بالرغم من مرور أكثر من شهر على بدء الدراسة فى غالبية الجامعات المصرية، إلا أنه تم تأجيل الدراسة فى عدة جامعات وعلى رأسهم جامعة الأزهر، حوالى شهر، خوفًا من حدوث مواجهات بين الطلاب المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين وقوات الأمن، بعدما تمكنوا من الفوز بمقاعد اتحاد طلاب جامعة الأزهر، فى الوقت الذى خسروا فيه معظم المقاعد فى جامعات مصر المختلفة. وبالتزامن مع بدء الدراسة فى الجامعة، أصدرت حركة طلابية إخوانية فى جامعة الأزهر، بيانًا تُطلق فيه دعوات للتظاهر لوقف وتعطيل الدراسة، وأكد البيان أن طلاب الأزهر سيكونون تجديد الثورة 25 يناير، ولن تقتصر فعالياتهم على الحرم الجامعى فقط، بل ستكون التظاهرات داخل الجامعة وخارجها. ونظم الطلاب تظاهرات مع بدء الدراسة ولازالت مستمرة حتى الآن، للمطالبة بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي، والإفراج عن الطلاب المعتقلين، وسط أعمال عنف وتخريب للمنشآت، حيث أنهم حاولوا كسر الباب الرئيسى لمبنى الجامعة واقتحامه والاعتداء على الموظفين وتعطيل الدراسة فى بعض الكليات، الأمر الذى أدى لسقوط قتلى ومصابين، فضلًا عن إلقاء القبض على العشرات منهم، فى محاولة منهم لإيقاف الدراسة فى الجامعة وتحقيق هدفهم بتعطيل المؤسسات الحيوية فى الدولة، وفى مقدمتهم الجامعات والمدارس. طلاب الأزهر قاموا أيضًا بالخروج من الحرم الجامعى وقطع الشارع الرئيسى المواجه للجامعة، وأوقفوا حركة المرور بشكل تام فى محيط جامعة الأزهر، وحاولوا الوصول إلى ميدان رابعة العدوية وسط هتافات معادية للجيش والأزهر، إلا أن القوات المسلحة تصدت لهم ومنعتهم من الوصول إليه، وحدثت اشتباكات بين الطرفين. فيما يحرص طلاب الجبهة السلفية بجامعة الأزهر، على مساندة نظرائهم المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل أصدروا بيانًا قبل بضعة أيام، طالبة فيه بضرورة إقالة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، ورئيس الجامعة الدكتور أسامة العبد، وأكدوا على استمرار الفعاليات والمظاهرات الرافضة بالإنقلاب العسكري؛ حتى سقوطه وإلغاء كافة الآثار المترتبة عليه. ثكنة عسكرية وأضاف البيان أنهم يرفضون بشكل تام تحويل الحرم الجامعى إلى ثكنة عسكرية، بدخول قوات الأمن إلى الحرم، كما ناشدوا بضرورة الإفراج الفورى عن كافة المعتقلين من أبناء الجامعة. وفى الوقت الذى يسعى طلاب "الإخوان" و"السلفيين"، لتعليق الدراسة فى جامعة الأزهر، خرج رئيس الجامعة بتصريحات صادمة للطلاب المتظاهرين، حيث أكد أنه لن يسمح لأى جماعة بتعليق الدراسة فى الجامعة، مؤكدًا أنه لا يوجد نسبة وتناسب بين عدد الطلاب فى الجامعة وعدد الطلاب الذين يتظاهرون لأغراض سياسية معينة، والتى لا تتجاوز نسبتهم ال10%، بينما خرج الدكتور توفيق نور الدين، نائب رئيس جامعة الأزهر، للتأكيد على أن الأمن فشل فى التعامل مع تظاهرات الطلاب داخل الجامعة، وطالب بضرورة عودة الأمن الشرطي. ولم يختلف