دعا عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إلى ضرورة العمل العربي الجماعي في مواجهة التحديات الراهنة التي تواجه المنطقة العربية.وأشار موسى أمام الاجتماع الثالث لمؤسسة ياسر عرفات الذي عقدت أعماله اليوم الاثنين بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بمشاركة عدد كبير من أعضاء المؤسسة من الفلسطينيين ومن الدول العربية، إلى أن مؤسسة الرئيس الراحل ياسر عرفات تضم عددا كبيراً من القيادات العربية الذين لا تخفى عليهم خطورة الموقف الحالي في ظل تراجع المجتمعات العربية في سباق الاسهام الجاد في حضارة القرن الواحد والعشرين، ومن هنا فإن المؤسسة يجب أن تسهم في رسم المستقبل وقيادة الرأي العام العربي وتوعيته باأاخطار القائمة والخطوات اللازمة لاحياء العرب والتحرك نحو تحقيق سلام عادل وشامل .وأكد موسى على أهمية هذا الاجتماع حيث يتطرق الى التطورات السياسية القائمة فيما يتعلق بمسار القضية الفلسطينيةوالقدس، موضحاً انه من الضروريالتوعية بدور مؤسسة عرفات وان ننقل للرأي العام العربي انها ليست مؤسسة للتراث فقط وانما للحاضر والمستقبل ايضا وهذا كان هدف الزعيم الراحل ياسر عرفات .من جانبه أشار وزير الخارجية أحمد أبو الغيط إلى ان مصر بصدد انهاء اجراءات فتح مكتب لمؤسسة ياسر عرفات لديها فى اطار تعزيز التواصل معها وتحقيقا للاهداف المطلوبة. وأعربعن أمله في أن تسفر الجهود المبذولة من أجل استئناف الحراك السياسي بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي عن نتائج ايجابية تسمح بعودة الطرفين الى عملية تفاوضية جادة ذات مصداقية تقوم على أسس سليمة ومرجعية واضحة، وتحدد هدفها بشكل واضح وتتم في اطار زمني محدد وتتناول جدول اعمال يشمل جميع موضوعات التسوية النهائية بما فيها الحدود والقدس واللاجئين الفلسطينيين.وأكد أبو الغيط أن مصر تؤيد أي جهد يحقق استئناف التفاوض وفق هذا المفهوم ومستعدة للمشاركة فيه ولكنها ليست مستعدة للمشاركة فى اى جهد لا يقوم على تلك الاسس او يراعى هذا المفهوم. وقال أبو الغيط إن الانقسام الفلسطينى يشكل غصة فى حلق كل عربى يحرص على القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن الجهود المصرية لا تتوقف عن بذل الجهود لرأب الصدع وانهاء الانقسام الفلسطينى ، موضحاً ان مصر تحملت الكثير من الضغوط بل وتجاوزات من البعض فى سبيل اتمام عملية المصالحة الفلسطينية لكى يعيد الفلسطينيون تنظيم وضعهم وساحتهم ويستعيدوا وحدة قضيتهم وحتى يتوقف استنزاف الجهد الفلسطينى فى علاج تداعيات الانقسام ويركز على قضية الاستقلال وبناء الدولة .وأضاف أبو الغيط أنه للأسفأصبحت المصالحة تمثل لبعض الاخوة الفلسطينيين شعارا يتاجر به فى الاعلام وفى بعض المجالس الخاصة اكثر مما تمثل هدفا حقيقيا ينبغى الوصول اليه ومن هنا جاء تعطيل التوقيع على وثيقة المصالحة الوطنية التى اعدت فى القاهرة بتوافق كافة ممثلى المنظمات والفصائل الفلسطينية فى نهاية سبتمبر الماضى .وأشار الى ان القاهرة استمعت الى الكثير من الدعاوى التى جاءت جميعها لتبرر التلكؤ فى التوقيع على وثيقة المصالحة ، مشددا فى الوقت ذاته على ان المصالحة الفلسطينية ستظل هدفا محوريا لمصر تسعى الى تحقيقه باخلاص وبدون افتئات لصالح طرف على حساب الاخرين كما ان وثيقة المصالحة مطروحة للتوقيع وان اية ملاحظات عليها سيتم اخذها فى الاعتبار عند التنفيذ كما سبق الاتفاق .كما نبه أ بو الغيط الى ضرورة العمل من اجل ارغام العالم على الاعتراف بالحقوق الفلسطينية المشروعة وفي مقدمتها حقه في اقامة دولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدسالشرقية .من جانبهقال دكتور علي عبد السلام التريكي، أمين عام شئون الاتحاد الافريقي في اللجنة الشعبية للاتصال ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة،إنه في هذا الموقف الصعب الذي تمر به الأمة العربية والقضية الفلسطينية والخلاف المؤسف بين الفصائل الفلسطينية الذي لازال يمثل خطورة على العمل الفلسطيني اصبح من الضروري العمل على انهاء الخلاف وتوحيد الصف الفلسطيني .وحذر التريكي من خطورة النهج الاسرائيلي ضد الفلسطينين في الداخل والخارج لافتا إلى مرور 60 سنة على قرار الاممالمتحدة بالتقسيم واضفاء الشرعية على الوجود الصهيوني، وهو مستمر نحو مزيد من الاستيطان والظلم و العدوان الغاشم على الشعب الفلسطيني ليس فقط داخل فلسطين وانما خارج أماكن تواجدهم، حيث امتدت يد العدوان الغاشم لاستهداف القيادات الفلسطينية في دبي وغيرها من البلدان العربية مما يؤكد انه ليس خطراً فقط على الفلسطينيين وانما على العرب وامتدت يده الاستعمارية لتصفية الشعب والقيادات الفلسطينية.ودعا التريكي الى عمل عربي جاد لا يكتفي فقط بالبيانات والتصريحات وانما بالعمل الحقيقي لتحقيق حلم الشعب الفلسطيني في الاستقلال نلافتا الى ضرورة ان تكون القمة العربية المقبلة في ليبيا مارس المقبل بمثابة مرحلة جديدة وحاسمة في تاريخ الأمة وان تتوج بتوقيع الفلسطينيين على وثيقة توحيد صفهم وانهاء خلافاتهم .كما أشار دكتور ناصر القدوة، رئيس مجلس ادارة مؤسسة ياسر عرفات، إلى أن المؤسسة تعمل من أجل استكمال مسيرة الراحل ياسر عرفات وسيتم خلال هذه الاجتماع عرض تقرير حول انجازات المؤسسة فيما بين الدورتين السابقتين موضحا ان المؤسسة حققت تقدما لابأس به في النظام المؤسساتي والحفاظ على تراث الزعيم الراحل ياسر عرفات وقيمه الديمقراطية ونهجه الذي يمثله ،داعيا الى اعطاء دفعة جديدة للمؤسسة من خلال التركيز على دعم الانسان الفلسطيني وتنمية القدرات المالية للمؤسسة خاصة تنمية وقفية ياسر عرفات .وأكد أهمية الدور الذي تلعبه المؤسسة فيما يتعلق بالمسائل الوطنية نظرا لطبيعة اهدافها والدور التاريخي للزعيم ياسر عرفات ،ولفت الى ضرورة تعزيز قضايا القدس والحوار الفلسطيني ،معربا عن شكره للرئيس الفخري للمؤسسة الرئيس محمود عباس أبو مازن .