30 يوليو 2025.. البورصة تهبط دون مستوى 34 الف نقطة    رئيس الوزراء: استراتيجية وطنية لإحياء الحرف اليدوية وتعميق التصنيع المحلي    السلطات الروسية تلغي التحذير من خطر حدوث تسونامي في شبه جزيرة كامتشاتكا    مصنعو الشوكولاتة الأمريكيون في "ورطة" بسبب رسوم ترامب الجمركية    روسيا: الحوار بين إيران والصين وروسيا يظهر إمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن الملف النووي الإيراني    إعلام لبناني: الجيش الإسرائيلي يستهدف بالمدفعية أطراف بلدة "عيترون" جنوبي لبنان    كيسيه يضغط للرحيل عن الأهلي السعودي    الممنتخب المصري للمصارعة يحصد 6 ميداليات في دورة الألعاب المدرسية بالجزائر    وادى دجلة يضم الحارس حسن الحطاب قادما من بلدية المحلة    2 نوفمبر.. النقض تحدد جلسة نظر طعن شريكة سفاح التجمع    35 ألف طالب تقدموا بتظلمات على نتيجة الثانوية العامة حتى الآن    إصابة شخصين إثر انقلاب موتوسيكل فى المعادى    غدًا جنازة لطفي لبيب من كنيسة مارمرقس كليوباترا بمصر الجديدة    أحمد زايد: الفوز بجائزة النيل في فرع العلوم الاجتماعية ليست نهاية المطاف بل البداية    روسيا تلغى تحذير تسونامى فى كامتشاتكا بعد الزلزال العنيف    ثواني بين يدي فيروز    تكنولوجيا المعلومات ينظم معسكرا صيفيا لتزويد الطلاب بمهارات سوق العمل    اعتذارات بالجملة في قطاع الناشئين بالزمالك    بعد عامين.. عودة ترافورد إلى مانشستر سيتي مجددا    "زراعة الشيوخ": تعديل قانون التعاونيات الزراعية يساعد المزارعين على مواجهة التحديات    مي طاهر تتحدى الإعاقة واليُتم وتتفوق في الثانوية العامة.. ومحافظ الفيوم يكرمها    رئيس جامعة بنها يترأس اجتماع لجنة المنشآت    73 ألف ترخيص لمزاولة المهن الطبية خلال السبعة أشهر الأولى من 2025    رئيس النيابة الإدارية يلتقي رئيس قضايا الدولة لتهنئته بالمنصب    ضبط عاطل و بحوزته 1000 طلقة نارية داخل قطار بمحطة قنا    وظائف خالية اليوم.. فرص عمل ب 300 دينارًا بالأردن    رئيس جامعة القاهرة يفتتح فعاليات المنتدى الثاني للابتكار الأكاديمي وتحديات سوق العمل    جامعة سوهاج تعلن النتيجة النهائية لكلية الطب للفرقه الاولي    7 مؤتمرات انتخابية حاشدة لدعم مرشحي مستقبل وطن بالشرقية    "التضامن" تستجيب لاستغاثات إنسانية وتؤمّن الرعاية لعدد من السيدات والأطفال بلا مأوى    مشروع رعاية صحية ذكية في الإسكندرية بمشاركة الغرف التجارية وتحالف استثماري    الرعاية الصحية تعلن تقديم أكثر من 2000 زيارة منزلية ناجحة    لترشيد الكهرباء.. تحرير 145 مخالفة للمحلات التي لم تلتزم بقرار الغلق    محافظ أسوان يوجه بالانتهاء من تجهيز مبني الغسيل الكلوي الجديد بمستشفى كوم أمبو    215 مدرسة بالفيوم تستعد لاستقبال انتخابات مجلس الشيوخ 2025    خسارة شباب الطائرة أمام بورتريكو في تحديد مراكز بطولة العالم    معلومات الوزراء: مصر في المركز 44 عالميًا والثالث عربيا بمؤشر حقوق الطفل    مبيعات فيلم أحمد وأحمد تصل ل402 ألف تذكرة في 4 أسابيع    ما حكم كشف وجه الميت لتقبيله وتوديعه.. وهل يصح ذلك بعد التكفين؟.. الإفتاء تجيب    انكسار الموجة