الأمر كثيرًا فى باقى جامعات الأزهر بالمدن المختلفة، حيث شهدت جامعة الأزهر فرع أسيوط، العديد من التظاهرات، للمطالبة بعودة محمد مرسي، للرئاسة مرة أخرى، واحتجاجًا على ما وصفوه بسوء حالة المدن الجامعية الأزهرية، وقام الطلاب والطالبات الذين شاركوا فى المظاهرات برفع لافتات وترديد هتافات مناهضة للجيش والشرطة والأزهر الشريف، بالإضافة إلى الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، فضلًا على رفعهم لشعارات رابعة، فيما قام طلاب جامعة الأزهر فرع "تفهنا الأشراف" بمحافظة الدقهلية، بإطلاق مظاهرات بالتزامن مع مظاهرات "إخوان الأزهر"، وهو نفس الأمر الذى تقوم به طالبات الإخوان أيضًا فى كافة الجامعة سواء الأزهر أو دار العلوم أوغيرها. أقنعة بيضاء أما طلاب الإخوان فى جامعة الزقايق، فارتدوا منذ يومين تقريبًا أقنعة بيضاء أمام مبنى إدارة الجامعة وبدأوا فى كتابة عبارات مسيئة للجيش والشرطة وقيادات الجامعة، وحدثت اشتباكات شديدة عندما حاول الأمن وموظفو الجامعة منعهم، وعقب ذلك حاول الطلاب اقتحام مبنى إدارة الجامعة بالقوة، فتم غلق الأبواب الحديدية، فقاموا برشق المبنى بالطوب و الحجارة و تحطيم واجهاته الزجاجية فى الطابقين الأول و الثانى بالكامل، وأشعلوا النيران فى دراجة بخارية تخص أحد العمال وحطموا سيارة حكومية تابعة للجامعة، وبعدما باءت كل محاولاتهم بالفشل نظموا مسيرة طافت الحرم الجامعي. وفى جامعة القاهرة، يتم تقريبًا تنظيم مظاهرات شبه يومية، من قبل الطلاب المنتمين لجماعة الإخوان، للمطالبة بالإفراج عن زملائهم المعتقلين، والقصاص لزملائهم المتوفين فى الأحداث الأخيرة، ورفض حكم العسكر كما وصفوا، كما أنهم قد يخرجون بمظاهراتهم إلى ميدان النهضة، بدلًا من الطوفان فى جميع الكليات فقط. ولم تخلو الجامعات الخاصة أيضًا من بعض المظاهرات والمناوشات، إلا أن هذه المرة بين الطلاب المؤيدين والمعارضين، حيث تشهد جامعة أكتوير وجامعة مصر، مظاهرات شبه يوميًا للعشرات من طلاب الإخوان، ولكنهم يواجهون المئات من المعارضين لهم، وتبوء مظاهرات بالفشل، حيث أنها لا تُحدث صدى واسع، نظرًا لقلة عددهم. الدولة غائبة الغريب فى الأمر أن طلاب الإخوان، أعلنوا قبل عودة الدراسة بفترة عن عزمهم تنظيم مظاهرات بالتزامن مع عودة الدراسة وتعطيلها؛ حتى يتم تنفيذ مطالبهم، وتم تأجيل الدراسة فى عدة جامعات، إلا أن الدولة لم تلتفت لذلك، ومع بدء الدراسة بدأت التظاهرات والاشتباكات، سواء بين الطلبة والطالبات المؤيدين والمعارضين، أو المتظاهرين وقوات الأمن أو الجيش، وتكرر الأمر بعد ذلك فى جامعة الأزهر، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تم مهاجمة شيخ الأزهر الشريف من داخل الحرم الجامعي، وسط غياب تام للأمن. فهل يستمر طلاب "الإخوان" فى تصرفاتهم وينجحوا فى تحقيق مطالبهم أو جزء منها برحيل شيخ الأزهر ورئيس الجامعة أم تنجح الدولة فى فرض سيطرتها والقبض على الخارجين ورد هيبة وكرامة الأزهر الشريف؟.