انتقد حازم شبل خبير تكنولوجيا المسرح التي قام بها وزير الثقافة د. محمد صابر عرب للمسرح القومي الأسبوع الماضي واصطحب فيها عددا من الإعلاميين والموظفين في البيت الفني للمسرح ومهندسين معماريين دون اصطحاب خبير مسرحي واحد يقدر احتياجات المسرح من أجهزة وتقنيات. وأضاف ان المسارح في مصر تعاني من التخلف في التقنيات والسبب في ذلك هو انفاق الملايين علي تجديدات المسارح دون وعي بما يحتاجه المسرح فعليا فنجد مسرحا مثل الهناجر بعد التجديدات لديه أرضية فخمة من الرخام في المدخل بينما خشبة المسرح نفسها لم يمسها التجديد ولا توجد شواية وأجهزة الإضاءة المستخدمة من أسوأ ما يمكن. وقال شبل وهو عضو لجنة تكنولوجيا المسرح العالمية ورئيس المركز المصري للسينوجرافيين, طالما اننا نبني المسرح من جديد بعد ما دمره الحريق فلماذا لا نبنيه علي أسس صحيحة, كيف تنفق وزارة الثقافة100 مليون جنيه علي تجديد مسرح دون الاستعانة بخبير في تقنيات المسرح, وإذا كانت الوزارة لا تعترف بقدرات ابنائها فلا مانع من الاستعانة بخبير من الخارج عن طريق إحدي السفارات الأجنبية واستشهد باستعانة د. هدي وصفي في تأسيس الهناجر لأول مرة في التسعينيات بخبراء من فرنسا, مؤكدا ان تجهيز المسرح بما يلائم المواصفات العالمية يحتاج لدراسة ويجري خلال عمليات البناء وليس في التشطيبات النهائية نظرا لارتباط تقنيات المسرح بشبكات صوت وشبكات للإضاءة بمواصفات معينة لابد ان يكون الخبير المسرحي مشرفا عليها. واكد ان المسرحين بصدد مواجهة العديد من المشاكل في المسرح القومي اذا اكتمل بناؤه بالاسلوب المتبع الان لان المهندسين المعماريين لا يعرفون طبيعة المسرح وقاموا بالغاء الكواليس في الجانب الايسر من خشبة المسرح وبناء مبني لغرف الفنانين, وصمموا سقف الكواليس في الجانب الايمن منخفضا عن خشبة المسرح في حين انه من المفترض ان يخصص هذا الجانب لدخول الديكور المسرحي في أي عرض مستقبلي وهذا الانخفاض سيعاني منه مهندسو الديكور في المستقبل, بالاضافة إلي ان هذا الجانب لم يتم عزله صوتيا رغم ان المسرح يقع في منطقة مزدحمة بمنطقة العتبة يحيط بها الباعة الجائلون. وفجر مفاجأة قائلا انه عندما تم استدعاؤه منذ عامين مع الفنان صبحي السيد للمشاركة في عضوية لجنة استشارية في تجديدات المسرح القومي اكتشف ان رأي اللجنة مطلوب في مواصفات الكراسي واذا ما كانت مناسبة للمسرح ام لا, في تجاهل تام للاحتياجات التقنية للمسرح. واضاف قائلا انه اذا كانت الأزمة في مراعاة هذه التقنيات هي الحفاظ علي المبني الأثري للمسرح القومي فهي حجة واهية لان الاثر يقتصر علي مبني المدخل والصالة اما خشبة المسرح فقد تهدمت تماما علي اثر الحريق وليس لها علاقة بالمبني الاثري, مشيرا إلي انه يعتبر الاخطاء الجسيمة التي تتم في تجديدات المسارح نتيجة لجهل المهندسين المعماريين وعدم الاستعانة بالخبراء في مجال المسرح هو نوع من الفساد المهني. من جانب آخر اكد المهندس مدحت مصطفي مدير الإدارة الهندسية في البيت الفني للمسرح انه سيستعين بالمسرحيين لاستشارتهم بالتأكيد لكن الرأي الاهم بالنسبة له هو رأي الاثار لأن المسرح مسجل الان كأثر والفصل بين الاثار ووزارة الثقافة تسبب في العديد من الإجراءات البيروقراطية التي تعرقل العمل. واشار إلي انه من المنتظر ان تجتمع لجنة من وزارة الثقافة خلال الاسبوع الجاري مع ممثلي الادارة وقيادات شركة أبناء حسن علام المسئولة عن عمليات الترميم في المسرح القومي, بناء علي قرار وزير الثقافة لبحث امكانية تخفيض التكلفة التي يحتاجها المشروع والانتهاء منه في اسرع وقت ممكن. واضاف انه سيتقدم بالدراسة التي اجراها علي المشروع امام اللجان الثلاث, مشيرا إلي أن العمل توقف منذ ما يقرب من عامين بسبب عدم توفر الإمكانات المادية بالإضافة إلي افتقاد وزارة الثقافة والبيت الفني للمسرح للاستقرار, فتغير علي رئاسة البيت الفني أكثر من شخص خلال هذه الفترة وكذلك منصب وزير الثقافة. واكد ان الاجزاء التي اعترض عليها وزير الثقافة ورئيس مجلس ادارة الشركة المسئولة عن الترميم بحجة ان تكلفتها عالية جدا وبها نوع من الفشخرة الزائدة مثل دورات المياه ذات المواصفات العالمية والمبني الاداري, وطالب بتخفيض التكلفة فيها, تم الانتهاء منها بالفعل في المرحلة الاولي ولا تدخل في المبلغ المطلوب لانهاء التشطيبات المقدر ب55 مليون جنيه, مضيفا ان الرئيس السابق للبيت الفني للمسرح ناصر عبدالمنعم سعي للاستعانة بوزارة التعاون الدولي لمخاطبة عدد من الدول بحيث تشارك في تجهيز المسرح القومي بالامكانات والاجهزة التقنية أو بتأسيس الواجهة الخارجية لكن الوزارة ايضا تعاني من عدم الاستقرار وبالتالي لم نتلق ردا حتي الان. واضاف مدحت مصطفي ان المسرح يعاني من مشكلة اخطر وهي وجوده في منطقة العتبة وسط الباعة الجائلين فهو معرض للسرقة طوال الوقت ولا يوجد أمن لحمايته, والمعدات المستخدمة في عمليات الترميم والتجديد والاجهزة المفترض تركيبها تحتاج للحماية والا خسرنا اموالا طائلة.