الحارة.. الأرصاد تكشف حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة    مصير رمضان صبحى بقضية التحريض على انتحال الصفة والتزوير بعد تسديد الكفالة    الهلال الأحمر المصري يرسل قوافل "زاد العزة" محمّلة بالخبز الطازج إلى غزة    السفير الأمريكي بإسرائيل: لا خلاف بين ترامب ونتنياهو.. والوضع في غزة ليس بالسوء الذي يصوره الإعلام    علي جمعة يكشف عن حقيقة إيمانية مهمة وكيف نحولها إلى منهج حياة    هل التفاوت بين المساجد في وقت ما بين الأذان والإقامة فيه مخالفة شرعية؟.. أمين الفتوى يجيب    ما معنى (ورابطوا) في قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا)؟.. عالم أزهري يوضح    حميد أحداد ينتقل إلى الدوري الهندي    لم نؤلف اللائحة.. ثروت سويلم يرد على انتقاد عضو الزمالك    انخفاض أرباح مرسيدس-بنز لأكثر من النصف في النصف الأول من 2025    ملك المغرب يؤكد استعداد بلاده لحوار صريح وأخوي مع الجزائر حول القضايا العالقة بين البلدين    استراتيجية الفوضى المعلوماتية.. مخطط إخواني لضرب استقرار مصر واستهداف مؤسسات الدولة    استقرار سعر الريال السعودي في بداية تعاملات اليوم 30 يوليو 2025    وفري في الميزانية، طريقة عمل الآيس كوفي في البيت زي الكافيهات    فلكيًا.. موعد بداية شهر رمضان 1447-2026    عبداللطيف حجازي يكتب: الرهان المزدوج.. اتجاهات أردوغان لهندسة المشهد التركي عبر الأكراد والمعارضة    حظك اليوم الأربعاء 30 يوليو وتوقعات الأبراج    متابعة تطورات حركة جماعة الإخوان الإرهابية مع الإعلامية آلاء شتا.. فيديو    رسميًا.. جدول صرف مرتبات شهر أغسطس 2025 بعد تصريحات وزارة المالية (تفاصيل)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



النهار تحاور الرجل الذى هرب مرسى من السجن ليلة جمعة الغضب
نشر في النهار يوم 27 - 01 - 2013


حوار: عمرو عبدالمنعم
هو شخص بسيط ساقته أقداره إلي غياهب السجون والمعتقلات في عصر الرئيس المخلوع حسني مبارك مكث في السجن قرابة السبعة عشر عاما بتهمة الانتماء لتنظيم إسلامي محظور .
ومن سجن إلي آخر عاش عبد الناصر أبو الفتوح وحاول التأقلم مع ظروف ومعيشة وأوضاع السجون القاسية ، إلي يوم 25يناير 2011،ذلك اليوم المشهود ، حيث كان في سجن وادي النطرون 2عنبر 1وشاهد وسمع تفاصيل يوم الخروج الكبير أو ما يطلق عليه البعض فتح السجون وهروب السجناء من المعتقلات.
أبو الفتوح يروي ل النهار ما حدث في ليلة 29يناير جمعة الغضب أو فتح السجون ،ويكشف كيف شاهد الرئيس محمد مرسي هناك ؟ وكيف ساعده علي الخروج من السجن؟ ، ولماذا لم يعفو عنه حتي الآن ، حتي صدر حكم قضائي بقبول النقض في قضيته .
وفيما يلي تفاصيل الحوار :
مرسي
من هو عبد الناصر ؟
- أنا عبد الناصر أبو الفتوح ، من تيار الجهاد ، قضية 95 جنايات عسكرية، المعروفة إعلاميا ً قضية طلائع الفتح الجزء(5) حكم علي فيها بالمؤبد، وكنت ممن ساهم في خروج الدكتور محمد مرسي من السجن هو و18من الإخوان أبرزهم الدكتور عصام العريان، وكان ذلك من سجن وادي النطرون2 ، يوم الخميس السابق ليوم جمعة الغضب 28يناير 2011 ، فقد كانوا قبلها في السجن بيوم واحد .
