صورة أرشيفية توالت الإدانات الفلسطينية والعربية بعد ان قام مستوطنين متطرفين بحرق مسجد (النورين) فى قرية قصرة بمحافظة نابلس بالضفة الغربية. فمن جهته، قال الناطق الرسمى باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة إن ما قام به المستوطنون من حرق مسجد (النورين) وتوسيع مستوطنتى (رمات شلومو) و(راخس شعفاط) يستهدف إحباط التوجه للأمم المتحدة للاعتراف بعضوية فلسطين الكاملة فيها ، ويدل على التصعيد الإسرائيلى الرافض للسلام. ودعا أبوردينة المجتمع الدولى للتدخل والضغط على إسرائيل لوقف ممارساتها المخالفة للقانون الدولى. وفى نفس الإطار ، حمل رئيس الوزراء الفلسطينى سلام فياض إسرائيل المسئولية الكاملة عن استمرار هذه الأعمال الإرهابية بسبب عدم ملاحقتها لمرتكبى مثل هذه الأعمال فى المرات السابقة ومحاسبتهم..مؤكدا أن هذه الاعتداءات تؤكد مدى استهتار إسرائيل وهى القوة المحتلة بقواعد القانون الدولى. وطالب بضرورة محاسبة هؤلاء المستوطنين على أعمالهم الإرهابية فيما طالب المجتمع الدولى بتحمل مسئولياته المباشرة لضمان إنهاء الاحتلال..محذرا من أن هذه الأعمال تهدد بانجرار المنطقة إلى دوامة العنف. وقال إن الشعب الفلسطينى لن ترهبه هذه الاعتداءات ولن ينجر إلى دوامة العنف بل سيظل متمسكا بحقه فى المقاومة السلمية وتعميق جاهزيته لتجسيد دولته المستقلة على الأرض..معلنا أن العمل لإعادة ترميم المسجد سيبدأ فورا. وفى نفس الإطار ، اعتبرت القوى والفعاليات والمؤسسات الرسمية والشعبية الفلسطينية إقدام المستوطنين على إحراق مسجد "النورين" نذير عمليات إرهابية ضد الشعب الفلسطينى وانتهاكا صارخا لحرية العبادة وحرمة المقدسات ،وطالبت بالتدخل العاجل لحمايتها. وحذر النائب قيس عبدالكريم (أبوليلى) عضو المكتب السياسى للجبهة الديمقراطية فى فلسطين من خطورة الانتهاكات المتواصلة والمكثفة التى يتمادى بها المستوطنون المتطرفون ، داعيا المجتمع الدولى إلى تحمل التزاماته الأخلاقية من أجل إنهاء الاحتلال ووقف عمليات القتل والتخريب التى يقوم بها جيش الاحتلال وقطعان مستوطنيه. وبدوره ، أدان رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعى القائم بأعمال قاضى القضاة فى فلسطين الشيخ يوسف إدعيس إقدام المستوطنين اليهود على إحراق مسجد (النورين) ، وقال"إننا نواجه فى هذه الأيام تصاعدا واسعا لجرائم المستوطنين على امتداد كل المحافظات الفلسطينية". وبين إدعيس أن هذه الجريمة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، محملا حكومة الاحتلال تبعاتها ، فيما أهاب بحكومات الدول الإسلامية والعربية بذل المساعى لدى الجهات الدولية المعنية لحماية المساجد فى فلسطين وفى مقدمتها المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى وثالث المساجد التي تشد إليها الرحال. وفى نفس الإطار ، أدان المفتى العام للقدس والديار الفلسطينية خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ محمد حسين قيام المستوطنين المتطرفين بأعمال عربدة ضد الفلسطينيين ومقدساتهم تحت حماية سلطات الاحتلال التى حملها العواقب الوخيمة لهذه الاستفزازات والتى