يعد 2010 عام الحراك السياسى فى المجتمع المصرى وانطلاقة جديدة للديمقراطية ،حيث شهد انتخابات جناحى السلطة التشريعية مجلسى الشعب والشورى.فقد شهدت مصر ميلاد أكبر برلمان مصرى جديد /508 اعضاء/ يعبر عن ارادة الشعبلتحقيق أماله فى الاستقرار والتنمية .وأجريت الانتخابات /يوم 28 نوفمبر/ فى ظل منافسة حامية غير مسبوقة بينالمرشحين عن الأحزاب /18 حزبا سياسيا/ والمستقلين بل داخل الحزب الوطنى نفسه هذهالمنافسة عكست فى واقع الأمر اجماع الشارع السياسى على ان برلمان 2010 سيكونواحدا من أهم المجالس التشريعية فى تاريخ الحياة النيابية فى مصر .. فالكل سعى أنتكون له مكانة فى المرحلة القادمة التى ستحدد الانطلاقة نحو مستقبل مصر خلالالسنوات القادمة فى جميع المجالات السياسية والأقتصادية والأجتماعية .وجاءت نتائج الانتخابات بفوز كاسح للحزب الوطنى حيث حصل فى جولتى الانتخاباتعلى 420 مقعدا من اجمالى 504 مقاعد جرت عليها الانتخابات فى حين تم ارجاءالانتخابات فى اربعة مقاعد فى دائرة بيلا ، وكوتة المرأة فى كفرالشيخ وفقا لقراراللجنة العليا للانتخابات.وتمكنت الأحزاب السياسية المعارضة من حصد 15 مقعدا، والمستقلون 69 مقعدا،وأغلبهم نواب جدد لم يدخلوا المجلس من قبل .. كما غابت جماعة الإخوان غيرالقانونية عن البرلمان الجديد وفشلت فى الحصول على ثقة الناخبين .وقد أكد السيد صفوت الشريف ان نجاح نواب المعارضة والمستقلين بنسبة تصل الى 20% من اجمالى مقاعد البرلمان يعبر عن الخريطة السياسية الفعلية والواقع السياسىفى مصر ووصف هذه النسبة بالمتوازنة والمعقولة .لقد كانت انتخابات مجلس الشعب اختبارا حقيقيا لمدى وعى الناخب المصرى الذىأدرك أن مشاركته فى اختيار نواب برلمان 2010 هى من أجل مستقبله ومستقبل أسرته لذاكان المواطن حريصا على التوجه الى لجان الانتخابات ، وقد كشفت اللجنة العلياللانتخابات حجم مشاركة الناخب المصرى غير المسبوقة طوال مرحلة الانتخابات التىكشفت عن معدن هذا الشعب العظيم.وجاء الفوز الساحق للحزب الوطنى نتيجة القاعدة العريضة للحزب بين الناخبينوثقتهم فيه لطرحه برنامج قوى وطموح .. بينما المقاعد التى حصلت عليها احزابالمعارضة جاءت معبرة عن واقع ابتعاد الكثير من هذه الأحزاب عن التلاحم معالمواطنين وتقديم برامج محددة وواقعية لقضايا ومشاكل الشعب لقد غابت هذه الأحزابعن الشارع السياسى .وفى الوقت نفسه تعد انتخابات برلمان 2010 أهم انتخابات خاضها الحزب الوطنىبتنظيم حزبى متكامل ، وحرص الحزب الوطنى على اختيار مرشحيه من ذوى الكفاءةوالقدرة على العطاء وأصحاب الشعبية والجماهيرية والسمعة الطيبة وأكثرهم تلاحما فىدوائرهم .وقد أكد السيد صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطنى أن الرئيس مبارك راجعأسماء المرشحين ، فضلا عن ان الحزب فى اختيار مرشحيه قدم تجربة مثيرة شاركت فيهاالقواعد الحزبية وفقا لأختيار المسارات الثلاث وهى المجمع الانتخابى /والانتخابات الداخلية / واستطلاعات الرأى .وقدم الحزب الوطنى مفاجأة فى قائمة مرشحيه حينما قدم لعدد كبير من الدوائر تصلنسبته تقريبا الى 60\% من دوائر البرلمان أكثر من مرشح يتنافسون مع مرشحى الأحزابالأخرى وهى ماعرفت /بالدوائر المفتوحة/ وذلك لأنه وجد ان فرصهم فى الفوز متساويةوبالتالى ترك للناخبين الفرصة للأختيار بينهم .، وساهم ذلك التكتيك الانتخابى فىزيادة العدد الاجمالى للمرشحين عامة ومرشحى الحزب الوطنى بصفة خاصة .كما خاض الحزب الوطنى الانتخابات بفكر جديد وقيادات قوية وبرنامج يعكسأحتياجات الأغلبية وبثقة كبيرة على كسب تأييد الناخبين .انحاز البرنامج الانتخابى للحزب الوطنى الذى أعلنه الرئيس مبارك للفئات الأكثراحتياجا فى المجتمع من العمال والفلاحين وتضمن البرنامج 7 محاور و75 التزاماتتناول التوجه نحو الديمقراطية والحفاظ على الأمن القومى ومكافحة الفقر والتصدىللفساد ، وتوفير 5 ملايين فرصة عمل وتحسين دخول العاملين ، وأستهداف 5،1 مليونأسرة فقيرة لأخراجها من دائرة الفقر وتطبيق نظام صحى جديد لكل الأسر .وقد أكد الرئيس مبارك أن الأغلبية الكبيرة التى حازها الحزب الوطنى فىالانتخابات تلقى علي الحزب وممثليه فى مجلس الشعب مسئولية ضخمة وأمانة كبرى .واهم السمات التى ميزت انتخابات برلمان 2010 هى مشاركة الأحزاب والقوىالسياسية المختلفة ايمانا منها فى جدوى العملية الانتخابية من خلال المشاركةوالتفاعل .. وكلما ازداد عدد الأحزاب والمستقلين المشاركين فى الانتخابات تصبحالمنافسة الانتخابية أكثر قوة وأحتداما .كما أن السمة الأبرز فى هذه الانتخابات أنها أسفرت عن دخول 64 سيدة الى مجلسالشعب كوتة المرأة مما يعنى زيادة نسبة تمثيل المرأة فيه، فلأول مرة ترتفع نسبةتمثيل المرأة الى 12% ، وبالتالى سوف تشارك المرأة فى المجلس الجديد بكفاءة وأداءمتميز.
