يعتبر الدور الاساسى للنقابة هو الدفاع عن المطالب الاقتصادية و الاجتماعية لأعضاء النقابة ، و ما يمكن أن يقتضيه هذا من مطالب و ضغوط على الدولة في بعض الأحيان و أن تكون منبراً يعبر عن أبناء المهنة الذين يمارسون الضغوط سوياً من أجل الحصول على مكاسب اقتصادية و اجتماعية لهم كما أن هناك ربط بين عضوية معظم النقابات المهنية و مزاولة المهنة يجعل انضمام أعضاء النقابة لها انضماماً قسرياً ، فجميع خريجي كلية الحقوق مطالبون بالانضمام لنقابة المحامين ليصبحوا محامين و كذلك جميع خريجي كلية الطب يجب عليهم الانضمام لنقابة الأطباء ليصرح لهم بممارسة مهنة الطب و غيرها من النقابات التي تربط بين العضوية و مزاولة المهنة. و تعتبر نقابة المحامين هى أول النقابات التى أنشئت فى مصر و ذلك عام 1912 و تلتها بعد ذلك بقية النقابات و منها نقابة المهن الاجتماعية التى أنشئت عام 1973 . و لكن مادام هناك نقابة للمهن الاجتماعية تضم فى عضويتها الحاصلين على مؤهل الخدمة الاجتماعية و ليسانس الآداب قسم علم النفس و الاجتماع و الأنثربولوجيا فما هى الضرورة إنشاء نقابة مستقلة للمهن النفسية ؟ إذا درسنا هذا الموضوع دراسة متأنية لوجدنا أن نقابة المهن الاجتماعية لم تقدم أى جديد للمهنة و لم تحسن من ظروف أعضائها بل كانوا دائما يشكون من سوء أوضاع هذه النقابة , فعلى سبيل المثال تقول إحدى العضوات " انا مشتركة فى النقابة ولكن لى عليها ملاحظات 1- فين النادى الذى سمعت عنه منذ عشرات السنين 2- العلاج الطبى سيء للغاية للغاية ومهين للآدمية 3- سمعت عن الشقق منذ سنوات وهتكون فى أكتوبر فى اول2010 وتقريبا اول 2010 لم يأتى بعد 4- التكافل عندما تعاقدت علمت انه 27 ألف ثم سمعت عن تخفيضه الى 16 الف و يترا ماذا الان؟ " كما أن النقابة تتجاهل طائفة كبيرة من ممارسي العمل النفسى و هم الحاصلين على ليسانس آداب و تربية أقسام علم النفس و الصحة النفسية و التربية الخاصة ... الخ و بذلك تحرمهم من أى غطاء نقابى لممارساتهم . و كذلك فإن الهدف من النقابة هو الإرتقاء بالمهنة و بذلك تكون نقابة المهن النفسية ضرورة حتمية لتقنين الممارسات النفسية و الإرتقاء بالمهنة التى تعد من أهم المهن و اكثرها معاناه . فمهنه الاخصائى النفسى حاليا تفتقر إلى اى تقنين للمارسة المهنية و يعتبر أى شخص حاصل على دورة فى أى مجال نفسى مسموحا له بممارسة المهنة النفسية حتى و إن لم يكن حاصل على مؤهل نفسى او دراسات عليا نفسية و هو ما يجعل المهنة مهنة من لا مهنة له و يقلل من فرص المتخصصين الحقيقيين لذلك فإن نقابة المهن النفسية هى كيان مؤسسي يضم الاخصائيين النفسيين في مصر بهدف المحافظة على حقوق أبناء هذه المهنة وإلزامهم بميثاق شرف ينظم قواعد العمل ويقوم بتوقيع على العقاب على من يخالف قواعد المهنة و يقوم بمكافأة وتكريم من يبدع ويتميز في عمله ويفيد زملائه ومهنته ومجتمعه . و تضم النقابة فى عضويتها الحاصلين على ليسانس آداب او تربية قسم علم النفس أو صحة نفسية أو تربية خاصة و يمارسون مهنة الاخصائى النفسى و كذلك الحاصلين على درجات علمية أخرى ( دبلوم – ماجستير – دكتوره ) بعد حصولهم على المؤهلات السابق ذكرها . و يهدف الاخصائيين من خلال جهودهم إنشاء هذه النقابة إلى : 1- وجود أعداد مناسبة من الاخصائيين النفسيين المؤهلين بشكل حقيقي يعملوا في قطاعات المجتمع الحكومية والخاصة والمدنية وفق التخصصات المختلفة لعلم النفس بشكل يتيح وصول الخدمات النفسية لكل طبقات المجتمع وفئاته بجودة مرتفعة 2- أن تكون أقسام علم النفس بالجامعات المصرية متطورة من حيث نظام قبول الطلاب والمواد الدراسية والتدريب العملي والامتحانات وأعضاء هيئة التدريس 3- وجود نظام للمرتبات يوفر حياة كريمة للاخصائيين النفسيين ونظام للتأمين الصحي والمعاشات 4- وجود ميثاق شرف ملزم لكل الاخصائيين النفسيين يوضح أخلاقيات المهنة وقواعد العمل ولائحة للتعامل مع التجاوزات 5- توافر نظام يوضح المسميات المختلفة للعاملين في حقل الخدمات النفسية والمؤهلات والخبرات المطلوبة لكل مسمي كالاخصائى النفسي و الاخصائى النفسي الاكلينكى والمعالج النفسي والمرشد النفسي والمحلل النفسي وغيرها من المسميات إلى جانب رسم حدود العلاقة بين العاملين في مجال علم النفس وبين التخصصات الأخرى 6- توافر تدريب مستمر ومتنوع على أحدث المهارات المهنية على مستوى كافي من الجودة وبأسعار مدعمة وفى متناول جميع فئات الاخصائيين . لذلك علينا جميعا ان نقف ورائهم و نشجعهم على مجهوداتهم و نساعدهم فى جهودهم إنشاء النقابة و مطالبتهم بأن تكون هذه النقابة مصدرا لترخيص مزاولة المهن النفسية لأن الفائدة انما هى فائدة على المجتمع ككل و ليس على فئة بعينها لن الإرتقاء بهذه المهنة إنما يساعدهم على ان يضعوا أيدينا على حلول لمشكلات كثيرة بالمجتمع يشكل حلها إنقاذا لنا من ضررها و رفعا لحال بلدنا .