ما هي بداية رحلتك مع السجن والخروج منه ؟
- قصتي التي أريد أن أنقلها للرأي العام، أني كنت محكوم علي بالمؤبد بتهمة إحياء تنظيم الجهاد عام 1994، وكانت كل التهم الموجهة لي ظلم، قضيت في السجن حوالي 17 عاما ، وخرجت مع المجموعة التي خرجت من سجن وادي النطرون يوم 30/ يناير ،بطريقة الخروج المنظمة للمعتقلين .
ما هي طريقة الخروج المنظمة التي تقصدها، وهل هو هروب أم إفراج؟
- أنا أستخدم لفظ خروج منظم، لأن الهروب يعني الخروج من الداخل للخارج ، بينما الذي حدث العكس ، فتح علينا السجن من الخارج لداخل بعد انسحاب الأمن يعني تم فتح السجن او السجون بطريقة منظمة وهم أي (الأمن )من يسمحون لك بالخروج، وهذا ما حدث حتي مع الجنائي الذي خرج قبلنا بساعات .
قلت أن الأمن انسحب، فمن إذا فتح الأبواب؟
- قوة السجن ذاته هي السبب في فتح الأبواب، وترك المفاتيح للجنائي في مكان معين ، تم تسريبه لهم ، فخرج منهم واحدا مسيرا(أي القائم علي توجيه زملائه من المسجونين ) ليفتح للباقي ،أما نحن فلم يحدث معنا هذا ، فالسياسي هو أخر من خرج من سجن وادي النطرون 2، وجدنا الأبواب مفتوحة بالشكل المعتاد عليه عند وجودهم .
من يوم 25 يناير وحتي جمعة الغضب كان هناك تواجد امني متي حدث الانفلات عندكم في السجن ؟
- سمعنا أنه في يوم 25 يناير عيد الشرطة وستخرج مظاهرة ضد الشرطة فسمعنا الخبر كأي مواطن عادي ونحن في السجن ،فوجدنا الأحداث تتطور بشكل سريع ، وأخذوا تدابير أمنية بالسجون فأغلقوها لمدة 3 أيام منذ 25إلي يوم28 ، ومنعوا التعيين (طعام السجن الميري ) واللقاءات المعتادة بين المساجين (الفسح والتريض ).
وفوجئنا بعدد من الإخوان المعروفين علي مستوي مصر يدخلون علينا السجن ، وتم تفريغ عنبر 3 ليمكثون فيه ، وكنت المسير السياسي (أي المسئول عن جميع الأخوة السياسيين مع الإدارة ) وقتها،في سجن وادي النطرون 2 ، وكان وقت العصر ، وبلغ عددهم حوالي 13،وخلال هذه الأيام الثلاثة لم يقدم لنا تعيين، وليلة 30 سمعنا ضرب نار وقنابل مسيلة للدموع في العنابر بشكل مخيف لغاية .
وكيف كنتم تعرفون الأخبار خلال الأيام الثلاثة؟
- تابعنا الأخبار وما يحدث من خلال التلفزيون، وشاويش (السجان ) السجن الذي كان ينظر علينا من الوقت للآخر.
هل كان محظورا علي الضباط والعسكر أن ينقلوا لكم اخبار الثورة ؟
- نعم ، وجهت إليهم تعليمات بالتزام التواجد خارج سجن وعدم التحدث مع المساجين، لكن كان أحدهم يمر علينا ليتابعنا إن وجدت مشاكل، إلا اننا لم نكن نعاني من مشاكل وكان لدينا طعام خزين بالثلاجة يكفينا.
وهل أثر عليكم عدم تقديم التعيين الطعام اليومي؟
- نعم، فكنا عندما يتأخر علينا الخبز نسأل عن السبب فلا يجيب أحد، وخاصة وأنهم كانوا يطلقون علينا الغاز المسيل لدموع .
ولماذا اطلقوا عليكم الغاز المسيل للدموع، هل كنتم تعدون للهروب؟
- لا ، لقد سمعنا أنهم يريدون الانسحاب بهدوء لا يضرهم قانونا هذا الانسحاب ، بحيث تنتهي كمية الذخيرة الموجودة معهم وبذلك يبدوا الأمر وكأنهم قاومونا ، ويكون هناك مبرر قوي بعد ذلك لخروج المساجين.
