أكد الدكتور عادل عدوى مساعد وزير الصحة والسكان أن عدد المصابين فى أحداث العباسية وصل إلى 308 مصابين، من بينهم 108 مصابين تم إسعافهم فى موقع الأحداث، وتحويل 100 مصاب إلى مستشفيات عين شمس التخصصي والدمرداش ومنشية البكرى والقبة العسكري والشرطة بمدينة نصر، مشيرا إلى أن 82 مصابا غادروا المستشفيات، ويبقى حاليا 18 مصابا مازالوا يتلقون العلاج من الكسور والسحجات والاختناقات والجروح القطعية. وقال شاهد عيان لرويترز ان بلطجية رشقوا المتظاهرين بالحجارة وقنابل مولوتوف وأطلقوا عليهم طلقات خرطوش بينما منعتهم قوات الجيش من التقدم الى مقر المجلس الاعلى للقوات المسلحة في شمال القاهرة. وأضاف "أرى الدماء تسيل من جباههم وزملاؤهم يحاولون اسعافهم."، وتابع "المحتجون يهتفون بلطجية بلطجية" في إشارة الى مهاجميهم. وقال الشاهد ان الرشق بالحجارة توقف خلال اذان المغرب لكنه استؤنف بعد أداء الصلاة رغم قول خطيب مسجد النور المجاور في مكبرات الصوت "أيها المصريون شعبا وجيشا كونوا يدا واحدة." وقال الخطيب "إهدار الدم المصري حرام. الفتنة نائمة ملعون من أيقظها." وقال الشاهد ان سيارات اسعاف نقلت مصابين تبدو حالاتهم خطيرة بينهم نساء وان أطباء عالجوا مصابين في مستشفى ميداني أقيم على عجل وان أعدادا من المصابين كانوا ينتظرون دورهم في العلاج. وأضاف "قرب نهاية الاشتباكات أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة على المتظاهرين من الجهة التي يقف فيها البلطجية." وأضاف أن المتظاهرين اضطروا لكسر باب حديدي في ساحة مسجد النور للهروب من قنابل الغاز المسيل للدموع. وتابع أن امرأة كانت تصرخ قائلة "ابني راجل ابني راجل" بينما حمل رجل ابنها الصبي مصابا مهرولا به الى مستشفى الدمرداش القريب. وقال الشاهد ان المتظاهرين حوصروا فيما يبدو بين قوات الجيش وبلطجية أطلقوا عليهم قنابل المولوتوف وطلقات الخرطوش. واستأنف خطيب مسجد النور إطلاق الاستغاثات عبر مكبرات الصوت طالبا من القوات المسلحة تأمين المتظاهرين. وقال شهود ان طائرات هليكوبتر تبدو تابعة للجيش حامت فوق ميدان العباسية الذي دارت فيه الأحداث. وكان النشطاء قالوا ان مسيرتهم سلمية. وقال الشهود ان الابواب الحديدية لمسجد النور أغلقت بواسطة قوات من الجيش فيما يبدو قبل وقوع الاشتباكات. وتابعوا أن متظاهرين بدأوا في خلع حجارة الارصفة وتكسيرها للرد على البلطجية. وقال شاهد ان مئات المتظاهرين تمكنوا من الفرار عبر منفذ ضيق في مستشفى مجاور لكن زملاءلهم استغاثوا بالمعتصمين في ميدان التحرير مستخدمين تليفوناتهم المحمولة. وقال شاهد ان البلطجية أشعلوا النار في اطار سيارة في الشارع وراء المتظاهرين خلال الاشتباكات. وتعالت صرخات المتظاهرين لدى قيام الشرطة العسكرية بإطلاق أعيرة نارية في الهواء يعتقد أنها أعيرة صوت. وكان المشاركون في المسيرة التي قطعت عدة كيلومترات هتفوا "عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية" و"هنفكه (سنفكه) هنحله.. حنشيل المجلس كله" في اشارة الى المجلس الاعلى للقوات المسلحة. كما هتفوا "يسقط يسقط حكم العسكر.. احنا الشعب الخط الاحمر" و"كلمة واحدة وغيرها مفيش السياسة مش للجيش" و"يسقط يسقط المشير" في اشارة الى المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة و"نجيب حقهم يا نموت زيهم" في اشارة الى أكثر من 840 متظاهرا قتلوا خلال الانتفاضة الشعبية التي أسقطت الرئيس السابق حسني مبارك في فبراير شباط. ويتهم ألوف المحتجين الذين يعتصمون في ميدان التحرير بالقاهرة وفي مدن أخرى المجلس الاعلى للقوات المسلحة بالبطء في محاكمة المتهمين بقتل المتظاهرين وفي مقدمتهم مبارك ووزير الداخلية الاسبق حبيب العادلي والاحتفاظ بمعاوني مبارك في المناصب العليا بمؤسسات الدولة.