البعض مازال مصراً علي جرنا إلي طريق الهلاك وبحر الظلمات وهذا لن يكون أبداً.. كلما فشل في اذكاء نار الفتنة الطائفية اخترع أسباباً وهمية أخري لعل وعسي. آخر ما تفتق عنه ذهن هذا البعض "الشاذ" هو الربط غير المنطقي بين مطالب الاقباط والجريمة الإرهابية أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية. لذا.. فإنني أؤيد وبشدة تأكيد المستشار عدلي حسين محافظ القليوبية من انه لا يوجد ربط بين المطالب المشروعة والجريمة الإرهابية.. وأستحسن وصفه لهذا الربط الخرافي بأنه هزل وسطحية وطُعم للوقيعة بين المسلمين والاقباط. *** أي عقل هذا الذي يصدق أن مطالبة الاقباط بإصدار قانون البناء الموحد لدور العبادة. أو بشغل وظائف عليا. أو بالحصول علي مقاعد في البرلمان تكون سبباً في جريمة ارهابية أو يكون الرد عليها بتفجير يستهدف الأقباط والمسلمين معاً؟ وأي منطق هذا الذي يعتبر إعلان هذه المطالب المشروعة أكرر المشروعة والتي يتم طرحها علانية وعبر قنوات شرعية تارة أو بتعبير حر لا يعاقب عليه أي قانون.. دافعاً لحصد أرواح بريئة غدراً وغيلة؟ وأي نفس سوية هذه التي يمكن ان تقتنع بهذا الربط "العبيط" وذاك التفسير "الأهبل"؟ *** ان المسلمين والأقباط في مصر هم بمثابة الكرات الحمراء والبيضاء في الدم.. فلا غني لأيهما عن الأخري.. وكلنا يعلم هذه الحقيقة تماماً.. ومن هنا عشنا وتعايشنا معاً علي مدي أكثر من 1400 عام.. في البيوت والشوارع والمدارس والجامعات والمصانع والشركات والأندية ووسائل المواصلات والمؤسسات المختلفة.. لا تستطيع أن تفرق بين مسلم وقبطي.. انصهار إلي أبعد مدي وتلاحم في أعلي درجاته. نسيج مصر غير أي دولة أخري تتعدد فيها الاعراق والمذاهب.. لسنا العراق ولا لبنان ولا السودان.. مصر نسيج متفرد ولا يتكرر. في مصر.. إذا ألم بمسلم مصيبة لا قدر الله ستجد جاره أو صديقه القبطي أول من يقف بجواره.. والعكس صحيح. .. وإذا تعرض قبطي لكارثة لا قدر الله ستجد جاره أو صديقه المسلم أول من يبادر بنجدته ويشد من أزره.. والعكس صحيح ايضاً. *** مع ذلك.. فلا ينكر أحد وجود غضب في الأوساط القبطية بسبب المطالب التي لا تتحقق.. وقد أراد الإرهابيون الذين هم حتماً من خارج مصر استغلال هذا الغضب في تفجير مصر من الداخل بأن يرتكبوا جريمة كبيرة ضد الاقباط آملين ان تلتصق بالمسلمين فتقع الواقعة. لكن رد الله السهم في نحر من اطلقه.. وانقلب السحر علي الساحر.. فلا الأقباط "خال" عليهم هذا السيناريو. ولا المسلمون انجرفوا لاستفزازات بعض المهيجين الذين اندسوا وسط مظاهرات التنديد بالجريمة واثاروا الشغب. من هنا.. نسف الربط بين المطالب والجريمة نفسه بنفسه.. وتلقي من اطلقوا هذا التفسير الساذج لطمة قوية علي "قفاهم" وليس علي وجههم فقط.. وليتأكدوا ان شعب مصر لن يغرق أبداً.. في بحر الظلمات.