لا ينظر البعض لحمدين صباحى كمرشح سابق للرئاسة ومحتمل فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، بقدر ما يعتبره ممثلا لتيار فكرى وتجربة لا يمكن تجاهلها، ف"صباحى" الرجل المنتمى قلبا وقالبا إلى التيار والتجربة الناصرية، يرى فيه الكثيرون أنه حامل لواء الفكر الناصرى، معبرا عن الاشتراكية بما تحملها من معانى العدالة الاجتماعية والاستقلال السياسى والحرية والديمقراطية. ويختلف السباق الانتخابى هذه المرة عن سابقه، فالمطالبات الجماهيرية للمشير عبد الفتاح السيسى بالترشح فى الانتخابات المقبلة، لم تكن لمجرد أنه قائد عسكرى انحاز إلى عموم الشعب فى ثورته، وإنما رأى فيه البعض صورة الزعيم جمال عبد الناصر، لأنه وقف ضد العالم فى 30 يونيو، وتحدى الولاياتالمتحدة، فى موقف وجدوا فيه استقلالا للقرار المصرى. وأصبح الموقف الفكري متشابه بين الأثنين مما جعل أنقساما في صفوف الناصريين وقال القيادى بالحزب العربى الناصرى، توحيد البنهاوى، إن الحزب أجرى استطلاعا للرأى بين أعضائه وقواعده بالمحافظات على دعم مرشح للرئاسة فى الانتخابات المقبلة، مشيرا إلى أن نتيجة الاستطلاع أسفرت عن تأييد قواعد الحزب لدعم المشير عبد الفتاح السيسى، وزير الدفاع، رئيسا للجمهورية. وأضاف "البنهاوى" أن أعضاء الحزب وجدوا فى "السيسى" رمزا للثورة التى حدثت فى 30 يونيو، والتى انحاز فيها إلى مطالب الشعب، واستقلال قراره السياسى، مؤكدا أن الحزب لا يستطيع تجاهل الرأى العام، وأن الحزب فى انتظار إعلان المشير ترشحه رسميا لعرض نتائج الاستطلاع على المكتب السياسى لإعلانها رسميا. وأكد القيادى الناصرى، حق كل مواطن يرى فى نفسه القدرة على حكم مصر أن يتقدم للانتخابات، مشيرا إلى أن الحزب الناصرى لا يتخلى عن حمدين صباحى، الذى يعبر عن التيار فى مصر، مشددا على أن مستقبل مصر أهم من الانتماء الفكرى، وأن البلاد أمام إرهاب حقيقى لا يستطيع مواجهته سوى رئيس قوى كالسيسى. على الجانب الآخر، أكدت الهيئة العليا لحزب الكرامة، فى اجتماعها بشأن المرشح الرئاسى دعمها الكامل لحمدين صباحى، عضو الحزب ومؤسسه، استنادا إلى انحيازاته فى قضايا العدل الاجتماعى والاستقلال الوطنى، ورفضه النظام السابق والأسبق بأشخاصه وسياساته، واعتباره مرشح الثورة وإعلانه برنامجا رئاسيا واضحا، يحقق مدنية الدولة ويحترم الدستور والقانون، مشيرا إلى أن الحزب معه فى أى قرار يتخذه بهذا الشأن. ومن جانبه، قال القيادى بحزب الكرامة، حامد جبر، إن الحزب سيدعم حمدين صباحى فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، مشيرا إلى أن "صباحى" ناضل خلال عهد مبارك والمجلس العسكرى وله تاريخ كبير من الوقوف إلى جانب المظلومين من العمال والفلاحين والصيادين. وأضاف "جبر" أن "صباحى" أثبت دائما انحيازه إلى قضايا الثورة لا لغيرها، مؤكدا أنه لا يهم النتائج بقدر تحدى الواقع بإرادة حرة لا تنحاز إلا إلى الشعب، مؤكدا احترام خيارات الغير، مشددا على أن "صباحى" حلم الفقراء فى الحصول على حقوقهم، ينحاز إليهم لا إلى غيرهم وثمرة لكفاح المهمشين، مشددا على أنه يعرف معنى التنمية الحقيقية وكيفية استثمار عوائدها بما يساعد على اقتصاد قوى، وتابع "من حق كل شخص الترشح للرئاسة ومن حق كل مواطن حرية اختيار من يمثله".