وأنا لم أكن أصدق تلك الأحاديث، فقد مرت أحداث مثل ذلك سابقا ولم يخرج احد من السجون، بل ولم يفكر أحد منا في الخروج في عصر مبارك نهائيا،
وما حدث كان اتفاق ودي بين إدارة السجن وبين السياسي، بحيث أنه وعندما تنتهي الذخيرة فجرا، يبدأ المساجين في الخروج.
وما معني الاتفاق الودي؟
- أي أن ما سيحدث لن يضرنا ولن يتم إطلاق نيران علينا وأنه لمجرد انتهاء الذخيرة سينسحبون نهائيا .
وبالفعل وقت الفجر بدأ صوت الرصاص يهدأ ، ولا يوجد عساكر في السجن، وسمعنا وجود أقدام من خارج السجن، وصوت دربكة من ناحية الجنينة الخلفية للعنبر الذي اقطن فيه .
أوصف لنا جغرافية سجن وادي النطرون 2؟
- السجن مكون من 7 عنابر،جميعهم في إطار واحد متجاورين،أول ثلاثة عنابر هم لسياسي، ومن الرابع وحتي السابع لمسجونين الجنائيين وهذه العنابر تضم مابين ألفي شخص وأكثر.
أما تصنيف العنابر السياسي فهي كلاتي العنبر الأول مبادرة أي من وافق علي مبادرة الجهاد، وكان عددهم حوالي 23 سجينا كنت انا منهم ، وعنبر 2 كان حوالي 140 سجينا، جميعهم من عناصر سينا ومن لم يوافق علي المبادرات ويقال عليه عنبر التكفير ، وعنبر 3 كان للإخوان، وكان فارغا به واحد فقط جاء قبل 25 يناير بأسبوع، ثم أتي فيه ال 18 من الإخوان الذين ضموا الدكتور محمد مرسي.
هل كان معكم عناصر فلسطينية؟
- لا، ولا حماس ولا أي مما يقال ، فلم يكن في سجن وادي النطرون بفرعيه 1 أو 2 أحد من تلك العناصر.
هل كان وادي النطرون قريبا من الطريق الرئيسي؟
- نعم ، قريب جدا جدا ، ومن الصحراء أيضا .
صف لنا مشهد الخروج ؟ - بعد انتهاء الذخيرة حوالي الساعة السادسة صباحا ،انسحب الجميع بالفعل وتأكدنا أنهم لم يكونوا يضحكون علينا،فلم يكن هناك شاويش أو مأمور سجن أو أي أحد منهم.
أين كنتم وقتها؟
- كنا في الغرفة وباب العنبر مفتوح والباب الخارجي فقط مغلق، فهم أربعة أبواب باب زنزانة وباب عنبر وباب سلك خارجي وباب رئيسي، وكان بابين مفتوحين لنا باب الزنزانة والعنبر، فخرجنا نحو باب السلك ونادينا، فوجدنا أناس يسرقون السجن.
وكان يتواجد بجانب السجن البدو والعرب الذين يقطنون في هذا المكان ففوجئت بهم داخل السجن بل وأمام العنابر وساعدونا علي الخروج،هؤلاء لم نرهم من قبل وساعدونا في الخروج عندما عرفوا أننا عالقون بالداخل، وبدأوا التكسير من الخارج كما ذكرت .
وما مصلحة العرب في خروجكم؟
- عنبر المخدرات 40% منه عرب، فكان من بينهم أقارب لهم يساعدوهم علي الخروج، وكان أيضا منهم من أراد الدخول لسرقة السجن فمخازن السجن بها طعامنا وهكذا .
هل كان هناك أسلحة في السجن؟
- لم يكن في السجن مكان خاص بالسلاح ولكن لتسليم السلاح وربما يوجد مكان سري لسلحليك لكن الجندي يتسلم سلاحه الميري من الوحدة الخاصة به ويسلمها لها في نهاية الخدمة وفي نفس مكان الاستلام، فلم أر أحدا حاملا سلاح ميري في ذلك الوقت.
وعلي فكرة سجن الفيوم فتح قبل سحن النطرون وأيضا سجن دمنهور قبلنا بيوم، وكان هناك خروج شبه منظم للجنائي.
