اكذب .. ثم اكذب .. فإنك لابد وأن تجد من يصدقك .. تلك هي سياسية نشر الأكاذيب بالإلحاح الدائم علي إسماع وإبصار.. بل وعلي عقول الناس حتى يصدقوا ما يقولون وتسير عندهم من المسلمات.. وبل ومن البديهيات. أن إعلام الإثارة يسلط أضواء قوية علي أحداث صغيرة يعطيها أكبر من حجمها الحقيقي. الأمر الذي يشوه الصورة ويشيع درجات متفاوتة من الذعر والتخويف من جراء ذلك. هذا الإعلام المثير للفتنة الطائفية بين الأهل والأشقاء وشركاء الوطن.. يخرج علينا بشكل شبة يومي ليخترع لنا الأكاذيب. وكان أخرها حادث المدرس القبطي في قنا أيمن أنور متري.. فتقول إن مجموعة من الإسلاميين المتشددين يقيمون الحد علي المدرس القبطي ويقطعون أذنه ويشعلون النار في شقته وسيارته .. بدعوي إدارة شبكة للدعارة في منزلة . وبسؤال سكان المنطقة كما ذكر موقع “كلمتي” قالوا: الخبر كله كذب في كذب .. هذا الشخص المدعو أيمن أنور متري قام بتحويل شقته لبيت دعارة بتسكين فتاتين ساقطتين فيها يمارسان الدعارة مقابل أموال.. وحذره أهالي المنطقة في قنا من هذا السلوك.. وأنتم تعرفون أن هذا السلوك مرفوض.. وخاصة في صعيد مصر. ولما كان هذا المدعو أيمن متري مصمم علي المضي في سلوكه الشاذ واستفحل نشاط الدعارة في شقته .. قام الأهالي وليس الإسلاميون كما يدعي بالهجوم علي الشقة ودخلوا معه ومع الساقطتين في مشادات نتج عنها إصابته في أذنه. وتقول جريدة “الشروق” علي لسان أحد سكان المنطقة: “كنا سنتعامل بنفس الطريقة لو كان صاحب الشقة مسلما ً” إذا نحن أمام حادث جنائي عادي يحدث بشكل يومي في المجتمع.. فليس من المعقول إن يكون كل خلاف بين مسلم وقبطي هو حادث فتنة طائفيه ويتهم فيه الإسلاميون. فليس بعيدا ً أن نسمع غدا ً إن الأقباط مضطهدون .. لأن ماء غسيل أحد المسلمين يتساقط علي جاره القبطي.. “إنه استخفاف بنا” فنحن لسنا بصدد إدانة أحد أو تبرئة الآخر.. إنما نحن بصدد إظهار قوة خفيه تحاول تمزيق عنصري الأمة وإقصاء أحد الأطراف.. وتصوير الهوية الإسلامية للدولة والمجتمع كعقبة أمام الوحدة الوطنية .. ومن ثم تقديم التيار العلماني باعتباره الحل الأمثل لبناء هذه الوحدة. ويتضح ذلك من خلال رؤية أحد خبراء مركز “الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية” حين يعلق علي حادث قنا.. فيقول: “بأنه مؤشر فوضي لا مثيل لها.. كما يعكس حالة الاحتقان الديني التي تشهدها مصر في الفترة الأخيرة.. إلي أن يقول لابد أن يتخذ المجلس العسكري أحكام ضد مثيري الشغب والبلطجية”. ” مشددا ًعلي ضرورة مثيري الفتنة الطائفية ومنع إنشاء الأحزاب علي أساس ديني “ إن استبعدت التيار الإسلامي من العمل العام والسياسي هو الحلم الكبير للتيار العلماني المسيطر علي الإعلام والثقافة في مصر حتى الآن . فهل مجرد صدفة إن جميع من احترفوا تهويل الحديث عن الفتنة الطائفية وهموم الوحدة الوطنية في مصر.. هم من غلاة العلمانيين الداعين للقضاء علي هوية مصر الإسلامية وعدم تطبيق الشرعية هل مجرد صدفة إن كل المراكز البحثية التي احترفت هذا المجال ومراكز حقوق الإنسان ممولة من جهات تعلن العداء للإسلام والمسلمين؟ . إن كلامي هذا لا علاقة له بنظرية المؤامرة.. فأنا لا أؤمن بها .. فالمؤامرة تدبير سري وما أقوله يحدث في العلن وفي مراكز الدراسات الإستراتيجية ودوائر صنع القرار.. وعشرات الكتب ومئات النشرات بل وآلاف المقالات تقول ذلك . إن غلاة العلمانيين يضخمون مثل هده القضايا ويوظفونها من أجل قطع الطريق بيننا وبين مجتمعاتنا وحكومتنا.. بل وبين ثورتنا . إن الحل ليس في تضخيم القضايا ولا تبسيطها .. إنما الضمان الحقيقي للوحدة الوطنية يكمن في احترام كل طرف لحقوق الآخر.. وأن يكون الجميع أبناء هذا الوطن يدينون له بالولاء الخالص.. وألا يتجاوز أحد حق الدولة في السيادة وتطبيق القانون علي الجميع.. حتى تصبح الدولة هي الحارس الأمين علي البلاد . وبالتالي تحاسب وتراقب وتعاقب كل من يخترق هذه السيادة .. حتى يكونوا شركاء فيما لهم وفيما عليه. لابد للإخوة الأقباط أن يعيشوا الحياة خارج أسوار الكنيسة كمواطنين.. ويحترمون حق الأكثرية في ممارسة حقوقهم وواجباتهم. أما وسائل الإعلام والمراكز البحثية والحقوقية.. فيجب أن يعلموا إن مهمة الفكر هي إيقاظ العقول لتأليف القلوب بالحقائق لا بالأكاذيب.. حتى نعبر بسفينة الوطن الذي يعيش فينا كما نعيش فيه. اللهم اجعل هذا البلد أمن مطمئن وسائر بلاد المسلمين