صورة أرشيفية سيطر الحزن والقلق على أهالي مدينة السباعية في أسوان، أمس، بعد غرق 10 من أبناء المدينة في مياه النيل أمس الأول، استقلوا مركبا، وتسببت أمواج "باخرة" في غرقه، وتجمع مئات الأهالي في مكان الحادث، في انتظار انتشال جثث الضحايا، الذين لم يعثر عليها حتى مثول الجريدة للطبع، وشارك الأهالى فرق الانقاذ فى عمليات البحث عن جثث المفقودين باستخدام المراكب الصغيرة دون جدوى، ومن المرجح أن يكون التيار قد جرف الجثث الى موقع اخر، واتهم الأهالى أجهزة الانقاذ النهرى والحماية المدنية بالتقصير بعد تأخرها فى الانتقال إلى موقع الحادث فور وقوعه وانتقالها فى اليوم التالى وفشلها فى العثور على جثث الضحايا وعدم كفاية أعداد الغطاسين. ووصلت أمس فرقة خاصة من الغواصين تابعة لوزارة الداخلية تضم 10 غواصين كان منصور العيسوى وزير الداخلية أمر بارسالها لمساعدة الغواصين فى البحث عن جثث الضحايا بناء على طلب من محافظ أسوان مصطفى، وتمكنت فرق البحث من تحديد موقع المركب الغارق وتم انتشاله وجارى البحث عن المفقودين.. فيما أعاد الأهالى فتح طريق السكة الحديد وطريقا السباعية شرق وغرب بعد اغلاقها 5 ساعات متواصلة أمس الأول، ووضع القضبان الحديدية والاطارات والحجارة على شريط السكة الحديد، مما أدى إلى شلل تام لحركة السير بين أسوان والمحافظات المجاورة وتدخل الحاكم العسكرى وقيادات الأمن لاقناعهم باعادة فتح الطرق أمام المواطنين. "المراقب" انتقلت إلى موقع غرق المركب المنكوبة امام مدينة السباعية والتى تبعد عن المحافظة 150 كيلو على حدود محافظة الأقصر فى الشمال، والتقت عدد من الناجين وأهالى الضحايا، وروى ابراهيم فرج لاعب نادى شركة النصر للتعدين، وأحد الناجين من الحادث، تفاصيل لحظات الرعب التى قضاها فى مياه النيل قائلا: "تحرك المركب من الناحية الشرقية للنيل من ناحية السباعية شرق فى طريقه الى الناحية الغربية ويحمل ما بين 15 إلى 18 راكبا مختلفين فى المقصد فبعضهم متوجه إلى منزله والاخر إلى حفل زفاف والبعض عائد من عمله وكان هناك أسرة مكونة من أم وطفليها وزوجها، وفى منتصف المسافة كانت هناك باخرة قادمة فى طريقها من الناحية الشمالية تسير باتجاهنا، وكان هناك أمواج عالية قادمة نحونا بسبب الباخرة ولم يستطع قائد المركب التعامل معها، وبدأت المركب تترنح يمينا ويسارا ودخلتها المياه وعندها شعر قائد المركب أنها النهاية وأن المركب فى طريقها إلى الغرق. وقال: "طلب قائد المركب منا النطق بالشهادة ونطق هو بها ثم قفز فى المياه بعد أن تعالت صرخات واستغاثات الركاب لتغرق المركب فى المياه، لن أنسى مشهد المركب وهى تغرق، ويسقط الجميع فى النيل، رأيت عددا من الركاب يصارعون الموت وأم تحتضن أبنائها ولا يستطيع أحد أن يفعل لهم شيئا، وقمت بالسباحة على ظهرى لوجود حشائش بالمياه وتوجهت ناحية الشاطئ وكان بجوارى شخصين على مسافة قريبة من الشاطئ يسبحان خلفى، ثم اختفيا لا أعلم إن كانا غرقا أو تم انقاذهما حتى وصلت إلى الشاطئ وأنقذني الأهالى الذين تجمعوا على صوت استغاثات الركاب". وقال أحمد عبد السميع شاهد عيان إن هناك "لانش" خاص بشركة النصر للتعدين كان يقل عمال من الشركة فى طريقهم إلى الوردية ومر بجوار المركب المنكوبة أثناء غرقها، وسمعنا صوت الضحايا يستغيثون به، لكن قائده رفض أن يستجيب لاستغاثات الضحايا واستمر فى السير. واتهم مصطفى على أحد أقارب الضحايا أجهزة الانقاذ النهرى والحماية المدنية بالتقصير والتباطؤ فى الانتقال السريع إلى موقع الحادث، مشيرا إلى أن الحادث وقع فى الثامنة مساء الثلاثاء الماضي، وحضرت الشرطة والانقاذ النهرى والمسطحات فى التاسعة صباح أمس، وهو ما تسبب فى قيام الأهالى بقطع طريق السباعية الزراعى والصحراوى وخط السكة الحديد لأكثر من 5 ساعات لافتا إلى أن الغواصين لم يحضروا إلا بعد قطع الطريق ومرور 13 ساعة على الحادث، وتبين أنهم مجهزين للغطس لعمق 2 متر فقط، وعدم وجود تجهيزات ومعدات تسمح لهم بالغطس لمسافات أبعد أو البحث ليلا معهم. وقال مصطفى عبد الكريم إن هناك 5 مراكب تعمل بين الشرق والغرب بدون تراخيص ويقودها صبية صغار السن ولا يحمل قائديها أى تصاريح أو تراخيص من بينها المركب الغارقة، وأن المعدية الخاصة بالوحدة المحلية تعمل من السابعة والنصف حتى الرابعة عصرا ثم تتوقف، مما يضطر الأهالى إلى ركوب لانشات ،تحتاج إلى الصيانة والأمان موضحا أن هناك لانشات تابعة للوحدة المحلية تكلفتها مليون و200 ألف جنيه ولا تعمل سوى واحدة منها حتى العصر. وأكد أحمد سعد أحد الأهالى، إن الناجين خرجوا بأنفسهم بعد أن قاموا بالسباحة فى المياه لمسافات أكثر من 80 مترا، ومنهم من خرج على الشاطئ الغربى والبعض على الشاطئ الشرقى وليس كما يدعى انه تم انقاذهم عن طريق الجهات المعنية، لافتا إلى أن هناك باخرة سياحية غرقت بالقرب من المنطقة منذ عامين وتم تمشيط المنطقة وعمل مسح للنيل فى ساعات معدودة لانقاذ السائحين، وتساءل: هل أرواح المصريين رخيصة الى هذا الحد؟. وأكد مصطفى عبد المحسن السكرتير العام المساعد للمحافظة أنه سبق وتم مخاطبة شرطة المسطحات في ادفوا رسميا فى يونيو الماضى لمنع تسيير المراكب واللنشات الخاصة بالأهالى التى تعمل دون تراخيص حفاظا على أرواح المواطنين دون استجابة.