عقد الاتحاد المصري للنقابات المستقلة مؤتمرًا صحفياً اليوم، لتوضيح التحديات التي يتعرض لها الاتحاد والانتهاكات التي يتعرض لها عمال مصر في ظل إصرار "خالد الأزهري" وزير القوى العاملة والهجرة على عدم إصدار قانون الحريات النقابية، ومطالبته بتعديل القانون رقم "35" لسنة 1976. قال "كمال أبو عيطة" رئيس الاتحاد إن جماعة الإخوان المسلمين يسعون بكل ما يملكون من أجل أخونة النقابات العمالية وسيطرة حزب الحرية والعدالة على اتحاد مصر، مشيراً إلى أن الإخوان يريدون أن يحلوا محل الحزب الوطني المنحل. واستنكر أبوعيطة فصل أكثر من 250 عاملاً فصلاً تعسفياً بسبب نشاطهم النقابي والعمالي، واصفاً ما يحدث بالانتهاكات الصارخة التي لم تحدث في عهد مبارك البائد. وأضاف أبوعيطة أن الاتحاد كحركة نقابية لا ينحاز إلا للصالح العام ولا تحكمه الأهواء الشخصية وقائلاً: "من لا ينحاز لعمال مصر سنطالب بسقوطه خاصة إذا كانت أهدافه ضد أهداف الثورة وضد استكمالها". وأكد أبو عيطة أن مطالب العمال واضحة، ولكن لا يفكر فيها أحد حتى الرئيس صاحب أكبر اختصاصات، والذي لم يتخذ قراراً في صالح العمال ولا في صالح المصريين. وأشار أبو عيطة إلى أن الإخوان يعملون حالياً على إنشاء نقابة تابعة لهم؛ محاولين إلحاق العمال بها، لافتاً إللا أنهم بدأوا في هذه المحاولات في محافظة المنيا. وقال أبو عيطة إن من يستولي علي النقابات بوضعها الحالي كمن يستولي على "أتوبيس عطلان"، مشيراً إلى أن من يحاولون عرقلة النقابات المستقلة واهمون عندما يعتقدون أنهم قادرون على عرقلة العمل النقابي. وأشار أبوعيطة إلى أن ما يقوله السياسيون نظرياً حول أخونة الدولة يراه العمال عملياً من خلال محاولات الاستيلاء على النقابات وإحكام قبضتهم عليها قائلاً "كأن الثورة قامت من أجل استبدال الحزب الوطني بالحزب الوطني فرع المعاملات الإسلامية". وأعلن أبو عيطة إلى أن الإخوان لا يدركون قيمة هذا الوطن الذي يحكمونه ويتغاضون عن ألا سبيل لتحقيق الستقرار إلا بتحقيق العدالة الاجتماعية. وشدد أبو عيطة على أن أصحاب السلطة إذا كانوا يعتمدون على الجماعة فالعمال قواعدهم بالشارع أقوى من قواعد الجماعة. وقال "محمد عابدين" - رئيس الشئون القانونية بالاتحاد المصري للنقابات المستقلة - إن العمال يرفضون الدستور الذي يعد من أجل صالح جماعة الإخوان، مشيراً إلى أن عمال مصر يرفضون إلغاء نسبة ال "50%" الخاصة بالعمال والفلاحين. وأضاف عابدين أن ما حدث منذ الثورة مسرحية يقوم بها الإخوان لتضليل الشعب المصري، مشيراً إلى أن أصحاب الأعمال هم من شاركوا في صياغة القانون وأنه بعد الانتهاء منه تم رفعه لمجلس الوزراء والذي وافق عليه ورفعه للمجلس العسكري، ثم لم يصدر هذا القانون، لافتاً إلى أن "خالد الأزهري" كان من ضمن اللجنة التي أعدت هذا القانون، وكان موافقاً عليه، ثم تبدل موقفه وتراجع بعد أن تولى مهمة الوزارة. وأشار عابدين إلى أن الحزب الوطني كانت له سياسات خاطئة وكان الجميع يرفضها، أما الإخوان فسياساتهم أكثر سوءاً وسبيلهم في تحقيق هذه السياسات تتسم بالمكر والدهاء، لافتاً إلى أن جميع المواقع أصبح بها إخوان يحركونها. وأعلن الاتحاد عن تدشين حملة "يللا ننشأ نقابة" لتوعية العمال بكيفية إنشاء النقابات وبناء قدراتهم في العمل النقابي بعد أن قامت الحكومات السابقة بتجريف وعي العمال وحرياتهم النقابية وإضعاف قدراتهم عن العمل.