ذكرت دراسة أمريكية حول توجهات المعونة الأمريكية لمصر بعد قيام ثورة 25 يناير وتنحى الرئيس السابق حسنى مبارك عن الحكم أنه رغم الانتقادات الموجهة لأمريكا بسبب تخصيص حوالى 65 مليون دولار لدعم برامج التحول الديمقراطى فى البلاد فى الفترة القادمة، فإن هناك إقبالا كبيرا من منظمات المجتمع المدني المصرى للتقدم للحصول على أموال من هذا التخصيص. وكشفت الدراسة التى وضعها ماكس ستراسر من معهد الشرق الأوسط الأمريكى تحت عنوان "هل يمكن أن تكون المعونة الأمريكية مصدر قوة لتحقيق النفع لمصر؟" أن المسئولين فى جهاز المعونة الأمريكية فى مصر ذكروا أن هناك أكثر من ألف مصرى تقدموا للحصول على مبالغ من مكتب المعونة الأمريكية فى القاهرة، وأغلبهم يعملون فى منظمات مجتمع مدنى غير حكومية أو من أحزاب جديدة تم الموافقة على تأسيسها حديثا. وقالت الدراسة "أن المسئولين الأمريكان فى مكتب المعونة فى القاهرة أعتبروا أن هذا نجاح هائل رغم محاولات التشوية المستمرة من جانب قوى عديدة لمن يتلقون هذه المبالغ ووصفهم بأنهم عملاء لأمريكا." وقالت الدراسة أنه بمجرد خلع حسنى مبارك من السلطة، قرر جهاز المعونة تخصيص 65 مليون دولار من أجل دعم برامج التحول الديمقراطى فى الآونة القادمة.وهذا المبلغ اعتبره المعارضون للمعونات الأمريكية مبلغا كبيرا جدا بينما هو مبلغ بسيط جدا ويكاد لا يذكر لو عرفنا أن البنتاجون (وزارة الدفاع الأمريكية) ينفق 20.2 مليار دولار سنويا على مكيفات الهواء فى العراق وأفغانستان. وأشارت الدراسة إلى أن نشطاء المجتمع المدنى اتصلوا أيضا بثلاثة مؤسسات أمريكية تقوم على تنفيذ برامج التحول الديمقراطى، وهى المعهد الديمقراطى القومى والمعهد الجمهورى الدولى و المؤسسة الدولية للأنظمة الانتخابية. وأضافت الدراسة أن الحكومة المصرية من خلال وزارة التعاون الدولى، أبدت معارضة شديدة لتقديم تمويل لمنظمات غير مرخصة، وقررت تكوين لجنة تقصى حقائق للتحقيق فى الموضوع. ويقول طلعت عبد الملك وكيل وزارةالتعاون الدولى إن جهاز المعونة الأمريكية قد تجاوز الخطوط الحمراء عندما بدأ يقدم أموال لمنظمات غير مرخصة وبدون موافقة الحكومة المصرية. وطالبت الدراسة بأن تستمر المعونة الأمريكية فى تقديم برامجها ودعمها وتمويلها للمنظمات المدنية المصرية المستقلة رغم احتجاج الحكومة واتهامات التشويه التى تلاحق هذه المنظمات بالعمالة لأمريكا. وقالت هيئة المعونة إن تنمية المجتمع المدنى عنصر أساسى فى التحول الديمقراطى وبدونه تتعرض الثورات الديمقراطية لانتكاسة وتسيطر عليها عناصر النظام القديم والعناصر الرجعية.