نهاية القذافي سوف تظل حديث الصباح والمساء ومازالت تتصدر الأحداث العالمية ورحب العالم بمقتله واحتفل الليبيون بنهاية حكم الديكتاتور. قتل العقيد ببشاعة. ومقتله بعد أن وقع في الأسر يقول أن هذا الرجل كان يملك الكثير من المعلومات التي تدين الغرب . وكانت نهايته مأساوية ومثيرة للجدل. قتل وانتهى. وانتهت معه مرحلة من تاريخ ليبيا مليئة بالغرابة. قتل ورحب الغرب. أيضا بغرابة، متناسين أنهم شريك أساسي في صنع القذافي وغيرة من الحكام العرب المتأمركين أو علي الأقل البعض منهم كانوا يوما ما له أعز الأصدقاء ووصل الأمر إلي تقبيل يد الزعيم الراحل أمثال رئيس الوزراء الايطالي برلسكوني الذي كان يصارع من اجل تقبيل يد القذافي كلما قابلة في الوقت الذي كان هو أول المرحبين ومباركا باغتيال القذافي واعتبر أن العمل العسكري في ليبيا قد انتهى.وكأنه لم يكن صديق القذافي الأول في أوروبا والشريك الأول له أشياء كثيرة وصلت إلي الاستثمارات وأكثر الزائرين من الشمال ترددا بل ربما أنه قد نسي أو يتمنى أن العالم قد ينسي بأنه يوما عبر عن امتنانه للقذافي بتقبيل يد ه خلال زيارته التاريخية لطرابلس للاعتذار عن الاستعمار الإيطالي لليبيا خلال القرن الماضي.وفي الوقت نفسه قال الرئيس الأمريكي باراك أوبا ما: بالنسبة إلينا هنا في الولاياتالمتحدة. نحن نتذكر الأمريكيين الذين قتلوا على يد إرهاب القذافي. كانت هذه كلمات أوبا ما بعد تهنئة الليبيين.. ويبدو لسان حاله يقول إن واشنطن لم تكن تتذكر أرواح أولئك حين كانت تستقبل القذافي وتنسق معه أعمالها المخابراتية في الوطن العربي وإفريقيا وأنها كانت تستخدم القذافي وغيره من الحاكم الذين كانوا يقضون حاجتهم في المراحيض الأمريكية والأوربية ولا ننسي أيضا كلمات الود والمحبة المدهونة بسم الأمريكان حينما تقول وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون أنها تشدد علي التزام الولاياتالمتحدة بتعهداتها ومساعدة الشعب الليبي كصديق .ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أيضا يفتخر هو الأخر بالدور البريطاني في مساعدة الليبيين.وتوني بلير.. سلفه الأسبق كان فخورا أيضا بعقد الصفقات التي أبرمها مع القتيل . والرئيس الفرنسي نيكول ساركوزي كان أكثرهم لياقة و لم يرحب بالمقتل مؤكدا أن الموت لا يجب الترحيب به مهما كان، وقال علينا أن نطوي هذه الصفحة الآن ونتطلع إلى المستقبل. كل هؤلاء كانوا له بالأمس أصدقاء.. وباتوا الآن درع الشعب الليبي وسنده في التخلص من الطغاة استبدلوا صداقة العقيد الزائل وانقلبوا عليه.. ينشدون صداقة الشعب. علي الجانب الأخر أدان الرئيس الفنزويلي الذي قدم دعما غير محدود للزعيم الليبي السابق اغتيال معمر القذافي الذي وصفه بأنه "شهيد. وقال تشافيز خلال زيارة قام بها الى ولاية تاشيرا (غرب) "للأسف تأكد مقتل القذافي لقد اغتالوه و انه انتهاك أخر للحياة البشرية علي يد الغرب ، واعتبر الرئيس الفنزويلي الاشتراكي أن الزعيم الليبي السابق الذي قتل أمس بالقرب من مصرانه سينظر إليه بوصفه شهيدا و"مناضلا كبيرا . والتزمت روسيا الصمت ولم يعلق المسئولين بها علي مقتل الرئيس الراحل من قريب أو من بعيد ولم تعلق إيران أيضا أو سوريا أو تونس علي مقتل الرئيس الراحل أو الزعيم علي حد وصف القذافي لنفسه بأنه زعيم للعرب وليس رئيس فقط . مقتل الزعيم الليبي معمر القذافي ومدي الشماتة التي صاحبت مقتلة جديرة بأن تجعل المثقفين والوطنين في الأمة العربية كلها يتساءلون لماذا هذا التحول الغريب ولماذا أصبح القذافي وغيرة من الحكام المخلوعين أعداء الله والأمريكان .. أليس من الأجدر أن نتأمل مايحدث الآن في المنطقة العربية ونقتنع أن الأحداث التي تتعرض لها أمتنا العربية ليست من قبيل الصدفة .. ياسادة يجب أن ننتبه أن مايحدث الآن في ليبيا هو مؤامرة غربية لامحالة وأن مايحدث في سوريا أيضا تجربة غربية المقصود منها هزيمة الكتلة الشيوعية المتمثلة في الصين وروسيا علي الأجساد السورية وضياع خيرة شباب سوريا أمام تعنت قيادتها التي تتعامل مع الوضع بأنه تحدي للغرب وتقوم هي الأخرى بقتل أبنائها من السوريين .. مايحدث في اليمن لايختلف كثيرا عما حدث في ليبيا ومازال يحدث في سوريا من مخطط غربي أمريكي لرسم الشرق الأوسط الجديد لخدمة الكيان الصهيوني في المقام الأول والأخير علي الرغم من أن هناك دول أخري خرجت من هذا المخطط بسبب ذكاء إدارتها ومنها مصر التي يعلم جيدا المجلس العسكري الحاكم في البلاد أن هناك مخطط لتدمير مصر من الخارج ويشترك للأسف الشديد فيه بعض الذين يدعون أنهم مصريون . والوضع في مصر أصبح هادئا نوعا ما بالقياس بالدول التي مرت بالتجربة المصرية وإن كان هناك مخاوف عديدة تنتظر مصر في حالة فشل الانتخابات القادمة أو أن يقوم المجلس العسكري بتمديد بقاءه في السلطة علي الرغم من علمي التام أن المجلس لايريد أن يبقي يوما واحدا لأنه يعلم جيدا أن هناك أشياء أخري تجعله يلتزم بها وهي حماية حدود مصر الشاسعة وترك الجبهة الداخلية لحكومة مدينة تسعي لتعمير أفسدته الأعتصامات والأضربات علي مدي عشرة شهور كاملة ..مرة أخري لابد ان يعلم الجميع أن مصر تختلف وأننا جميعا شركاء في حماية مصر من مخاطر الخارج والداخل ويجب أن تكون كل القوي السياسية والأحزاب الموجودة علي الساحة والحركات أن تقتنع تمام الاقتناع بما تسفر عنه نتائج الانتخابات القادمة لان هذه الحركات والأحزاب مهمتها الأولي والأخيرة الخروج بمصر وشعبها إلي بر الأمان .