صورة أرشيفية تباينت الآراء بين القيادات القبطية بشأن المخاوف من زيادة أعداد المهاجرين من الأقباط ومسيحى الشرق الاوسط عقب الثورات العربية ،وبينما كشف تقرير حقوقى لمنظمة مسيحية عن هجرة نحو 100 ألف قبطى من مصر بعد الإعتداءات التى طالت عدة كنائس بعد ثورة 25 يناير، فقد حذر البطريرك المارونى بشارة الراعى ممن وصفه ب" غزو وهابى" لسوريا فى إعادة لإشارات صدرت عن السلطات السورية بوجود إسلاميين متشددين بين صفوف المتحتجين المطالبين برحيل نظام بشار الأسد. وقال نجيب جبرائيل،رئيس منظمة الاتحاد المصرى لحقوق الانسان،أنه اذا استمرت هجرة الأقباط على هذا النحو،فقد تصل فى نهاية 2011 الى ما يقرب من ربع مليون شخص"مما يهدد بالتركيبة السكانية واقتصاد البلاد". وأضاف جبرائيل أن المنظمة رصدت بعض النسب فى هجرة الأقباط للخارج من واقع ما تجمع لديها من معلومات،موضحا أن هناك حوالى 16 ألفا غادروا الى ولاية كاليفورنيا فى الغرب الأمريكى،ونحو10 آلاف الى نيوجيرسى و 8 آلاف الى نيويورك وما يقرب من 8 آلاف الى باقى الولاياتالأمريكية،بالاضافة الى هجرة 14 الفا إلى استراليا ،و9 الاف فى مونتريال بكندا،وحوالى 8 الاف فى تورنتو، ونحو 20 الفا فى مختلف انحاء اوروبا خاصة هولندا وايطاليا وانجلترا والنمسا والمانيا وفرنسا . وأرجع جبرائيل السبب الرئيسى لهجرة الاقباط إلى "التشدد السلفى" من تطبيق الحدود واعتبار الاقباط اهل ذمة وحرمانهم من الوظائف العليا للبلاد، فضلا عن من الاعتداء على كنائسهم وأرواحهم واعتبارهم "كفارا"،وأشار إلى تقلص نسب المسيحيين فى العراق من 8 % الى 2% وفى فلسطين الى 5،0 % وفى لبنان الى 32% بعد كانت 75 % . من جانبه قال الكاتب كمال زاخر،إن التخوف من هجرة الاقباط له ما يبرره ،وإستطرد:"وان كانت الأعداد المذكورة فى التقرير مبالغ فيها"،لافتا إلى أن "اجراءات الهجرة تستغرق نحو عام وبالتالى لا يمكن القول ان الهجرة حدثت بعد الثورة لأن المهاجرين بدأوا فى الاجراءات قبل سنة". وأكد أن الشعب المصرى يعيش على أرضية غير طائفية،مشددا على ثقته فى المجلس العسكرى وبأنه لن يسمح للقوى المتطرفة ب"اختطاف مصر". وأبدى الدكتور صفوت البياضى،رئيس الطائفة الانجيلية، تخوفه من عملية الهجرة ،وقال أن استمراراها يتوقف على القوى السياسية التى ستحكم مصر فى المستقبل،مضيفا:"لو وصل المتشددون للحكم فسيهاجر الاقباط والمسلمين من مصر". وطالب البياضى بالدولة المدنية الحديثة التى تجمع كافة الاطراف على أرضية المواطنة. وبشأن تصريحات البطريرك بشارة الراعى، قال رئيس الطائفة الانجيلية ان الظروف فى سوريا ولبنان تختلف عن مصر "حتى ان طبيعة السوريين واللبنانيين ترحب بالهجرة لمسلميها ومسيحييها". وأكد الانبا أنطونيوس عزيز،مطران الاقباط الكاثوليك بالجيزة، ان الثورة "ستجلب الخير للمصريين جميعاً وللاقباط بشكل خاص"،منوها بأن "المصريين مرتبطون بأرضهم،وحتى لو هاجروا فسيعودون بعد فترة".