طالب وزير الثقافة د. محمد صابر عرب الادارة الهندسية في البيت الفني للمسرح والشركة المسئولة عن مشروع تطوير المسرح القومي بإعادة دراسة المشروع مرة اخري بالاشتراك مع لجنة هندسية من وزارة الثقافة في محاولة لتقليص المبلغ المطلوب للانتهاء من الانشاءات والتشطيبات الخاصة بالمسرح في اقرب وقت وهي حوالي 35% من المشروع بينما تم الانتهاء من 65%، وذلك خلال جولته التفقدية للمسرح القومي امس. واكد وزير الثقافة في تصريح للاهرام المسائي انه يتمني ان تنتهي إنشاءات المسرح القومي خلال سنة، لكنه لا يستطيع تقدير المدة الزمنية بالتحديد الا بعد توفير المبالغ المالية المطلوبة لذلك ودراسة مدي امكانية تخفيض التكلفة المطلوبة لاستكمال الانشاءات التي وصلت الي 50 مليون جنيه، مع الحفاظ علي الجانب الحضاري والتاريخي لمبني المسرح القومي الاثري ومحاولة تقليص النفقات في المبني الاداري وعدم المبالغة في التجهيزات والمباني الملحقة بالمسرح. وقال د. محمد صابر عرب ان كافة المشروعات التابعة لوزارة الثقافة كان يتم دعمها من خلال صندوق التنمية الثقافية، الذي يعتمد في ميزانيته علي نسبة من الاثار، ويعاني حاليا من ازمة مالية بعد فصل وزارة الاثار عن الثقافة، مؤكدا أن وزارة الثقافة مهتمة برعاية بعض المشاريع ايا كانت الظروف ومن بين هذه المشاريع المسرح القومي وكذلك مسرح الطليعة ومسرح العرائس، فالمسارح الثلاثة مرتبطة ببعضها البعض وتقع في منطقة واحدة تعد من اجمل مناطق القاهرة، يتمني ان يتم تطويرها خلال فترة وجيزة، لان هذه المسارح وعلي رأسها المسرح القومي قدمت خدمات جليلة للحركة المسرحية في مصر. وأكد ان الدولة لن تبخل أبدا علي المسرح القومي لكي يعود له دوره، لان قيمته الانسانية والثقافية والحضارية لا تقدر حتي بمليارات الجنيهات، والعائد منه اكبر بكثير، مضيفا ان افتتاح المسرح القومي وعودته للعمل تعني ان الاستقرار عاد الي القاهرة من جديد. وقام المهندس مدحت مصطفي مدير الادارة الهندسية بالبيت الفني للمسرح بعرض تقرير فني ومالي عن مشروع تطوير المسرح القومي امام وزير الثقافة وعدد من الاعلاميين، اشار فيه الي ان العمل في المسرح القومي بدأ بشكل سريع عقب الحريق مباشرة في 20 أكتوبر 2008 قبل اجراء دراسة متكاملة عن المشروع وذلك لدرء الاخطار والحفاظ علي اساسات المسرح،وكانت النيابة تجري تحقيقاتها في نفس التوقيت عن اسباب الحادث، وتمت دراسة المشروع فيما بعد الا ان القيمة التعاقدية التي تم الاتفاق عليها مع شركة ابناء حسن علام كانت 55 مليون جنية. واضاف أن المبلغ الاجمالي بعد تقدير التجهيزات والتشطيبات النهائية وصل الي 92 مليون جنية تقريبا، وذلك للوصول بالمسرح للمواصفات العالمية والحفاظ علي المبني الاثري والعودة بالمسرح الي حالته الاصلية التي بني عليها في عام 1922 والغاء كافة الاضافات العشوائية التي تمت في السنوات الاخيرة، مشيرا الي ان ما تم انفاقه حتي الان علي المشروع حوالي 45 مليون جنيه. واشار د. خالد عبدالجليل رئيس قطاع الانتاج الثقافي الي انه استطاع هذا العام توفير مبلغ 15 مليون جنية يخصص لمشروع المسرح القومي الي ان يتم بحث امكانية توفير باقي المبلغ او تخفيض التكلفة بنسبة معينة. وعقب جولته التفقدية في المسرح القومي قام وزير الثقافة بزيارة مسرحي الطليعة والعرائس خلف المسرح القومي وانتقل الي هناك سيرا علي الاقدام بين اكشاك الباعة الجائلين وشكا عدد من المسرحيين وعلي رأسهم مدير مسرح الطليعة ماهر سليم، من الباعة الجائلين المحاصرين للمسارح الثلاثة القومي والطليعة والعرائس وتأثيرهم علي شكل المسرح وسير العمل فيه، ووعد وزير الثقافة ببحث هذه المشكلة، وطلب من خالد عبدالجليل متابعة المسارح واخضاعها للصيانة والتجديد اذا ما تطلب الامر.