علقت صحيفة واشنطن بوست فى افتتاحيتها اليوم الثلاثاء على حكم المؤبد الذى صدر مؤخرًا بحق الرئيس المصرى السابق حسنى مبارك، معتبرة إياها مدخلاً لمزيد من الاستقطاب والانقسام داخل المجتمع المصرى. وأضافت أن المحكمة قد فشلت فى التعامل مع قضية الديكتاتور رغم مسئوليته الكاملة عن جميع جرائم الفساد والانتهاكات الإنسانية التى ارتكبت فى عهده. وأضافت الصحيفة أن الأدلة التى حصلت عليها النيابة إبان محاكمة مبارك كانت ضعيفة للغاية، وأن الفوضى كانت السمة الغالبة على الجلسات القضائية المتعاقبة التى حوكم خلالها مبارك منذ أغسطس 2011، ولذلك فقد كان الحكم النهائى مدعاة لسخرية الكثير من المتابعين للمشهد المصرى، مؤكدة أن مثل هذا الحكم سوف يؤدى إلى مزيد من الاستقطاب والانقسام فى المجتمع المصرى. وأبدت الصحيفة الأمريكية البارزة ذهولاً حول الحكم الذى صدر مؤخرًا بحق مبارك ووزير داخليته، حيث إن كلاًّ منهما قد تلقى حكمًا بالمؤبد، نظرًا لعدم تدخلهما لمنع قتل المتظاهرين أثناء الثورة المصرية، فى حين أن مديرى الأمن الستة الآخرين قد حكم عليهم بالبراءة رغم مسئوليتهم المباشرة عن قتل المتظاهرين. وأضافت أن عددًا من الخبراء القانونيين قد أكدوا أن الحكم بصورته الحالية قد يفتح الباب أمام براءة الرئيس السابق خلال مرحلة النقض القادمة. واعتبرت الصحيفة أن محاكمة مبارك كانت هزلية ولم تكن جادة بشكل كبير، موضحة أن جنرالات المجلس العسكرى الذين يحكمون البلاد منذ تنحى مبارك فى فبراير 2011 قد سعوا فقط للاحتفاظ بسلطاتهم وتجنب محاكمتهم بعد انتهاء المرحلة الانتقالية الحالية وتسليم الحكم لسلطة مدنية منتخبة. وأضافت أن السلوك الذى ينتهجه المجلس العسكرى يهدف بالأساس لنزع فتيل المطالب الشعبية التى تهدف إلى محاكمة جميع المتورطين فى ارتكاب انتهاكات إبان النظام القديم.