أزعجنى ما قرأته الأيام الماضية على صفحات الجرائد من ان فرنسا قدمت منحة لمصر قدرها 300 مليون يورو لاترد وأن الصين منحت مصر مبلغ من المال وأن الكونجراس الأمريكي يبحث قطع المساعدات عن مصر... وسبب الحزن هوإننا أصبحنا دولة تسعى للحصول على المنح والمساعدات والقروض.... سواء من الشرق او الغرب أو من الدول العربية الشقيقة...وأصبح مايشغل بالنا ويقلقنا هو وقف المساعدات الأمريكية أو تقليصها... ويسعدنا سماع خبر منحة من هذا أو ذاك... وأن إحدى الدول تعطفت علينا وتصدقت بمبلغ مالى علينا طبعاً الشكر لكل من يمنحنا وأيضاً كل التقدير والإحترام لهم.... لكن المشكلة هى أن ذلك له مدلول خطير ومزعج ويعنى إننا دولة منهارة إقتصادياً( واقعة إقتصادياً)تماماً مثل الشخص العاطل الذى لايعمل ويعيش على الصدقات ... فقط يجلس فى المنزل وينتظرجود أهل الخير, وينتظر التفاتة من المحسنين كى يمنحوه شنطة الخيرالتى بها سكر وشاى وأرز ومكرونه ولحوم وفراخ.... أو مبلغ مالى أو ملابس المهم الحصول على أى شىء وبلا مجهود.. ذلك الشخص الذى يهرع لمكان توزيع تلك الصدقات فور سماع خبرأن أهل الخير يوزعون المال الأن فى المنطقة كذا ... ويعود محمل بالصدقات لمنزله ليجلس أمام التليفزيون يأكل ويشرب وينام .... هكذا أصبح الحال للمجتمع المصرى بأكمله, لانعمل ولاننتج بل ننتظر إحسان وصدقات الغير,ولا نكتفى بذلك بل تخرج المظاهرات و تعم الإضرابات عن العمل ..للمطالبة بزيادة الأجر وتحسين مستوى المعيشة ,,طب منين؟ ... ونعود إلى حال مصر الإقتصادى نجد إنه منهار وواقع بالفعل وإننا نفتقد إلى المقومات الإقتصادية والصناعية والزراعية والتى لاتليق بدولة كبيرة فى حجم مصر .. بالطبع لا أوجه اللوم لمرسى أو الوزارة الحالية لإن مانحن فيه الأن تراكمات سنوات عديدة للفشل الإدارى والإقتصادى وإنعدام الرؤية والفساد ,الذى طال لثلاثون عاما... كما سمعت خبراً أخر أزعجنى وبث الخوف فى نفسى وهوأنه منذ أن تولى مرسى الرئاسة زاد الإقتراض الحكومى عبر أذون الخزانة بقيمة 136 مليار جنية... الدين الخارجى فى زيادة والداخلى فى زيادة والإنتاج والعمل شبة متوقف ... فماهو الحل؟ وتعجبت من تصريح المتحدث باسم الرئاسة ياسرعلى عندما صرح بأن كل مصرى ورث نصيبًا فى الدين العام يقدر ب16 ألف دولار، أغلب المصريين لا يملك منها دولارًا واحدًا ويدفع كل مصرى (تقريبا) 7000 دولار خدمة الدين سنويا , كلنا مديونين؟؟؟؟ كيف ذلك والإحصائيات تذكر أن 14.2مليون نسمة يعيشون على أقل من دولار أمريكي واحد يومياً؟ لست خبيرة إقتصادية لعرض الحلول ولكن من النظرة الأولى يجب أن تتوقف مظاهر الإسراف الحكومى و تقليص مصادر الإنفاق والحرص على التقشف وأن يقلل الرئيس من موكبه التى تكلف الدوله الملايين سواء جولاته الميدانية أو صلواته بالمساجد الميدانية بالمحافظات... وأن يحرص الرئيس أول مايحرص على معرفة أن كل خطوة يمشيها تكلفنا الملايين.. واذكره بهذه القصة قصة رسول كسرى الذي جاء إلى المدينة لمقابلة خليفة المسلمين عمر بن الخطاب، فسأل عن قصره المنيف، أو حصنه المنيع، فدلوه على بيته، فرأى ما هو أدنى من بيوت الفقراء، ووجده نائما في ملابس بسيطة تحت ظل شجرة قريبة،فقال مقولته الشهيرة: " حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر" ولا أطالبك بالعمل مثل سيدنا عمر والنوم تحت الشجرة بل أطالبك بأن تحد من تحركاتك التى تكلف الدولة الملايين لإننا الأن فى حاجة ماسة وشديدة جداً لكل جنية .... وأن يحتذى بذلك الوزراء والمحافظين , نقلص الإنفاق لإننا دولة فقيرة مديونه تقترض من طوب الأرض وتطلب المنح والصدقات .. فلا داعى لكل المواكب وإن كانت تكلفنا القليل ... لإننا دولة مديونة... طبعا سيصل الحال بعد ذلك كما كان يفعل الفاسد مبارك ونظامه إلى الجباية وفرض ضرائب ورسوم واى شىء يحصلوا به على قيمة العجز فى الموازنة من جيب الشعب... لكن أحب أن أطمئنهم جيوبنا خاوية والحمد لله !!!! قد يكون الحل عمل مؤتمر كبير وعالمى يحضره أبناء مصر المخلصين وأقول المخلصين ونناقش المشروعات الكبيرة التى تساعد على إقالة البلاد من عثرتها... مثل مشروع د ممدوح حمزة او مشروع د الباز او أى مشروع يدرس جيداً ونبدء فيه فوراً وبلا تردد... ونأخذ من النمور الأسيوية العبرة والخبرة للحاق بالتقدم الأقتصادى الذى هو عصب الحياة الأن .. فلقد إنتهى عصر التفوق العسكرى والغلبة الأن للمال والإقتصاد والعمل والإنتاج اين مشروعات الزراعة فى أرض السودان ؟ اين واين واين؟ اين رجال الأعمال المنتمين للإخوان المسلمين وأين مشروعاتهم ؟ متى نخرج من النفق المظلم ؟ دكتور هشام قنديل أين خططك للخروج من تلك الازمات الاقتصادية؟ وماهو برنامج الحكومة المصرية الجديدة؟ تسأولات كثيرة ليس لها اجابة.... ولكن الواضح اننا على رأى القرموطى داخلين على ايام سودة بل اسود من السواد.... والحكومة والرئيس يجب عليهم الإنتباه لوضعنا الإقتصادى السىء جدا جدا جدا والعمل على ايجاد حلول حقيقية وليست كمشروع النهضة.... بسرعة لأن الوقت ليس فى صالحنا .... E:[email protected]