هل تمكنتم من أخذ جميع متعلقاتكم الشخصية؟
- لم نتمكن من أخذ جميع متعلقاتنا الشخصية ، وأخذنا فقط ما كنا نهتم به، مثل الكتب التي كنا نقرأها أو ندرس فيها.
وكيف ساعدت د محمد مرسي في الخروج؟
- عندما تمكنت من الخروج من أحد الكسور التي فتحت بالحائط بعنبرنا ، وخرجت كان الإخوان في عنبر3، وكان معهم الدكتور محمد مرسي ورجب البنا وهو رجل محترم وعزيز علينا جدا، وعصام العريان وغيرهم ،وكان الباب مغلقا.
ولكبر سنهم وثقل أجسامهم لم يستطيعوا الصعود لأعلي العنبر والقفز منه ، عندما أحضرت لهم سلم المطافي ، وكان العنبر طوله حوالي مترين، فحاولت أنا فتح جزء من الباب ، وساعدتهم وكانوا أخر من خرج من السجن.
لماذا ساعدتهم ولم تنجو بنفسك؟
- هم إخواني و أنا أعرف الإخوان منذ زمن طويل، وجميع من كان بالعنبر منهم، خاصة د أمير بسام وإبراهيم حجاج عضو مجلس الشعب عن دائرة السادات أصدقائي .
يعلم الإخوان جيدا كيف ساعدهم عبد الناصر أبو الفتوح في السجن، فمددت يدي لمساعدتهم.
وأين ذهبت بعد ذلك ؟
- واحدا من الإخوان كنت أعرفه أوصلني لأقرب مكان أركب منه، لأذهب لبيتي ، وكان لكل واحد من هؤلاء الإخوان الذين ذكرتهم سيارة تنتظره بالخارج لنقلهم لمنازلهم بالمحافظات المختلفة .
ما هو أخر مشهد شاهدت فيه دكتور محمد مرسي وعصام العريان .؟
-لم أشاهدهم وهم يخرجون من السجن ويركبون السيارات،فقط بعد مساعدتهم انتبهت لنفسي ، فقد كان لدي ذهول مما يحدث بالبلد،لم يخطر علي بالي أبدا أن أخرج من السجن مطلقا في عهد مبارك.
سمعنا أنه كانت هناك سيارة تابعة للجيش تتصيد للجنائيين، لأنهم كانوا يروعون الناس بعد خروجهم، فهل هذا صحيح؟
- هذا الكلام خطأ ، الجنائي كان في مأساة، هم يريدون الخروج بأي طريقة كانت ، حيث كان معظمهم أحكام.
والطريقة كانت منظمة من جهة الأمن يروعوا الناس في البيوت ويظهرون في التيلفزيون كأنهم جحافل بربر قادمة للناس في منازلهم لتأكل الأخضر واليابس .
مع وجود البلطجية في الشوارع ليتم المشهد الذي أداره حبيب العادلي وهو
يعلم أسماءهم وأماكنهم، وتم التخطيط لهم وتنظيمهم في أماكن معينة .
أما الجنائي فهو مكسور الجناح ، نحن أمام مسجون منذ 15 عاما وأكثر ، سيخرج تائها غير متذكر للأماكن، ماذا سيفعل وعندما نزلوا مجموعات بزيهم الأزرق يبحثون عن مخرج لهم، خافت الناس منهم وأخافهم أكثر إعلام مبارك المشوش.
هل كان الناس يضربونهم أو يقبضون عليهم؟
- لا، لقد شاهدت أهالي يعطونهم أموالا ليسافروا لبيوتهم، ومنهم من كان يعطيه الهاتف ليطمئن علي أهله، ، ولم يتسببوا في حوادث الطرق كما أشيع،ولكن تكدس الناس وقتها هو ما سبب تلك الحوادث المأسوية التي مات فيها الكثير منهم ، ومنهم من مات في الصحراء ومنهم من سلم نفسه خوفا من الموت في الصحراء كانت مأساة حقيقية .
