في الطريق ..بين الممرات ..بيت في اخر الحارة ..ها هو هناك ..أنظر اليه ..!!! جدرانه اللبنة ..نوافذه المصنوعة من بواقي الخشب ...أساساته المتاّكلة من المياه الجوفية ...صاحبه العجوز وزوجته بجواره متكئة على عصاها الأبنوس .... أحفادهم ... يتمايلون ...يتأرجحون ...يحتضنونهم . نظر الجد لجدار المنزل المتاّكل من رشح المياه بطوبها اللبن..جهد الشباب ..حلم البيت والزوجة وأول ولد ...انه يبحث بين الجدران عن القلب الذي نقشه وكتب عليه حرفين ... ترتعش يداهما المتشابكتان مستندتان بالعصا المكسوة بالحب ..يضحكان ضحكة الكبر الدافئة في شموخ أصحاب الرسالات حتى ولو توقف الزمن....!