تضاعفت في الأيام الأخيرة بشكل ملحوظ. وبين المفتى أن سياسة حرق المساجد من قبل هذه المجموعات الضالة تتم تحت حماية سلطات الاحتلال وسمعها وبصرها، وأن هؤلاء المتطرفين يدفعون المنطقة إلى حالة من الغليان والتوتر بأعمالهم العدائية ضد المقدسات الفلسطينية، وطالب المواطنين بأخذ مزيد من الحيطة والحذر وذلك فى ضوء انشغال العالم بالأوضاع الراهنة. ومن جهته ،اعتبر وكيل الشئون المسيحية بوزارة الأوقاف والشئون الدينية حنا عيسى قيام عدد من المستوطنين باقتحام وإحراق مسجد النورين بأنه بمثابة انتهاك صارخ لحرية العبادة وحرمة المقدسات. وقال عيسى "إن هذا الاعتداء يشكل خرقا فاضحا للقانون الدولى الإنسانى وانتهاكا صارخا لحرية العبادة مثلما يشكل انتهاكا صريحا لالتزامات إسرائيل بوصفها القوة القائمة بالاحتلال فى الأراضى الفلسطينيةالمحتلة". وبدورها ،أدانت الجبهة العربية الفلسطينية حرق مسجد (النورين) بنابلس..وقالت "إن هذه الجريمة تترافق مع تصعيد خطير ضد الرموز الدينية الفلسطينية وهو سيؤدى إلى تفجير الوضع وسيدفع إلى مواجهة تتحمل حكومة الاحتلال وحدها المسئولية الكاملة عما قد ينتج عنها". وأكدت الجبهة أن الاحتلال لم يستفد من الدروس ، التى تلقاها على مدى تاريخ المواجهة ، ولم يدرك بعد مكانة المسجد الأقصى والرموز الدينية فى نفوس أبناء الشعب الفلسطينى واستعداداهم لبذل الغالى والنفيس دفاعا عن قدسيتها. ومن جهته ، رأى الاتحاد الديمقراطى الفلسطينى (فدا) أن هذه الجريمة ومعها كل جرائم المستوطنين وقبلهما الجريمة الكبرى المتمثلة بالمستوطنات واستمرار الاستيطان وأعمال البناء فى جدار الضم والتوسع العنصرى تؤكد على صوابية المسعى الفلسطيني بالذهاب إلى الأممالمتحدة. أما مؤسسة الأقصى للوقف والتراث الفلسطينى .. فقد طالبت بملاحقة الجناة وإنزال أقصى العقوبة عليهم. ومن ناحيتها ، اعتبرت جبهة النضال الشعبى الفلسطينى أن إحراق المسجد يأتى بقرار سياسى من قبل حكومة الاحتلال المتطرفة التى تتحمل المسئولية الكاملة أمام تفجير الأوضاع بالمنطقة، مشيرة إلى أن عمليات التسليح الواسعة لقطعان المستوطنين تندرج فى إطار إرهاب الدولة المنظم الذى تنفذه حكومة بنيامين نتنياهو ضد أبناء الشعب الفلسطينى. كان مستوطنون اسرائيليون قد اضرموا النار فجر الاثنين في مسجد " النورين " و احرقوا الطابق الاول من المسجد ومساحته 285 مترا مربعا ويستخدم كدار لتلاوة القران بواسطة اطارات سيارات وكتبوا شعارات مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم." وقال غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان في محافظة نابلس "ان المستوطنين مستنفرون منذ الصباح وهم يقومون برشق سيارات المواطنين المارة على طريق نابلس-رام الله بالحجارة الامر الذي ادى الى تحطيم زجاج عدد منها." وصرح دغلس بأن عملية إحراق المسجد جرت تحت جنح الظلام في طريقة مشابهة للمرات الآخرى التي أحرق فيها عدد من مساجد المحافظة على مدار الأشهر الماضية. وتعد هذه المرة ليست الأولى التي يحرق المستوطنون فيها مساجد في الضفة ، حيث أضرموا قبل أشهر النار في عدد منها بمحافظات نابلس وسلفيت وبيت لحم .