ينظر البعض الى قضية اليمن وصراع الشمال والجنوب و تعريفها ، بقضايا كثيرة مثل التمييز والاستبعاد، ونهب الأراضي وتسريح الموظفين العسكريين والمدنيين وقضية الهوية الفساد وغيرها من القضايا وينظر اخرون على أن خيار الفيدرالية بين شمال وجنوب اليمن, هو الحل الاسلم لحل القضية الجنوبية, والخيار الذي يمكن أن يخرج البلاد من "عنق الزجاجة..واخرون ينظرون الى ان الحوار الوطني هو الوسيلة المثلى الوحيدة والآمنة لصياغة عقد إجتماعي جديد .ومن هنا كان علينا ان ننظر الى الامر بشكل اكبر يشمل البحث التاريخى لمعرفة الامر والاقتراب منه والتعرف والتعريف به وطرح المشكلة وطرق الحل ومعرفة الاطراف الدولية التى لها دور فى كل ما يحدث فى اليمن ... على مدار سنوات طويلة سعت إيران بكل ما أوتيت من قوة للسيطرة على الخليج العربي مهما كلفها ذلك من تضحيات، وذلك في مسعاها لتحقيق أطماعها التاريخيّة وهدفها الرئيسي في السيطرة. ذلك نظرًا لما يحظى به هذا البلد من أهمية كبيرة نتيجة لموقعه الاستراتيجي بجوار أهم حقول النفط في العالم، وإطلاله على باب المندب، فضلا عن كونه يقع على الحدود الجنوبية السعودية، وهذا أمر مهم لإيران التي تسعى لتطويق السعودية والتي تعتبرها طهران "عدوها اللدود"، إضافة إلى محاولتها الحصول على موطئ قدم لها على مضيق باب المندب لتقول بصوت مرتفع لامريكا انا هنا . ولعل هذا ما دفع طهران إلى استغلال الوضع الذي تمر به اليمن في أعقاب الثورة، وانفلات الأوضاع الأمنية في بعض المحافظات للدفع بعملائها إلى الأراضي اليمنية وزيادة نشاطاتها التجسسية والتشيعية بمعاونة الحوثيين الذين يسعون لبسط نفوذهم على البلاد، وبعض عملاء إيران في اليمن، إضافة إلى تزايد وانتشار مراكز التجسس الإيراني في صنعاء ومختلف المدن اليمنية تحت لافتات طبية وتجارية، فضلا عن اللعب على الورقة الطائفية في محاولة لبناء "قاعدة شيعيّة" في اليمن تكون مركزا للتجسس والترويج للمذهب الشيعي، ليس فقط في دول الجوار العربي، ولكن أيضا في دول القرن الإفريقي، وخلق توتر على حدود المملكة.وعلى مضيق باب المندب و القضاء على المذهب السني، ونشر التشيع في ربوع العالمين العربي والإسلامي، وهذا واضح منذ قيام الثورة الإيرانيّة في عام 1979. وجاءت الاتهامات المباشرة من الرئيس اليمني ، والموجهة إلى إيران والمتضمنة اتهامها بالتدخل في اليمن بصور مختلفة، وتغذية بعض نزعات التمرد والانفصال، وترجمة ذلك في القبض على أكثر من خلية تجسس إيرانية في مناطق مختلفة في البلاد يحيلنا كل ذلك إلى الاستغراب من الصحوة المتأخرة تجاه ما أفرزته أيادي إيران في اليمن حيث خلقت واقعا جديدا في شمال الشمال ما كان له أن يكون بحضوره المذهبي، وإمكانياته القتالية لولا الدعم الإيراني الواضح والمباشر فكريا وتسليحا وإمكانيات متدفقة وقد كان من المنطق السياسي اكتفاء الإيرانيين بهذا التغلغل في بيئة مذهبية مشابهة وتعتبر امتدادا فكريا لها،لكن ما زاد الطين بلة أن يتم الانطلاق نحو الجنوب وتغذية النزعات الانفصالية بمختلف الأساليب وأوجه الدعم التي تنافي ثقافة الوحدة الإسلامية المفترضة لدى مرجعيات إيران واشتغالهم على تجزئة بلد عريق، وإدخاله في دوامة التفتت ومضاعفاته الأمنية والسياسية والاقتصادية. هكذا لمجرد لعب أدوار