طالب سياسيون وفقهاء قانون بوجود رقابة من قبل هيئات دولية للانتخابات البرلمانية المقبلة فى 28 نوفمبر الجارى، طالما لم تستجب الحكومة المصرية للأصوات المنادية برقابة دولية من ممثلى الحكومات الخارجية، قائلين إن كلمة الرقابة دولية تصيب المسئولين بارتكاريا ورعب شديد خوفاً من كشف ما ستشهده مصر من انتهاكات ووقائع تزوير خلال الانتخابات.من جهته، طالب الدكتور عاطف البنا، أستاذ القانون الدستورى بجامعة القاهرة فى الندوة التى نظمتها لجنة الحريات بنقابة الصحفيين، مساء أمس، عن نزاهة الانتخابات وقانون مباشرة الحقوق السياسية الرئيس مبارك بإصدار قرار جمهورى بإلغاء حالة الطوارىء خلال الانتخابات لتجرى فى ظروف عادلة، مضيفاً أن ذلك لا يحتاج أكثر من قرار منه، تطبيق الطوارىء يجعل من السهل القبض على من يريد الترشح أو أنصاره.فيما شدد الدكتور محمد البلتاجى، نائب مجلس الشعب عن جماعة الاخوان المسلمين، على ضرورة وجود تهديد قانونى حقيقى لكل المسئولين المتورطين فى وقائع تزوير أو استخدام مناصبهم فى الضغط على المواطنين للتلاعب فى نتائج الانتخابات، مؤكداً أهمية وجود إرادة سياسية لاجراء انتخابات معبرة عن إرادة المواطنين بشكل حقيقى؛ إنقاذاً لمصداقية النظام أمام العالم، حسب قوله.بينما أوضح المستشار سعيد الجمل، رئيس محكمة الاستئناف سابقاً وعضو الأمانة العامة للجمعية الوطنية للتغيير، عدم جدوى المشروعات المقدمة لتعديل بعض مواد الدستور ومن بينها قانون مباشرة الحقوق السياسية، طالما لا تستجيب لها السلطة.الدكتور حسن نافعة، المنسق العام السابق للجمعية الوطنية من جانبه لفت إلى إن التعديلات الدستورية للمواد (76 و88) تحديداً تجعلنا بصدد عملية انتخابية غير نزيهة، قائلاً إن الرئيس لو كان صادقاً النية لأصدر رسائل مطمئنة للشعب المصرى، وأدرج بعض التعديلات التى تقدمت بها الأحزاب الرسمية كضمانات لنزاهة الانتخابات. واستدرك لكنه اكتفى بتعديلات فى قانون مباشرة الحقوق السياسية خاصة بكوتة المرأة، خوفاً من ثغرات دستورية قد تمكن من الطعن ببطلان الانتخابات .. ما معناه أن الدولة شعرت فجأة بالخوف من توفر الحد الأدنى من هذه الضمانات.وأضاف نافعة: لا نبكى على اللبن المسكوب لقد بذلنا أكثر من جهد فى دعوة القوى السياسية لاتخاذ موقف موحد من الانتخابات .. نحن لم نقل مقاطعة الانتخابات وانما مقاطعة التزوير .. هل من الممكن أن تأتى هذه القوى عشيتها لتقول لن نخوضها أو لتخض التجربة، لكن على كل القوى التى ستشارك أن يستيقظ ضميرها لأن الشعب محبط والشعب محتاج نخبة سياسية جديدة أكثر صدقاً، داعياً الشعب لتقييم مواقف القوى التى قدمت غطاء للنظام الفاسد والمستبد، حسب تعبيره.