لا يزال الذهب أكثر المعادن النفيسة في الأسواق وأكثرهم اثارة للجدل خاصة بعد ارتفاع سعر جرامه بشدة في الأيام الماضية فأسعاره فاقت توقعات الخبراء وذلك بسبب حالات التراجع للبورصات العالمية مما أصاب أسواق الذهب في مصر بحالة من الارتباك ووسط الارتفاع المهول في أسعار الذهب إلى الدرجة التي أصابت الشباب بالعجز عن تحقيق مطالب أولياء أمور البنات في الشبكة المرادة عند الخطوبة، حيث يتنافس الآباء في المزايدة على أغلى شبكة بدافع التفاخر دون مراعاة الحالة الاقتصادية والمعاناة الشديدة التي يواجهها الشباب في تلك المرحلة والتي تسببت في النهاية في عزوف الشباب عن الزواج، برزت ظاهرة سلبية خطيرة مقابلة وهي العنوسة التي أصابت الجنسين على السواء. من هنا استغلت الصين بذكاء هذه الظاهرة العالمية «غلاء الذهب» وقامت بابتكار نوعية جديدة من الذهب عيار 12 والتي أطالت برأسها في السوق المصرية لتحاول حل مشكلة الشبكة لدي الشباب المقبلين علي الزواج، فهي ابتكار جديد من ابتكارات الشعب الذي لا يهدأ ولا ينام إلا وفي رأسه فكرة جديدة وإنتاج جديد.والابتكار الجديد وهو الذهب الصيني له طبيعة وشكل الذهب المعروف نفسيهما لكنه أرخص نسبياً، وذلك يرجع إلى نسبة معدن الذهب فيه، لذلك أطلق عليه عيار 12. وفي الفترة الأخيرة ازداد الإقبال على الذهب الصيني، وتوجد منه تشكيلة جميلة في الأسواق بهرت العديد من المصريين وكأن الصين على علم ودراسة تامة لكل متطلبات السوق المصرية وخاصة الفقيرة منها فبعد أن حققت السيارات الصينية رواجاً كبيراً داخل مصر استطاع الذهب الصيني أن يحقق مكانة متميزة ويحتل مرتبة عالية بين غيره من أنواع الذهب ومن هنا جاء السؤال الذي أثار جدل العديد من الشباب والفتيات هل سيستطيع الذهب الصيني حل مشكلة الشبكة لدي الشباب ؟!
في البداية عبر محمود الزهيري عن استيائه من الوضع الحالى وقال (أحنا بندرس في الكلية وبنعاني من مصاريف الدراسة والكتب وفي الأخر بناخد الشهادة ولا توجد وظائف وبعد ذلك يأتي دور الإستقرار والزواج الذي لابد منه فيفاجئنا اهل العروس بطلب شبكة غالية جداً لا نقدر علي ثمنها فمن أين نأتى بها في ظل تلك الظروف السيئة والبطالة التي نعاني منها لذا فأنا أتفق مع الشبكة الصيني .
أما أحمد السيد سائق تاكسي فأكد بشدة اتفاقه مع الذهب الصيني وأنه لا بديل سواه نظرا للارتفاع الرهيب في أسعار الذهب. وناقدت رحمة توفيق رأيها حين قالت ( فعلا الذهب الصيني لايفرق عن الذهب الحقيقي ولكني أرفض تماما أن تكون شبكتى ذهب صيني مهما حدث لأن زميلاتي كلهم شبكتهم ذهب حقيقي) . وأضاف صلاح محمد أبوطالب صاحب ورشة أنا عندي دلوقتي 28 سنة وسعر الذهب في زيادة جنونية وشبكتي ستكون عبارة عن دبلة وخاتم فقط من الذهب الأصلي والباقي صيني كفيا علينا ظروف المعيشة الصعبة .
أما مني عماد طالبة بمعهد كمبيوتر فاتفقت مع من يشتري الشبكة ذهب صيني لأنها في النهاية زينة وليس أكثر ولا تفرق صيني من أصلي.
