تسلمت أمس الثلاثاء الحكومة العراقية قاعدة بلد الجوية، ثاني أكبر القواعد العسكرية الأمريكية في العراق، من جيش الاحتلال الأمريكي ، في سياق سحب قواته من البلاد والمقرر إتمامه بنهاية العام الجاري. وكانت قاعدة بلد شمالي العاصمة العراقية بغداد تأوي أكثر من 36 ألف عسكري ومقاول أمني أمريكي في سنوات اشتداد الحرب في العراق. يذكر أن قاعدة بلد كانت تعرف قبل الغزو والاحتلال الأمريكي للعراق بقاعدة البكر (نسبة للرئيس العراقي الأسبق أحمد حسن البكر)، ولكن الأمريكيين أطلقوا عليها اسم "قاعدة أناكوندا" بعد استيلائهم عليها عام 2003. وقد سميت لاحقا بقاعدة بلد المشتركة. وأصبحت القاعدة بفضل مدرجيها الذي يبلغ طول كل منهما 11 ألف قدم مركزاً لوجستياً رئيسياً لقوات الاحتلال الأمريكية في العراق، ومن أكثر مطارات العالم اكتظاظا بحركة الطائرات. ويقول المقدم جيري بروكس، وهو مؤرخ عسكري أمريكي، "شهدت قاعدة بلد في عام 2006 27,500 عملية إقلاع وهبوط شهريا، في نشاط لا يتفوق به عليها إلا مطار هيثرو بلندن". ويقول المؤرخ بروكس إن قاعدة بلد كانت تضم أكثر المنشآت الطبية الأمريكية تقدما في العراق، إذ حققت هذه المنشآة نجاحا بلغ 98 % بالنسبة للمصابين الذين ينقلون إليها ، أي أن 98 % من المصابين يبقون على قيد الحياة. أما أكبر القواعد الأمريكية في العراق فهي قاعدة "فيكتوري" القريبة من مطار بغداد الدولي، والتي ستعاد إلى السلطات العراقية في ديسمبر المقبل عند اكتمال الانسحاب الأمريكي. يذكر أن الجيش الأمريكي قد أخلى بالفعل معظم القواعد التي كان يشغلها في العراق، إذ لم تتبق من 505 من هذه القواعد إلا 11 ما زالت في أيدي الأمريكيين ، ولا زال في العراق حوالي 30 ألف عسكريا أمريكيا .