كتب /علي رجب وهالة عبد اللطيفأكد محمود القيسونى مستشار وزير السياحة لشئون البيئة والمشرف على سياحة الصحراء إن الوضع الحالى للسياحة الاستشفائية لدينا الآن لا يتناسب مطلقاً مع سمعة مصرالتاريخية فى هذا المجال.موضحا بان أن التحدى الأكبر أمام السياحة العلاجية فى مصر هو عدم تحديد الجهة الرسمية المسئولة عن الإشراف على هذه الصناعة الهامة، رغم أن عدد السياح الذين يأتون لمصر بهدف سياحة الاستشفاء يتراوح من 500 ألف إلى 700 آلاف سائح سنوياً سواء من الدول العربية أو الأجنبية.وفي نفس السياق قالت الخبيرة السياحية نور علي بإن عدم تحديد جهة مسئولة عن السياحية العلاجية أمرا غير صحي بالنسب لنمو هذه السياحة في مصر وما يمكن أن تحققه من دخل لاقتصاد القومي .وأضافت نور بأنه لو تم التنسيق الجاد بين الجهات المعنية لوصل العدد الوافدين لسياحة العلاجية إلى أكثر من مليون سائح يتوقع أن يدرون أكثر من 2 مليار دولار فى خلال ثلاث سنوات .وارجع نور ذلك إلي أن من يأتي للسياحة العلاجية من الأجانب والعرب لايكون وحده بل يكون معه مرافق وأحياناً تكون الأسرة كلها وتستمر فترة الإقامة لمدة شهر تقريباً، ويكفى أن الدول المطلة على البحر الميت تدر سنوياً من الاستثمار فى المنتجعات الاستشفائية نحو 12 مليار دولار، وبالتالي يجب أن يكون هناك تخطيط لتحويل الاهتمام بهذه السياحة فى مصر إلى مشروع قومى لاستثمار ثرواتنا من عيون وآبار ورمال طبيعية، ووصول معدل الصحراء النقية إلى نحو 94 % من مساحة الأراضي المصرية.وأوضحت باننا لدينا مناطق عديدة تصلح كأماكن للاستشفاء والسياحة الطبيعية بشرط وضع خطط لتطويرها وتوفير الخدمات السياحية بها من مرافق فضلاً عن ضرورة مد طرق ممهدة وصالحة للوصول إلى هذه المناطق بسهولة خصوصاً أن أغلبها تقع فى أماكن نائية وبعيدة عن العمران.وطالب مستشار وزير السياحة عمل دعاية للمعالم المصرية ووضعها على برامج شركات السياحة العالمية فضلاً عن تكاتف جميع الوزارات من سياحة وصحة وبيئة لدعم السياحة بصورها المختلفة سواء تقليدية أو بيئية أو علاجية، والقضاء على القيود والتحديات التى تقابلها.الجدير بالذكر بان مصر تشتهر بالسياحة العلاجية منذ عام 1880 عندما جاء بعض الأوروبيين المصابين بأمراض صدرية إلى الأراضي المصرية للهروب من المناخ البارد لديهم، والتمتع بالجو المشمس هنا بهدف تخفيف آلامهم، ورغم أن هؤلاء المرضى لم يكونوا يطمعون إلا فى الحياة عدة أشهر إلا أن البيئة المصرية وكثرة عيون المياه الجوفية، والرمال الطبيعية عالجتهم من هذه الأمراض،وبعضهم عاش أكثر من 30 سنة فى صحة جيدة، ولحسن الحظ كان بينهم بعض العلماء والأطباء الذين اكتشفوا أهمية العيون المصرية مثل عين حلوان وحمامات فرعون.وتعد منطقة أم الصغير على أطراف منخفض القطارة، وتخرج منها مياه مغلية ومعدنية تصلح لعلاج أمراض الروماتيزم من أهم مناطق الاستشفاء بالإضافة إلي حمامات فرعون بسيناء، والرمال الطبيعية بسفاجا، وجبل الدكرور بواحة سيوة برماله المشهورة بشفاء عدة أمراض، والتى يحرص السائحون العرب على التداوى بها، وأيضا يوجد بنفس الواحة بحيرات شديدة الأملاح مثل البحر الميت من الممكن إقامة مركز للعلاج الطبيعى بها ذات شهرة عالمية، وكذلك واحة الفرافرة بعيونها الكبريتية فضلاً عن الاقصر وأسوان .