صدر للشاعرة العراقية الدكتورة سهام جبار المقيمة فى السويد مجموعتها الشعرية الجديدة أجساد عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة، حيث تقع المجموعة في 100 صفحة من القطع المتوسط، وتتضمن 26 قصيدة نثر كتبت ما بين عامي 2005 و2010، وما بين بغداد والسويد، لوحة غلاف المجموعة من أعمال الفنان السويسري ألبرتو جياكوميتي.تعتني الشاعرة سهام جبار في مجموعتها الشعرية الجديدة بتأكيد القيم الحياتية والإنسانية الناتجة عن معاناة آلام الحروب والقتل اليومي في بلادها، وتنتصر لإرادة البقاء بقوة وعلو بوجه كل الكوارث التي أحاطت بالإنسان العراقي، من هنا تتضح الماهية الشعرية التي تركز عليها لموضوعة الأجساد في مجموعتها الشعرية الجديدة، إنها الأجساد المستهدفة بالقتل والأذى والتنكيل والرصد من قاتل مجهول ومتربص، ويمكننا ملاحظة أن مفردة أجساد موجودة بهذا الهاجس في كل قصائد المجموعة وبطرائق طرح مختلفة ومتعددة، فلا نكاد نقرأ قصيدة من دون هذا الهاجس المأساوي الذي يحصي الأجساد المؤرشفة تاريخ البلاد بالموت والأسى، بل إن آفاق الخيال؛ حتى الخيال؛ مشغولة بهذا الهاجس المتعلق بالبلد وحده. ربما هذا ما يجعلنا نثق بأن الشاعرة متماهية بالبلاد حدّ إمحاء ما هو شخصي أو إندماجه بما هو عام وإنساني.هاجسٌ آخر يمكن رصده في قصائد المجموعة بأكثر من صورة، وهو هاجس النفي والغربة، فضلاً عن صورة النفي الوجودية والإنسانية والتي تتأكد في البعد المكاني والفيزيائي أيضًا؛ الأمر الذي يتعاضد مع ما هو وجودي وروحي وباطني عام تتكشف عنه تجربة الشاعرة العراقية سهام جبار عامة، والتي تتسم بأنها تجربة متنوعة ومتجددة وعميقة، وهو ما يمكن إدراكه عبر سعيها التجريبي المستمر من أجل كتابة قصيدة نثر مختلفة وجديدة في كل تجربة شعريةمن قصائد المجموعةخارج هذه الحروب / كُنْ ألمًا / دمدمة / أيتها الجثة / هذا النومبيتٌ لذكرى النهر / تربص / في عبَّارة مجنونة / للتسرب مثل نسيانبلاد الأميرة / في الوقت الذي لا ينتهي / لغيظٍ نائم / غربة / في الاتقادوعلى الغلاف الخلفي للمجموعة نقرأ من قصيدة أجسادأجسادٌ لكل الأزمنةأجسادٌ لكل الأمكنةأجسادٌ ميتةلاهثةقابعةغارقةمنتظرةبيض.. سمر.. سود.. غضة.. هرمة.. نضرة.. كالحةأجسادٌ لتبادل لونيْ النصر والخسارةأجسادٌ لمحوِ حركاتِ الحظ البهلوانيةمن وحي فلكٍ ماأجسادٌ للركضِ المشتعلِ في البلادلحكمةِ الحربِ المهيبةلحفل تماثيلها السائرة بالنهايات