شاهدت مثلما شاهد الملايين من المصريين ومن الشعوب العربية الاحتفال الضخم الذي أقامته القوات المسلحة المصرية للاحتفال بذكرى مرور 40 عاماً على نصر السادس من أكتوبر/تشرين، عام 1973، وكيف حضر الكتاب والفنانين والإعلاميين والعديد ممن يمثلون طوائف المجتمع المصري بمختلف أشكاله. لكن الملفت للنظر كان التمثيل الضعيف للشخصيات الرياضة في مصر، فلو ألقينا النظر على الفنانين لوجدنا الكثير والكثير وهو الحال الذي انطبق على المطربين ومقدمي البرامج وغيرهم من الحضور، وظل التمثيل الرياضي فقط في شخصين، هما أحمد شوبير الإعلامي الرياضي الأهم في السنوات الأخيرة، وأحمد حسن قائد المنتخب الوطني السابق، ورغم أن الثنائي يمتلكان من التاريخ الكروي إلا أن الرياضة المصرية لا يجب أن تتوقف عند هذا الثنائي فقط، فهناك من الرموز والشخصيات التي تستحق أن تكون حاضرة وبقوة، هناك من يمتلك ميداليات ذهبية وفضية وبرونزية في الأوليمبياد ونجحوا في تمثيل مصر بالشكل الجميل الذي يجعلهم يستحقون دعوة للتواجد. ولكن ما خطر ببالي وأنا أشاهد الحفل، محمد أبو تريكة لاعب الأهلي والمنتخب والنجم الأبرز في الكرة المصرية في السنوات ال10 الأخيرة، ماذا لو طُلب منه الحضور في الحفل المُقام من أجل ذكرى عظيمة من أجل مصر في حضور رئيس الجمهورية المؤقت وقائد الجيش الفريق عبد الفتاح السيسي، فهل كان اللاعب سيرفض أم يقبل؟! بالتأكيد لو كنت مكان اللاعب لأصبحت بين نارين، فأبو تريكة هو اللاعب الأكثر دعماً لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر حالياً بأمر القضاء، وأعلن في عدة مواقف سابقة عن دعمه للجماعة وللرئيس المعزول محمد مرسي، وكم من مرة ارتبط اسمه بالجماعة وبإعتصام رابعة العدوية، كذلك ما تردد عن واقعة المطار وإهانة الجيش، وفي نفس الوقت هو المواطن المصري الجدع الذي لا يتخلى عن أداء الواجب، فهو المبادر دائما بالمساعدات في مستشفى سرطان الأطفال 57357، كذلك له من المواقف الإنسانية الكثيرة وآخرها موقفه من فقيد ألتراس الزمالك، ما يجعله لا يتأخر عن تلبية دعوة مصر وجيشها.