قد تشكل مشاهدة التليفزيون أو قضاء الوقت في ممارسة الألعاب الإلكترونية أو أمام الكمبيوتر أحد العوامل الخطيرة التي يمكن أن تطيح بمجهودات تحسين الصحة وإنقاص الوزن. وطبقاً لكتاب Time for life وُجد أن الأمريكيين لديهم أكثر من 40 ساعة في الأسبوع كوقت فراغ ألا أنهم يشعرون أن وقت فراغهم أقل من ذلك بكثير بسبب قضائهم هذا الوقت أمام التليفزيون حيث يتم تبديد نحو 15 ساعة تقريباً في مشاهدة المواد التليفزيونية أسبوعياً. وفي هذا الإطار أثبتت العديد من الدراسات الصادرة من منظمة الصحة العالمية أن هناك ارتباط وثيق بين مشاهدة التليفزيون أو العمل المكتبي وبين زيادة الوزن والإصابة بالسمنة. كما أوضح الباحثون أن الأشخاص الذي يقضون معظم أوقاتهم في مشاهدة التليفزيون يكون لديهم ميلاً شديداً للخمول وعدم الحركة وتناول الوجبات السريعة. وبصفة عامة فإن مشاهدة التليفزيون تعمل على ضياع الوقت الذي يمكن استغلاله في انجاز الكثير من الأعمال المفيدة مع العائلة أو القيام بالأنشطة البدنية الصحية مثل أداء التمارين الرياضية، ممارسة الهوايات المحببة كالتجمع مع الأصدقاء لممارسة أحد الألعاب الحركية الجماعية مثل كرة القدم أو السلة. هذا بالإضافة إلى أن ضياع الوقت في مشاهدة التليفزيون يحفز على جلب مزيد من الطعام ويشجع على الخمول وقلة الحركة وبالتالي زيادة الوزن. ولكي لا تتعارض مشاهدة التليفزيون مع نمط الحياة السليم علينا القيام باتباع مجموعة من الأفكار الصحية بهدف الحفاظ على صحة الجسم والوزن، والتي من أهمها: * إعداد قائمة بالبرامج والمواد التليفزيونية المراد مشاهدتها يومياً والالتزام بها فقط. * جعل المواد المستخدمة في الهوايات والكتب والمعدات الرياضية في متناول اليد حتي يسهل استخدامها في أوقات الفراغ. * استغلال الوقت أثناء مشاهدة التليفزيون في ممارسة بعض التمارين الرياضية كتمارين الاسترخاء (اليوجا) أو تمارين الإطالة التي تهيء الجسم على بدء مجهوده البدني بقوة ونشاط. * تخصيص بعض الوقت لتجديد الطاقة وكسر الروتين اليومي من خلال إيجاد بعض الاهتمامات الجديدة المرتبطة بالهوايات والأنشطة المتعددة والبحث عن صداقات جديدة تضفي على الحياة حيوية الشباب والتغيير الايجابي. * يساعد الاهتمام بالذات والاعتناء بها في أوقات الفراغ على تجديد النشاط والتحفيز على العمل وزيادة الإنتاج. فقد وجد علماء النفس أن تكريس معظم الوقت في تحمل أعباء العمل أو العائلة يكون بمثابة عبء نفسي يستنفذ قدرات الإنسان ويؤدي إلى تدهورأدائه مما قد يؤثر على رعاية الأسرة ومسئوليات العمل، علماً بأن الاهتمام لا يكون بقضاء الوقت في مشاهدة التلفيزيون أو ممارسة الألعاب الإلكترونية لما لهذه الأنشطة من تأثيرات سلبية على الناحية النفسية والاجتماعية والذهنية للشخص. * وضع جدول زمني لتنظيم وقت الفراغ المتاح في اليوم وذلك من خلال تحديد الأعمال المراد القيام بها وحساب الوقت اللازم لها بصورة يومية ثم تدوين ذلك في مفكرة خاصة، فمثلاً، إذا كان يلزم الحصول على 5 دقائق للإسترخاء في اليوم أو الرغبة في ممارسة رياضة المشي لمدة نصف ساعة في اليوم فيجب من تدوين ذلك في مفكرة خاصة لإتمام عملية القيام بها. * وضع ضوابط للمكالمات الهاتفية حيث تعتبر المكالمات الهاتفية والرد عليها من أكثر العوامل مضيعة للوقت وإهدار للطاقة والمجهود هذا بالإضافة إلى التأثير السلبي الناتج عن استخدام الهاتف النقال على سلامة الجهاز العصبي. * ممارسة بعض التدريبات الخفيفة أثناء مشاهدة التليفزيون كرياضة بناء العضلات وحمل الأثقال الخفيفة أو أداء بعض تمارين الأيروبيكس والبيلاتس أو الإسترخاء أثناء المشاهدة وممارسة اليوجا. * القيام ببعض التمارين الخفيفة للذراعين والكتفين والرقبة أثناء القيام بالعمل المكتبي للتخفيف من حدة الشد العضلي. * شرب الماء بدلاً من تناول الطعام أثناء مشاهدة التليفزيون لتجنب زيادة الوزن وتنشيط الدورة الدموية وتخليص الجسم من مخلفات عمليات التمثيل الغذائي فيه.