وأعرب أحمد ابراهيم مدرس حاسب آلى عن رفضه لشراء أو استخدام الذهب الصيني لأنه ليس له أهمية كوسيلة ادخارية لأن التجار يرفضون شراءه من الزبائن لكفائته المحدودة. ويتوقع أحمد جمعة فني صيانة اجهزة أن الذهب الصيني سوف يحقق رواجا واسعا في الفترة المقبلة خاصة وأنه لافرق بينه وبين الذهب العادي في الشكل والإستخدام .
ويضييف أحمد عبدالرازق محامى أن الذهب الصيني يعتبر الحل الأمثل في مثل هذه الأيام لارضاء أهل العروسة خاصة بعد الارتفاع الرهيب لأسعار الذهب وتأثيره علي مستوي العمالة وأجور الموظين.
أما حنان محمود أخصائية اجتماعية فترى أن من تقبل الذهب الصيني كشبكة فإنها تخدع نفسها قبل أن تخدع الاخرين إذ تعتبره نوعاً من الغش وعموماً فهى تنظر لموضوع الذهب والشبكة على أنها مسألة شكليات حيث لاتهتم بها مطلقاً إذ تكفيها على حد قولها الدبلة فقط، ولايفرق معها كون الذهب صينى ولاتايوانى فالعلاقات الانسانية لا تقيمها أو تقدرها بشىء مادى كل مايكفيها وجود شخص تحبه ويحبها وتفهمه ويفهما.
وأبدت نورا طارق طالبة موافقتها على قبول الذهب الصيني كشبكة، مشيرة إلى أن كل ما يهمها في الامر شريك حياتها، موضحة أن الحياة الزوجية لاتقدر بكمية الذهب لانه من الممكن ان ترتبط بشخص يقدم لها شبكة بمبلغ كبير يضطرها فى النهاية لبيعه فيما بعد نتيجة معاملته السيئة معتبرة ان الرضا بالقليل قد يكون مفتاح السعادة الزوجية.
ورفض خالد عبداللطيف مهندس كمبيوتر هذا النوع من الذهب حتى فى حالة موافقة العروس واسرتها إذ يعتبر أن الشبكة هدية يقدرها العريس ومسألة معنوية خاصة بعلاقته بخطييته رافضاً حتى اطلاق مسمى ذهب عليه.
واختلف معه محمد شاهين عامل بناء وعبر عن موافقته فى حالة الارتباط على شراء شبكة من هذا النوع لانه من وجهة نظره ذهب عادى مع الفارق فقط في نسبة الذهب الموجودة به ولكن إذا لم يوافق أه خطيبته فسيضطر لشراء الذهب العادى لأنه لا بديل عن ذلك .
أما علي سليط مهندس مدنى فيري أن الذهب الصيني حل لمشكلة الزواج لانه يتميز بسعره الرخيص، إضافة الى أن مظهره الخارجى لا يدل على كونه غير أصلي، وأضاف أن كمية الذهب لاتقدر قيمة الانسانة التى سيرتبط بها لانها مسألة شكلية، أما فى حالة عدم تقبلها له فى ظل ظروفي المادية التى أمر بها رفضها فسأعتبر أن ذلك نوع من عدم التعاون".
وأضاف محمد عبدالهادي الصائغ أن الذهب الصيني يعتبر من أفضل الحلول في هذه الأيام وذلك لأن سعره في متناول اليد وأكد رواج الذهب الصيني في الأيام المقبلة وأن نسبة الذهب به ليست قليلة ولن يتأثر بعوامل الجو أو المياه كثيرا .
