كشفت الجبهة القومية العدالة والديمقراطية استياءها من الحركات الثورية والتي وقفت دون تحرك بعد أحداث أسوان الأخيرة التي كادت أن تأخذ منحى كإرثي.. مؤكدة أنه منذ أن بدأ النوبيون اعتصامهم أمام محافظة أسوان من أجل تحقيق مطالبهم، وما ترتب عليه من إغلاقهم لمبنى المحافظة، وقوات الأمن تحاول فض هذا الاعتصام بشتى الطرق ، بما في ذلك محاولة فضه بالقوة، لكن محاولاتها كلها باءت بالفشل. وفي مواجهة هذا الفشل أستنفر النظام أبناء القبائل العربية "عن طريق قيادات الحزب الوطني" في أسوان لتشكيل ائتلاف لمواجهة هذا التحرك النوبي ، وقاد هذا التحرك مجموعة من قيادات الحزب الوطني المعروفة على خلفية فوزها بمقاعد البرلمانات والمجالس المحلية السابقة في دوائر أسوان ، ونجحت هذه المجموعة في تأجيج الوضع القبلي ضد النوبيين حتى وصل الآن إلى مرحلة خطيرة جدا، متعللين في ذلك بأن الاعتصام يمنع المواطنين من الوصول لخدمات المحافظة. وأفادت الجبهة أن مطالب الجانبين نتج عنها المواجهة بوقوف مجموعتان من شباب الجانبين أمام مبنى المحافظة في تحفز ضد بعضهما البعض: فالنوبيين أصروا على استمرار اعتصامهم حتى تتحقق مطالبهم المشروعة، في حين أصرت المجموعة الثانية على فتح مبنى المحافظة بالقوة لتسيير أعمال الناس، منوهين بإمكانية استخدام السلاح لتحقيق ذلك إذا لزم الأمر. ومما يثير الريبة هنا أن الوضع تفاقم بهذا الشكل فقط في الوقت الذي يجتمع فيه وفد من القيادات النوبية مع رئيس الوزراء لبحث سبل تحقيق مطالب النوبيين، فلازلنا لا نفهم لماذا تصر مجموعة القبائل العربية على فتح المحافظة فورا (بعد أسبوع من الاعتصام) وقبل إتمام المفاوضات بساعات، وعدم قبولها بمد الاعتصام حتى انتهاء المفاوضات، حيث أن فض الاعتصام قبل الانتهاء من المفاوضات كان سيؤدي إلى سحب ورقة الضغط الوحيدة التي بحوزة النوبيين. لكن الظروف أبت أن تقع الكارثة الكبرى حيث تم تسريب أنباء مفادها أن المفاوضات في طريقها للانتهاء بقبول الجزء الأهم من مطالب النوبيين(مثل حق العودة) وهو ما قلل من غضب النوبيين وأقنعهم بقبول إنهاء الاعتصام قبل وقوع الفأس في الرأس بلحظات. وعلي الرغم من أن الأوضاع في طريقها إلى الحل الآن، إلا أن الوضع بين الجانبين بات في غاية السوء، ويؤسس لحدوث مواجهات قريبا ، كذلك أدت هذه الأحداث إلى نجاح فلول الحزب الوطني في استعادة قدراتهم على التأثير في محيطهم القبلي لأهداف تبدو انتخابية مبنية على الحض على كراهية الغير. وعليه حملت الجبهة القومية للعدالة والديمقراطية قوات الأمن مسؤولية حماية المعتصمين من أي أذى, وملاحقة كل من يستخدم سلاح لفض الاعتصام بالقوة, أو في التضييق على من ينتمون لقبائل وفئات أخرى في المستقبل. كما حملت الجبهة حكومة شرف والمجلس العسكري مسؤولية ما سيتبع هذه الأحداث من فتنة بين الفئات المختلفة التي تشكل النسيج الوطني في أسوان من جراء هذه المواجهات العبثية والتسويف في تحقيق مطالب النوبيين. وتؤكد الجبهة على ضرورة تنفيذ ما تعهدت به الحكومة للنوبيين في أسرع وقت لوقف هذه المهزلة. و تحث الجبهة كل شباب القبائل العربية على محاسبة من تورطوا في الحض على كراهية النوبيين في هذه الأحداث والتصدي لاستخدامهم لهذه الأحداث من أجل الحصول على مكاسب انتخابية مبنية على أسس عنصرية رخيصة ، فالعنصرية، والقبلية، والفساد، والطائفية هم خيرة حلفاء للنظام السابق