مغايرة لما هي عليه بعض الدول الإقليمية، ومن باب التدخلات في الساحة اليمنية بعيدا عن أخلاقيات وقيم الدين الإسلامي، بل وحتى رؤيته النفعية الخالصة في دعم وحدة المسلمين. لا أحد يستطيع ان ينكر ايضا التدخل والدور السعودى فى اليمن و انه لا يوجد بلد في العالم انهك السعودية مثل هذا البلد لذلك يوجد في السعودية اكثر من مليون يمني كلهم يعملون فاليمن بلا موارد وبلا أمن وبلا خطط والحقيقة ان السعودية لايهمها الرئيس او غيرة كما يدعى البعض فقط تريد رئيس يجتمع علية اهل اليمن جمعيا لآن عدم إستقرار اليمن يزعج السعودية خصوصا في حربها ضد الارهاب واذناب ايران و لذالك المجتمع الدولي يدرك ويتفهم بل ويقف مع السعودية و الدور السعودي في اليمن وتدخلاته المستمرة والمباشرة في الشئون الداخلية اليمنية يعود الستينيات والتقاسم الملكي الجمهوري للسلطة وافرازات مؤتمر خمر وما بعده واغتيال ابراهيم الحمدي وتكريس نظام صالح كمنصف للنظام السعودي والتوقيع على اتفاقية الحدود التي ألغت حق اليمن واتفاقية الطائف التي تنص على استعادة اليمن لأراضيها المحتلة من قبل السعودية ، والتي لم تعمد حتى اللحظة دوليا ولن يكون ذلك الا في 2013وهو ما سبب القلق السعودي من انهيار نظام صالح جراء الثورة الشبابية الشعبية اليمنية قبل التوقيع على تلك الاتفاقية دوليا كون الاتفاقية لا تعد ملزمة بعد سقوط نظام صالح وكان من المفترض أن تمرر مثل تلك الاتفاقية التي تمس بسيادة البلد عبر استفتاء شعبي وهو ما تجاهله صالح ومرر الأمر عبر الأغلبية المرتزقة من أعضاء المؤتمر الشعبي العام مثلها مثل كثير من اتفاقيات التي انتقصت السيادة اليمنية ومررت عبر تلك الأصوات النشاز كصفقة الغاز لكوريا لمدة 25 عام بأقل الأسعار و بأبخس الأثمان .اما بالنسبة لايران فهذه ليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة التي توجّه فيها أصابع الاتهام لإيران في تدخلها في شؤون اليمن الداخلية ومحاولة زعزعة أمنه واستقراره، فقد سبق وأن قدمت الدعم للجماعات المطالبة بالانفصال في الجنوب ومازالت ، كما قدمت السلاح والمال للمجموعات الحوثية الشيعية التي خاضت ست حروب ضد القوات المركزية في محافظة صعدة وجاء ردة الفعل اليمنية هذه المرة مختلفة، حيث أكد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بلهجة قوية وصريحة رفض بلاده التدخل الإيراني في شؤونها، مؤكدا أن رد صنعاء سيكون "قاسيًا" على هذا التدخل، إضافةً إلى رفضه استقبال أي موفد من قبل الحكومة الإيرانيَّة إلى اليمن، كما رفضت السلطات اليمنيّة تسليم معتقلين إيرانيين لديها لطهران حتى يتم استيفاء التحقيقات الأمنيّة معهم، فإن هذا لا يعني توقف إيران عن الحلم الفارسي الذي يستخدم المذهبيّة وقودًا لإشعال المنطقة من أجل غايات سياسية تقوم على التسلط على المنطقة العربيّة، خاصة في ظل دور عربي ضعيف وغير مقبول في بلد يحاول الخروج من كبوته واستعادة عافيته بعد أكثر من 30 عامًا من حكم عائلة علي عبد الله صالح، والذي ترك البلد مدمرا يعاني من ارتفاع معدلات البطالة والفقر والجهل والتخلف، ونقص الرعاية الصحية والخدمية، وغيرها. وهذا يتطلب من السعودية الوقوف بجوار اليمن حتى ينهض ويستعيد مكانته وسيطرته الأمنية على كامل ترابه مرة أخرى. [email protected]