صورة أرشيفية ارتجفت المنطقة حسب تعبير الأهالي، في الثانية من فجر الجمعة، بانفجار عنيف تصاعدت معه كتلة من النيران وألسنة اللهب رافقها عمود ضخم من الدخان الأسود، ليتكون مشهد يعرفه الغزيون جيدا من كثرة ما خبروه، ويعرفون له اسما واحدا « قصف الطائرات الإسرائيلية» وقبل أن يختفي الدخان الممتزج بضوضاء أبواق سيارات الإسعاف كان موقع القصف تحدد، منزل صغير في حي الشيخ رضوان، ضربته ثلاثة صواريخ أطلقتها طائرات « أف 16» بعد أن أخطأت هدفا مجاورا له اعتادت المقاومة أن تجري تدريباتها فيه، فأتت عليه بأكمله وقتلت رب الأسرة بهجت الزعلان (38 عاماً) وأصابت زوجته وسبعة من أبنائه بجراح بين متوسطة وخطيرة للغاية. وفي قسم العناية المركزة بمجمع الشفاء الطبي بغزة التأم شمل اثنين من أبناء عائلة الزعلان حيث يعانيان حالة خطيرة جدا، يبلغ الأول اثنا عشر عاماً والآخر لم يتجاوز العشرة أعوام، كانا لا يفترقان سابقا واليوم صارعا الموت ليستشهد أحدهما. وروى أبو أحمد وهو شاهد عيان تفاصيل الحادث ل» الشرق» قائلاً «كنا نائمين وكان صوت الطائرات يدوي في كل المنطقة وسط هدوء كبير طغى على المكان، وفجأة وبدون مقدمات سقطت ثلاث صواريخ متتالية بالقرب من منازلنا انتزعتنا وأولادنا من النوم لنهرول للشارع بحثا عن الهدف». وأكمل أبو أحمد «صدمنا بالدمار الكبير الذي أصاب منزل عائلة الزعلان وتطايرت أجساد من كانوا في المنزل إلى الشارع بين قتيل وجريح، ومن شدة الدمار لم نتوقع أن يكون هناك ناجون من القصف». رئيس قسم الاستقبال والطوارئ في مجمع الشفاء الطبي الدكتور أيمن السحباني قال ل»الشرق» إن ما جري من استهداف لأسرة آمنة في بيتها «جريمة كبيرة، الذنب الوحيد لهذه الأسرة أنها كانت فقط تغط في نوم عميق في يوم إجازتها الوحيد». ويضيف السحباني « عناية الله فقط هي من أنقذ هذه الأسرة من إبادة كامله، نجا من هذا القصف عدد كبير من الأطفال بينهم طفل رضيع لم يتجاوز الخمسة أشهر، لكنهم جميعا خرجوا بإصابات جسديه قد تعالج، وإصابات نفسيه من المستحيل تطبيبها».