علي خشبة مسرح ميامي افتتح عرض بلقيس احدث انتاج لفرقة المسرح القومي من اخراج أحمد عبدالحليم وتأليف محفوظ عبدالرحمن وبطولة رغدة وأحمد سلامة وأحمد عبدالوارث ، ومفيد عاشور وصبري عبدالمنعم وشادي سرور ومحمود زكي ومازن الغرباوي وزينب وهبي ونهير أمين وعهدي صادق ورحاب الغراوي, وديكور صلاح حافظ وموسيقي هيثم الخميسي وتصميم الاستعراضات د. عاطف عوض وأشعار د. مصطفي سليم وملابس نعيمة عجمي. بلقيس في هذا العرض هي أميرة سبأ ابنة الحاكم الهدهاد ابن شرحبيل والتي تجبر علي قبول خطبة ملك جبار بعث لها بمائة ألف فارس لإجبارها علي المجيء اليه لإتمام الزواج, وتوافق بلقيس علي أمل انقاذ وطنها من الدمار وتدبير خدعة لقتل هذا الملك بمعاونة حاشيتها, وتخرج في رحلتها وهي لاتعلم ان الهدهاد قتل بيد فاتك القائد الطاغية الذي جاء لخطبتها للملك مع نجية والداهية اصف, وتمتد الرحلة لفترة طويلة تتضح خلالها خيانة الوزير حيرم, وتعلم بلقيس بحقيقة أمها التي كانت تعتقد انها من ملكات الجن, كما تكتشف مقتل والدها وعندما تصل إلي مملكة الطاغية في النهاية تجد انه ميت وتم إخفاء هذا عن حاشيته, ويبدأ فاتك وأصف في الصراع للفوز ب بلقيس التي تستغل هذا لتنتقم من فاتك قاتل والدها ثم تقتل أصف ويعترف بحبه لها وقبوله الموت بيدها علي ألم فقدانها, وتعود بلقيس إلي سبأ لتحكمها بالعدل. العرض تزيد مدته علي ساعتين بدقائق قليلة, في حين ان النسبة الأكبر من الاحداث تدور في الفصل الثاني من المسرحية, وهو ما اصاب عدد كبير من الجمهور بالملل خلال الفصل الأول الذي اقتصرت اغلب احداثه علي الرحلة الطويلة لبلقيس وحاشيتها والتي تتخللها مشاهد قصيرة وحوارات ثنائية بين الشخصيات لم تجذب الجمهور بالقدر الكافي خاصة مع الايقاع الرتيب للاحداث طوال العرض ومن مظاهره كذلك التعبير عن الرحلة في شكل لوحة يظهر فيها عدد من الجنود في اضاءة خافتة والديكور من أعلي رأس حصان في طريق الريح مع أغنية قصيرة أو موسيقي تنتهي بطلب الجنود قسطا من الراحة, وتكررت هذه اللوحة في العرض أربع مرات تقريبا. وجاء في ديكور العرض تكرار لصورة قبة الصخرة المعروفة في القدس في ثلاث لوحات مختلفة, فجاءت في خلفية ديكور قصر بلقيس بمملكة سبأ وديكور المخيم علي طريق الرحلة وأخيرا ديكور قصر الملك المسرور في إمارة الحصن الحصين المحطة الأخيرة قبل الوصول إلي مقصد الرحلة. ومن أهم الجمل التي وردت في العرض ويري فريق العمل انها تقترب من الاحداث الأخيرة التي شهدتها مصر قول بلقيس بعد اكتشافها مقتل الهدهاد: لطالما قتلوا الناس واغمضنا الاعين, ومازلنا نغمض الاعين, وفي حوار بين اصف رسول الملك الطاغية وبلقيس يقول: من حقك الاختيار ولكن لماذا تختارين وانتا امام الخيار الأفضل وترد بلقيس كيف يكون لي الاختيار وانا لا امتلك الحرية لاختيار حتي الأسوأ, ويقول عاني قائد جنود بلقيس الذي اصيب بالعمي بعد قبول بلقيس بالتضحية فداء للوطن اخشي ان تكون الحقيقة اننا نفتدي انفسنا بوطننا, بينما استخدم الفنان عهدي صادق في دور الملك المسرور الذي اداه في المسرحية الكثير من جمل معمر القذافي التي اشتهر بها منذ قيام الثورة الليبية وحتي الآن وصارت مصدرا اساسيا للنكات بين الشعب المصري ومنها من انتم وارقصوا.. غنوا وثورة.. في كل مكان.. دار..دار... بيت.. بيت.. زنجة.. زنجة. وكانت تعليقات القائد الاعمي عاني شادي سرور ربما الأكثر مرحا في العرض إلي جانب مواقف الملك المسرور القصيرة, فبالرغم من اصابته الا انه يصر علي حماية الأميرة بلقيس والتسابق لقتل أي شخص يقترب منها وكأنه أشجع الشجعان, وفي أكثر المشاهد جدية يعلق علي الكلمات القليلة لجميلة وصيفة الأميرة بقوله هذا صوت جميلة وينجح دائما في اثارة ضحكات الجمهور علي هذا التعليق وهو ما دعا الفنانة رغدة لمداعبة الجمهور وشادي سرور بروح مرحة في نهاية العرض واختطاف هذه الجملة منه.