أعرب الدكتور ناجح إبراهيم القيادي بالجماعة الإسلامية وعضو مجلس شورى الجماعة عن قلقه على مستقبل مصر في الفترة القادمة من حرب التصريحات والتناحر الفكري بين الإسلاميين والعلمانيين وذلك بسبب الصراع الفكري القائم بينهم، حيث يعتقد كل طرف انه العدو اللدود للطرف الآخر. وأكد إبراهيم أن هذا يهدد مستقبل مصر فالكثير من الإسلاميين يؤمنون بالتشدد الفكري لمعتقداتهم الفكرية ويعتقدون أنهم لا يخطئون أبدا، حيث يروا أن أفكارهم أفكار إسلامية والإسلام لا يخطئ أبدا، وبالتالي فهم لا يفرقون بين الإسلام وأفكارهم الإسلامية الخاصة وبمعتقداتهم الخاصة التي هي آراء بشرية تحتمل الثواب والخطأ، مشيرا إلى أن الإسلام قد وضع مجموعة من المعايير والأسس التي ينبغي أن نمشى عليها والتي تتسم بروح السماحة والوسطية وقبول الآخر والتعامل معه وهذا ما كان يفعله الرسول عليه الصلاة والسلام . وأضاف أن الكثير من الإسلاميين قد وقعوا في الخطأ عندما عمدوا إلى تطبيق أفكارهم بالعنف وليس باللين فصوروا الإسلام في شكل سيئ وجعل الكثيرون يخافون منهم ويحملون العداوة لهم، مضيف أن ذلك ساهم في تشدد الإسلاميين ببعض الأفكار مثل مقاومة ظلم الحكام بالسلاح وهو ما أدى إلى إراقة الدماء بالإضافة إلى عدم المشاركة في الحياة السياسية المختلفة وتكفير البرلمان، واعتباره انه يستمد التشريع من الله سبحانه وتعالى. وعلى الجانب الآخر، أكد إبراهيم أن الليبراليين والعلمانيين ينظرون للإسلاميين على أنهم خصوم شديدي العداوة بغض النظر عن أفكارهم ومعتقداتهم بالإضافة إلى الحملة التي يشنوها على الإسلاميين من وقت لآخر بداعي وبدون داعي، حيث ربطوا كل ما هو متطرف بالإسلام فظلموا الإسلام كثيرا، مضيفا أن الحل الوحيد لحسم هذا الصراع، هو دعوة الجماعات الإسلامية إلى أن لا تضفى صفة القداسة على أفكارها لمجرد أنهم ربطوها بالفكر الإسلامي لأنها في النهاية فكر بشر قابل للثواب والخطأ حتى يمحو الصورة الذهنية السيئة عن الإسلام والمسلمين، كما أدعو العلمانيين والليبراليين إلى عدم النظر للإسلاميين على أنهم أعداء وربط كل ما هو سيئ ومتطرف بالإسلام وأن يروا الإسلام بصورته الصحيحة وان يبحثوا في الحديث والسنة حتى يتم الوفاق من اجل مصلحة البلد.