"قضية فساد من عيار الثقيل إنها قضية المسرح القومي التي باتت تمثل لغزا كبيرا يصعب علي جميع المسرحيين فك طلاسمه حتي الآن ،خاصة بعد القنبلة التي ألقاها حازم شبل مهندس الديكور ومؤسس ورئيس المركز المصري للسينوغرافيين وتقنيي المسرح والحائز علي منحة فولبرايت الأمريكية للفنون وعضو الهيئة العالمية للمسرح ،والذي أكد خلالها أن المبني الجديد للمسرح بلا كواليس ،لأن إعادة البناء تمت بواسطة معماريين دون الاستعانة بمصمم مسرحي متخصص . وما زاد من الغاز قضية القومي أن المسرح احترق دون أن تصل التحقيقات الي شيء ملموس وبعد ان كانت وعود المسئولين تتمثل في إعادة ترميمه في غضون 7 أشهر إذا بالميعاد يمتد لبضعة سنوات ولم ينتهي بعد ،ومن رصد ميزانية تبلغ 45 مليوناً في البداية إذا بها تتضاعف لتصل الي 95 مليون في متوسط التقديرات . وبعد مرحلة تسابق فيها جميع المسئولين للتهليل بما تم من إنشاءات في المسرح إذا بهم يرفعون أيديهم عما تم ويتبرؤون منه الآن ليصاب المشروع بالشلل التام وهو ما حدث مع المهندس محمد أبو سعدة الذي اشترك في جميع اللجان التي قامت بتقييم اعمال الترميم منذ انشائه والي الآن فإذا به يرفض المشاركة في آخر اللجان التي يتم تشكيلها هذه الفترة. مما يهدد بتضاعف الميزانية عدة أضعاف كما حدث مع مشروعات مماثلة من أبرزها مسرح قصر ثقافة الجيزة الذي مر بنفس التجربة تقريبا ومازال خارج الخدمة. وتتلخص الأخطاء التي اكتشفها حازم شبل في أن المصمم تجاهل الكواليس( المناطق التي تقع علي جوانب خشبة المسرح وخلفها والتي لا يراها الجمهور) بأن أقام جناحا كاملا لغرف الممثلين متعدد الأدوار علي أعمدة خرسانية أغلق بها منطقة شمال خشبة المسرح تماما إلا من باب لدخول الممثلين وتجاهل تماما أهمية تلك المنطقة في تجهيز وتخزين وتغيير ديكورات العرض القائم علي المسرح أو عرض آخر يتم تجهيزه استعدادا لعرضه, ونفس المشكلة توجد في ثلث الجانب الأيمن والمنطقة التي تركها كجانب مفتوح لها سقف يحد من إزاحة ديكورات عالية إليها, لتستخدم كورشة, أما الكالوس الأيمن فبه باب كبير لدخول الديكورات من الشارع, وهو قريب جدا من خشبة المسرح. حيث طالب في تصريحات صحفية بعدم التغاضي عن كل هذه الأخطاء وبخاصة خطأ غلق الكواليس الجانبية بحجة سرعة افتتاح المسرح دون مراعاة الفنيات, وعدم استجابة المسئولين لمحاولات المشرفين الحاليين بإقناعهم بأن جوانب المسرح أوسع قليلا من السابق وأن مسارح كثيرة كواليسها ضيقة ، وشدد علي سرعة اتخاذ قرار جريء من كبار المسئولين بالتعديل المعماري لتوسيع كواليس المسرح وإن وصل الأمر لهدم وإعادة بناء جناح غرف الممثلين بالكامل, وإعادة تصميمه بشكل سليم. من جانبه قال المخرج محمد الشافعي إن مشاكل القومي تكمن في جهل الشركة بقيمة المكان وعدم وجود متخصص مسرحي في متابعة الانشاءات ومدي اهمية وجود كواليس ومكان خدمات خلف خشبة المسرح .. وهذا يعتبر اهدار مال عام . وأكد علي مسئولية الجميع عما تم بداية من الوزير الاسبق عماد ابو غازي وكل المسئولين من الوزارة و الشركة والمسئولين في البيت الفني للمسرح .. قائلا يجب الرجوع في هذه المشاريع الضخمة والتي تمثل واجهة الامة المصرية للخبراء والمختصيين في مجال المسرح سواء محليا او عالميا .. فالقضية اكبر من عملية انشاء معماري .. وحتي اذا عجزوا عن ذلك كان يمكنهم الرجوع للأفلام القديمة التي صورت في المسرح القومي .. أو الرجوع الي الارشيف بمنظمة المسرح العالمي ..وهناك من الخبراء الكثيرين والذين لهم باع طويل في بناء المسارح ومنهم علي سبيل المثال المهندس فوزي السعدني وزوسر مرزوق و حازم شبل ذو الخبرات العالية محليا ودوليا .. وهناك المهندس محمد الصعيدي ومحمد هاشم وجمالات عبدة .. فالجانب الانشائي يخص المهندس مدحت مصطفي اما الجابن الخاص بفنية المسارح فنحن اهل لها وقد كنت من ضمن اول من ركب ستارة بالريموت كنترول بالمملكة بمنطقة حفر الباطن .. وايضا قمت بتجهيز وانشاء مسرح الحديقة الدولية من مخلفات البيت الفني للمسرح .. ومن بقايا حريق القومي أما المهندس اسامةفتحي المسئول عن الدفاع المدني في المسرح القومي فقال إن المشروع متوقف تمام في الوقت الحالي بسبب عدم الحصول علي تراخيص البناء والانشاء من الحي رغم ان هناك قراراً من مجلس الوزراء ينص علي ان المسرح يعد اثرا وبالتالي فليس هناك داعي لمثل هذه التراخيص ولكن العمل متوقف ايضا بسبب المبالغ المالية المتبقية للشركة والتي تبلغ حوالي 40 مليون جنيه . وأضاف فتحي هناك امر هام يتم تداركه في الوزارة الآن وهو أنه يتم تشكيل لجان جديدة الآن لمد أجل الفترة التي سيتم فيها تسليم المسرح لأن الشركة تعثرت خلال الثورة ولم توف بالإنشاءات خلال المدة المحدد مما سيدفع الوزارة الي مد أجل الفترة من جديد . وعن سر التخبط في المباني قال فتحي لقد تولي بعض مهندسي دار الاوبرا مسئولية الانشاءات الهندسية لأن البيت الفني للمسرح لا يوجد به متخصصين وإذا ثبت أن هناك خلل ما يجب تداركه من الآن حتي لا يعوق عمل المسرح نفسه في المستقبل .