاشلة عام1989 تاركا تلك القارة الغنية بالبترول لتكون مرتعا للتدخلات الغربية التي اوجدت فجوة كبيرة في العلاقات بين مصر وتلك الدول الشقيقة, إلا ان تلك الخطوة الاثيوبية قد تسبب شرخا جديدا في العلاقات خاصة بعد ان اعطت اثيوبيا ظهرها للتخوفات المصرية وضربت بالدبلوماسية عرض الحائط. وتعلم اثيوبيا ان بناء السد سيؤثر بالفعل علي حصة مصر اذ ستصل المياه للسد العالي بعد مايقرب من18 يوما وهو ما قد يسبب كارثة مائية في مصر. وحذر المحللون من أن الموقف المصري المتخاذل سيشجع اديس ابابا علي اقامة باقي السدود التي تنوي بناءها مؤكدين ان القيادة المصرية باتت امام تحد صعب وعليها ان تتخذ موقفا اكثر جدية لأن شروع اثيوبيا في بناء هذا السد سيجعل من مصر لقمة سائغة للاعداء اذ ستنشغل وقتها بتوفير المياه والغذاء لتلبية احتياجات شعبها في حين تصبح إسرائيل من اقوي دول المنطقة وهو ما يهدد أمن مصر الاستراتيجي ولذلك فعلي اثيوبيا ان تعلم ان نهر النيل الارزق بالفعل هبة من الله منحها لمصر والسودان ايضا وان أكثر من86% من مياهه تذهب إلي مصر. وتساءلت صحيفة كل افريقيا هل ستشتعل حرب المياه بين القاهرةواديس ابابا وهل ستقضي علي طموحات القيادة المصرية في تطبيع العلاقات مع القارة الافريقية, مؤكدة ان الفترة القادمة ستكون غاية في الحساسية بين البلدين لأنها ستحدد شكل وطبيعة العلاقة بينهما.