هل تعرضتم لمثل ما تعرض له الجنائي ؟ وهل شاهدتك قوات الجيش؟
- قوات الجيش عندما علموا أني سياسي تركوني، ولكني لم أتعرض لما تعرضوا له ولم يوقفني أحد علي الرغم من كوني بملابسي البيضاء وبلحيتي
ألم تحاول توفق وضعك بعد الخروج؟
- اتصلت أول ما خرجت بضباط عين شمس السلام لتوفيق وضعي فقالوا لنا أنهم يعلمون الظلم الذي تعرضنا له وسيتركوننا بشرط عدم الاشتراك في أعمال عنف .
فالتهم التي تعرضت لها لاستحق هذا الحكم الكبير ، فأي قانوني يعلم بها يتعجب ، لفقت لي ثلاث تهم، الأولي اتفاق جنائي وهذه الماده تم إلغاؤها من دستور 2011 مادة 48 .
والثانية انتماء لجماعة أسست علي خلاف القانون ، والثالثة حيازة أسلحة بيضاء سكاكين مطبخ .
هل مارست أعمال عنف بعد خروجك؟
- لا لم أمارس أي أعمال عنف قبل دخولي السجن أو بعد خروجي.
صف لنا المرحلة التي عشتها منذ القبض عليك وحتي الثورة؟
أنا ظُلمت كثيرا، وأخذت من أهلي وبيتي ظلما وقهرا، ووضعت في ظلمات السجن ، وكل هذا وأنا لا أعلم حتي الآن لماذا تم القبض علي؟ !
وماذا عن فترة ما بعد الثورة وحتي الآن؟
- شعرت أن الله تعالي نصرنا وان الناس قد علمت من حقيقة أمن الدولة ، وأن القضايا كلها كانت ملفقة وهذا أعتبره رد اعتبار معنوي لنا.
بعد أن قامت الثورة ، بماذا تطالب؟
- قامت الثورة بقدر الله وإرادته ، وليس بإرادة شخص بعينه او جماعات او تيارات محددة ، وكان أملي ان ينقضي ليل مبارك ، فانتظرنا العفو عنا وتعويض عن حياة السجن .
وانتظرنا من المجلس العسكري أن يطبق العفو عنا وعن جميع اخواننا في السجون والمعتقلات ، وأخذنا وعودا لم تحقق حتي الآن .
فتأكدنا أن المجلس العسكري يتبع نظام مبارك ، وانتظرنا قيام الانتخابات البرلمانية لتحل المشكلة ولم تحل ثم انتظرنا الرئاسة فكانت تعطينا الأمل في الإصلاح.
وعند قيام انتخابات مجلس الشعب ووقفنا فيها نساند الإخوان وحاولت الاتصال بهم مرارا لتطبيق العفو علي الذين اعتقلوا باعتبار أنهم في الأساس من هدم عرش حسني مبارك .
ولكن أيضا الوعود راحت هباءً، إلي أن انحل مجلس الشعب وجاءت انتخابات الرئاسة لنقف بشراسة ضد الفلول ، حتي فاز الدكتور محمد مرسي وانتظرت أن يتم العفو علينا ولكن رغم الوعود برفع الظلم عمن خارج أو داخل السجون ، وقد تم العفو عن حوالي 16 مسجونا سياسيا من العقرب ، ولم تشملنا وجدنا ان الوعود تبخرت ولم يحدث شيء، وحاولت ان أسأل الإخوان فلم يفيدوني في شيء.
أنا لا أمن علي الدكتور مرسي أني ساعدته في الخروج من السجن ولا أطالبه بالعفو مقابل المساعدة، بل أطالبه ان يدفع عنا الظلم.
وكيف يدفع عنك الظلم ؟
- أن ينظر إلينا بعين الاعتبار لإعطائنا حقوقنا بأن يصدر قرارات العفو بحق السياسيين وإسقاط التهم والأحكام العسكرية والحصول علي التعويضات المادية والمعنوية.
بمن اتصلت من الاخوان ؟
- دكتور عصام العريان ، والسفير رفاعة الطهطاوي ، ودكتور سيف عبد الفتاح وغيرهم ولم يردوا علي.
لماذا لم تحاول الاتصال بمن كان معك من قيادات الاخوان؟
- حاولت ، ولكن دوما أحصل علي وعود بإنهاء المشكلة وتنفيذ العفو، ولكن يبقي الوضع كما هو عليه، وحتي الآن لا يوجد جديد، وآخر تلك الوعود العفو عن حوالي 12 معتقلا سياسيا في عيد الأضحي ، ولم يخرج أحد.
