مع بدء العد التنازلى لمؤتمر جنيف الخاص بسوريا، المرتقب فى 22 يناير الجارى لا تزال العقبات والصعوبات تنذر بفشله خاصة مع استمرار انقسام المعارضة السورية و عدم التوافق حول المشاركة. وفى هذا الاطار صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية دكتور بدر عبد العاطى أن نبيل فهمى وزير الخارجية شارك فى اجتماع مجموعة أصدقاء سوريا على مستوى وزارء الخارجية والذى استضافته العاصمة الفرنسية باريس، وذلك فى إطار الاستعدادات لمؤتمر جنيف 2 لتسوية الأزمة السورية والمقرر أن تستضيفه سويسرا يناير الجاري. وصدر عن الاجتماع بيان عبر فيه المجتمعون عن دعمهم للمعارضة السورية فى إتجاهها نحو المشاركة فى المؤتمر والذى يهدف إلى التفاوض حول إقامة حكومة إنتقالية فى سوريا وذلك وفقاً للبيان الصادر عن الاجتماع الدولى الأول حول تحقيق التسوية السياسية فى سوريا والذى عقد فى جنيف يوم 30 يونيو 2012 . وقال المتحدث أن اجتماع باريس الوزارى شهد توافقاً حول ضرورة بذل كل الجهود الممكنة لدفع أطراف الأزمة السورية نحو حل سياسى يحفظ لسوريا مقومات الدولة ذات السيادة ويؤمن وحدة أراضيها، وهو الأمر الذى أكد عليه وزير الخارجية خلال الاجتماع الوزارى الذى شهد كذلك إجماعاً على أهمية حفظ سوريا من نشاط التيارات المتطرفة التى تؤثر سلباً على كفاح السوريين من أجل تحقيق تطلعاتهم المشروعة فى مستقبل تسوده الحرية والديمقراطية والاستقرار والتنمية. من جهته أعرب وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى عن ثقته فى مشاركة الائتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة فى سوريا بمؤتمر جنيف2، حيث اختتم أصدقاء الشعب السورى اجتماعهم دون أن يحسم الائتلاف موقفه من المشاركة فى المؤتمر مع تمسكه برحيل الرئيس بشار الأسد. وقال كيرى فى مؤتمر صحفى مع نظيره القطرى خالد العطية انه عقد اجتماعا بناء جدا مع رئيس الائتلاف أحمد الجربا، وأكد أنه ليس من هناك من سبيل إلى حل عسكرى للنزاع، والفرصة الأفضل هى جمع الأطراف على طاولة المفاوضات للتوافق على فترة انتقالية.. وأشار إلى أن المعارضة أبدت استعدادها لوقف إطلاق النار وتبادل السجناء إذا وافق النظام على ذلك، وشدد على أن إقرار هدنة سيكون بمثابة رسالة استعداد لإنجاح المؤتمر. وطالب الوزير كيرى النظام السورى بالوفاء بالتزاماته بإدخال المساعدات الضرورية لا سيما فى الغوطة الشرقية «حيث يوجد 160 ألف رهينة فى أيدى القوات الحكومية»، مؤكدا ضرورة وقف النظام لسياسة التجويع التى وصفها بأنها عمل همجى ومروع، ووقف قصف المدن بالبراميل المتفجرة. وذكر أن الفترة المقبلة ستشهد حراكا مكثفا مع قيادة الائتلاف السورى ومبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمى ومع الروس، مشيرا إلى أن لقاءه مع نظيره الروسى سيرغى لافروف سيكون من أجل تعزيز المساعى للحل السياسي. وكان مؤتمر أصدقاء الشعب السورى أكد فى ختام مؤتمره فى باريس ضرورة عقد مؤتمر جنيف2 فى موعده من أجل الوصول إلى حل سياسى فى سوريا، كما أدان الانتهاكات التى يرتكبها النظام السورى بحق شعبه. وقال الجربا إن أهم ما فى الاجتماع «أننا اتفقنا أن لا مستقبل للرئيس الأسد ولا لعائلته فى سوريا»، مضيفا أن تنحية الأسد عن أى مشهد فى الساحة السورية باتت أمرا محسوما دون أى تأويل أو التباس، كما أن عملية تسليم السلطة بكل مؤسساتها باتت موضع إجماع.وطالب البيان الختامى للاجتماع من الائتلاف الوطنى الرد بالإيجاب فورا على الدعوة إلى تشكيل وفد المعارضة السورية التى وجهها الأمين العام للأمم المتحدة.