بينما أشار محمد صبحى صاحب محل ذهب إن الإقبال على الذهب الصيني ضعيف جداً لأنه لا توجد قناعة لدى الناس بأن هذا النوع يستطيع منافسة العيارات الأخرى مثل 18 و21 و24، إلا أن هناك عدداً بسيطاً جداً من الناس أقبل على شرائه ليحل أزمة الزواج.. ويرى أن هذا النوع ليس له مستقبل في مصر لسببين أولهما أن التجار لا يقبلون على شرائه فإذا اشتريت فلن تستطيع أن تبيعه مرة اخري.. والثانى هو أن التاجر الذي سيوافق على شرائه سيتعامل معه على أنه عيار 9 مما سيبخس من ثمنه. ووجه نصائحه للمقبلين على الزواج ألا يتعجلوا في شراء الذهب الصيني لسرعة إتمام الزواج وأن يختاروا الحل الأيسر . واستبعد جورج ملاك صاحب محل ذهب أن يقبل الناس على هذا النوع من الذهب على الرغم من رخص سعره، وذلك لأن الناس لديهم قناعة بأن الذهب هو فقط عيار 18، 21، 24، وليس 12، فهذا في نظرهم لا يعد ذهباً. وأضاف أنه في بعض الأحيان يعرض على الأشخاص الذين يأتون لشراء الشبكة أن يشتروا الدبلة فقط عيار 18، ولكنهم يرفضون لأنهم لا يرضون بأقل من عيار 21، فما بالك إذا كان هناك ذهب صيني وعيار 12؟!
وأضاف شادى الشرقاوى محامى نقطة مهمة وهي أن رقابة الذهب لا تسمح ببيع ذهب أقل من عيار 18، وإلا تعرض الصائغ للمساءلة القانونية بتهمة الخروج على القانون وغش الناس، وإزاء ذلك يرى أن هذا النوع قد ينتشر كإكسسوار فقط وليس ذهباً بمعناه المعروف. وعلق على ظهور هذا النوع في الصين قائلاً: إنها دولة منتجة وليست مستهلكة لذا تفكر دائمًا فيما يحتاجه البشر وتصنعه، فحكومتها تحب شعبها وتيسر له حياته وكذلك شعبها يتعاون معها.
أما ادوارد صاحب محل ذهب أيضاً فيؤكد أنه لا توجد لديه فكرة عن هذا الذهب، لكنه توقع انتشاره في المناطق الراقية وليس الشعبية.. وأضاف أن إقبال الناس عليه سيكون ضعيفاً نظراً لأن البعض يشتري الذهب العادي ويبيعه عند حاجته للمال، وفي حالة شرائهم الذهب الصيني فإنهم سيخسرون ثلاثة أرباع ما دفعوه عند شرائه، هذا إذا وافق أحد على أن يشتريه.. وأطلق على الذهب الصيني أنه موضة سينتهي وقتها ويعود الوضع لما كان عليه .
ناهد شعراوى وصرحت ناهد شعراوى عضو مجلس الذهب العالمي بأن المجلس قرر وضع دمغتين على المشغولات الذهبية لحمايتها من التزييف وتمييزها عن نظيرتها الصينية، لافته إلى أن ظهور الأخيرة أثر سلبيا على مبيعات الذهب خاصة مع ارتفاع الأسعار. وتحدثت ناهد عن الشبكة والفرق بين ذهب العروسة فى الماضى والان، فقالت فى الماضى كانت العروسة تطلب طقم كامل عبارة عن حلق وكولية وسلسلة طويلة واسورة وخاتم، اما الان فهى تطلب توينز الماظ او ذهب ودبلة اشبه بالخاتم وبالتالي لا يمثل الذهب الصيني أي شيء بالنسبة للشبكة . رفيق العباسي
أما رفيق العباسي - رئيس الشعبة العامة للذهب باتحاد الغرف التجارية فقد نفى تماما وجود ما يسمى بالذهب الصيني، موضحاًُ أن كل ما يقال ليس له أساس من الصحة، فهذا النوع عبارة عن اكسسوار "فالصو"، وقد فوجئنا بإطلاق هذا الاسم عليه، لانه لايباع فى محلات المجوهرات كالذهب العادى فمكانه الشارع أو محلات الاكسسوار.
وأضاف العباسي : فى حالة ضبط أى محل يببع هذا النوع تحت مسمى الذهب فهناك عدد من الاجراءات تتخذ في هذا الشأن، لانه لايوجد مسؤول فى مصر يعترف بشرعية الذهب الصيني، واختتم العباسي حديثه موضحاً أن الجهات المسوؤلة بشكل عام تقوم بعمل حملات تفتيشية على محلات الذهب بين الحين والاخر لضبط أى مخالفة تتعلق بالدمغات أو ما شابه ذلك.