هل تشعر أن د محمد مرسي يتعامل بنفس طريقة نظام مبارك مع مجموعاتكم؟
- تعامل الأمن مع التيارات الإسلامية ومع المعتقلين واحد لم يتغير حتي الآن.
كيف وقد تركوك تتحرك بحرية رغم موقفك القانوني؟
- أنا لا يوجد عندي موقف قانوني ، ولا أهاب السجن مرة ثانية إني مظلوم ، لم أحمل سلاحا يوما ما ،ولم أرتكب أي عنف قبل أو بعد الاعتقال، ولكننا كنا نريد الدعوة الإسلامية بالحسني، وكنا نجمع أموالا لمساعدة أسر المعتقلين ايام زكي بدر وعبد الحليم موسي، والنتيجة أني حكم علي بالمؤبد.
كم قضيت من مدة حكمك؟ وهل للمؤبد عدد سنين محدد؟
قضيت 16 عاما وشهرين، وليس للمؤبد عدد سنين محدد في مصر وهي بلد بلا قانون ، فمن الممكن أن يكون المؤبد 10 سنوات أو 20 أو يمتد مدي الحياة، بدليل أن عبود الزمر استمر حوالي 30 عاما في المؤبد، وأعلم أنه يوجد الآن شخص معتقل في سجن العقرب منذ عام 88 ، كان محكوم عليه بالمؤبد 25 عاما ، ولكنه مازال مسجونا حتي الآن، بل ولم يخرج حتي من قضي نصف المدة شئ غريب .
ألم يتصل بك أحد من الإخوان ممن ساعدتهم؟
- الإخوان الآن مشغولون بالحكم واللعبة السياسية والمناصب الجديدة الله يعنهم .
- لا ، فنحن لسنا مطاردين ، والجيران يعلمون أني خرجت من السجن ، ويتعاملون معنا بكل ود، بل وكان بعضهم يبكي لعدم استطاعته مساعدتنا ، فيدعو لك ، فأهلي وجيراني يعلمون الظلم الذي تعرضت له، ويكفيني الفرحة التي أراها في عيون الناس بخروجي، يكفيني فرحة أمي وأهلي وأخوتي.
هل تعرضت للتعذيب في السجن ؟
- الكل تعرض للتعذيب ، وأنا واحد منهم والتعذيب الذي تعرضنا كان علي أقصي درجة من العلم والمعرفة والدراية ، فبخصوص التعذيب حدِّث ولا حرج.
من هم شهود التعذيب ؟
- كان معي من قضيتي أحمد الفولي ، ومحمد وديع وجمال شهري
ومن القيادات ، جمال شعيب وأنور عكاشة ، والأسواني، ونبيل المغربي، وعبود الزمر ، طارق الزمر، ناجح ابراهيم، وغيرهم من الإخوان.
هل تقابلت مع الدكتور محمد مرسي في سجن المزرعة ؟
- لا لم أره في المزرعة، قابلت ماجد الزمر وعصام العريان وحسن البرنس، حلمي الجزار ، محمد السروجي ، محمود عزت، وكثيرا من القيادات.
هل يمكن لمن خرج من السجون أن يعودوا للعنف بسبب ضيق العيش؟
- المعتقلون الخارجون من السجن يعيشون حياة مأسوية ،ومع ذلك لن يعودوا للعنف ، ولكن البعض يطالب العودة للسجون بشكل ودي ، فلو كان مسموح أن نطالب بالعودة لحياة السجن لكان أفضل لنا .
لماذا تقول هذا؟
- لأننا في مرحلة حرجة وصعبة إذ أن الظلم الآن طبقات، فكل يوم هناك تعذيب ولكن بشكل أخر .
كيف تري مستقبل الإخوان؟
- لو ظل الإخوان علي نفس الوتيرة سيخسرون كثيرا، وانتخابات مجلس الشعب القادمة ستوضح لهم كيف أقصوا التيارات الإسلامية المخالفة لآرائهم وأفكارهم، ولم يقفوا معهم مثل ما وقفنا معهم في الانتخابات السابقة ،إنهم لم يقفوا بجوار المعتقلين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.