مما لا شك فيه أن انسحاب الإعلامي الكبير محمود سعد من قناة التحرير والذي أعقب انسحاب الكاتب بلال فضل منها قد وضع إدارة القناة في أزمة قد تعرض مصداقيتها في الشارع المصري ، خاصة مع تزايد الحديث في الشارع المصري عن وجود شبهات في تمويل القناة ، في ظل عدم وجود خلافات سياسية أو مالية ربما تكون قد أدت لاتخاذ سعد هذا القرار الذي يعتبر مفاجأة للجمهور الذي أقبل علي القناة بسبب عدد من الإعلاميين المحبوبين الذين قادوها في الفترة السابقة وعلي رأسهم محمود سعد . وقد علمت المراقب من مصادرها الخاصة أن إدارة القناة حاولت خلال اليومين الماضيين الضغط علي سعد للاستمرار في القناة بالشكل الذي يرضيه وبالشروط التي تناسبه ، وعندما وجدت إصراراً كبيراً منه علي ترك القناة خاصة بعد إعلانه ذلك علي الهواء مباشرة في برنامجه "في الميدان" طالبته بتقرير كتابي يكشف فيه سبب انسحابه من القناة حتى تقدمه لجمهورها ، الذي تخشي أن يهجر القناة بعد انسحاب سعد. الإعلامي عمرو أديب أرجع سبب انسحاب محمود سعد ومن قبله بلال فضل من قناة "التحرير" إلي الشبهات التي تدور حول تمويل القناة وتدفق الأموال إليها ، حيث أشار أديب إلي أن القنوات الفضائية خاصة المميزة منها مثل قناة "التحرير" تحتاج إلي تمويل ضخم سواء من خلال الإعلانات أو الدعم المادي المباشر. وأكد - أديب في برنامجه "القاهرة اليوم" علي قناة "أوربت" أن قناة "التحرير" خسرت محمود سعد لأنها كانت تستند إلي شعبيته باعتباره من الرموز الإعلامية الهامة في مصر ..مشيرا إلي أن علاقات الأخوة والصداقة التي تربط بلال فضل ومحمود سعد مع إبراهيم عيسي هي السبب الرئيسي في امتناعهم عن الخوض في الأسباب الحقيقية التي دفعتهم إلي ترك القناة. وكانت قد ثارت تكهنات في الفترة الأخيرة عن جهة تمويل قناة "التحرير" بعد أخبار عن تمويل جهات خارجية لها, وقد زادت هذه التكهنات بعد إعلان الإعلامي محمود سعد مقدم برنامج "فى الميدان" انسحابه من البرنامج علي الهواء .. مؤكدا أنه كان يريد الانسحاب من القناة منذ أسبوع، رافضا الخوض في أسباب انسحابه واكتفي بالقول "لأسباب شخصية". كان محمود سعد قد قال في الحلقة الأخيرة له بالقناة إنه كان يعلم بقرار الكاتب بلال فضل بالانسحاب من تقديم برامج بقناة التحرير، وأنه أخبره بالعديد من الأسباب وراء قراره، لكنه طلب منه أن يقول إن الانسحاب جاء لأسباب شخصية .. مضيفا: وأود الانسحاب أنا أيضا من القناة لأسباب شخصية. كما أعلن سعد في نهاية حلقة الأربعاء أنه كان يريد الانسحاب من القناة منذ أسبوع، ولكنه أجل هذه الخطوة حتى ذكرى وفاة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر لرغبته في الظهور على الشاشة في ذلك اليوم ، واستضافة ابنه عبد الحكيم عبد الناصر. كانت مصادر قد كشفت عن ارتياب محمود سعد و بلال فضل من شبهات تمويل القناة و توجهاتها في الفترة الأخيرة و حاول سعد وبلال تصحيح خط القناة ، إلا أن ذلك قوبل بالرفض من الكاتب الصحفي والإعلامي إبراهيم عيسي. كما علمت المراقب من مصادرها أن إدارة القناة قد اتصلت هاتفيا بالإعلامي محمود سعد للموافقة علي إعطائها أمرا كتابيا للإفصاح عن سبب رحيله المفاجئ عن القناة ، وكانت القناة قد أصدرت بيانا صباح اليوم تؤكد على إعلان الإعلامي محمود سعد رحيله عن القناة في الثواني الأخيرة من حلقته التي قدمها مساء أمس. وقالت القناة في البيان الذي نشرته عبر موقعي التواصل الاجتماعي " فيس بوك " إن الإدارة تحترم رغبة سعد في عدم الإفصاح عن أسباب رحيله. وأضافت القناة : ونحن بدورنا لن نستطيع الإفصاح من جانبنا عن أية ملابسات قبل استئذانه شخصيا .. مشيرا إلى أن فريق العمل بالقناة يأسف لهذا القرار، ويعلن عن اعتزازه بالإسهام الذي قدمه سعد في مسيرة القناة في الفترة التي ظهرت فيها منذ قيام ثورة 25يناير وحتى انسحابه من العمل بالقناة. المثير في الأمر أن تبريرات القناة لم تلقي قبولا لدي رواد مواقع التواصل الاجتماعي خاصة من جماهير سعد وفضل والذين هاجموا القناة بشكل لاذع ، ووجهوا لها اتهامات بتلقي تمويل لم يقبل به الإعلاميين مما دعاهما لمغادرة القناة ورفض العمل بها ، وهو الأمر الذي يضع القناة في أزمة حقيقية أمام جماهيرها . وبعد ثورة مؤيدي سعد وهجومه علي القناة واتهامها بالعمالة خرج الإعلامي الكبير عن صمته ليؤكد أن انسحابه من قناة التحرير سببه وجود خلافات فى وجهة النظر بينه وبين إدارة القناة فى الأمور الفنية والإدارية، حيث إنه حاول أكثر من مرة لفت نظر الإدارة إلى وجود مشاكل فى بعض الأمور والتجهيزات الفنية ولكن دون استجابة.. مشيرا إلي أنه لم يكن هناك تحديد للمسئوليات فى الإدارة، وأنه لم يكن يعرف إدارة واضحة للقناة . وأكد سعد أنه على علاقة طيبة بأحمد أبو هيبة ومحمد مراد مديري القناة، وأن العمل فى أى برنامج لا يعتمد على مقدمه فقط، بل هناك عوامل أخرى منها العناصر الفنية والإدارة المنظمة، وأنه كان يهدف من وراء تجربته فى قناة التحرير إلى المساهمة فى وجود قناة مستقلة بعيدا عن سيطرة رجال الأعمال. تصريح سعد ربما يكون قد هدأ من غضب جمهوره إلا أنه لم يغلق الباب عن السر الحقيقي وراء انسحابه من القناة ، حيث ردد البعض أن تلك التصريحات جاءت من سعد بسبب علاقة الصداقة التي تربطه بالكاتب الصحفي إبراهيم عيسي أحد المساهمين في القناة .