سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الداعية سلمان العودة في مقعد السفير هشام ناظر: الأزهر يستضيف مؤتمراً إسلامياً عالمياً لمناقشة هموم الأمة وقضاياها.. قريباً الإعلام لعب دوراً في تحويل الخلاف بين السنة والشيعة إلي صراع
أكد الداعية الإسلامي سلمان العودة أن ضم ممثلين للمذهب الشيعي إلي الهيئات الدينية السعودية لن يقدم أو يؤخر سواء بالنسبة للشيعة أو السنة. معلناً في الوقت ذاته عن مؤتمر يعتزم شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب الإعلان عنه يشارك فيه علماء ومفكرو الأمة الإسلامية من مختلف بقاع العالم الإسلامي للحديث عن مشاكل الأمة في الوقت الراهن. متمنياً أن يكون الحديث في هذا المؤتمر ليس حديثاً أكاديمياً. وإنما حديث من القلب يكشف الحقائق والمشكلات ويطرح حلولها ويتحدث عن الواقع. قال عودة خلال كلمته في الصالون الثقافي السعودي "المقعد" والذي أقامه السفير هشام محيي الدين ناظر سفير خادم الحرمين الشريفين بحضور نخبة من كبار المسئولين والمفكرين والصحفيين المصريين والعرب. وكان موضوع الحوار "الشباب والتحديات المعاصرة": إن الشيعة لهم وضعية خاصة نتيجة لارتباطهم بالمرجعية والتقليد. وهو ما يجعلهم منظمين بشكل قوي.. ولذا فإن انضمام أي عالم شيعي لأي هيئة لن يزيد السنة قناعة بهذه الهيئة أو المجلس. كما أن الشيعة لن يقوموا بتقليد هذا المجلس لمجرد انضمام أحد مراجعهم إليه. أشار سلمان العودة إلي أن الهوية تعد إحدي القضايا الرئيسية التي ترتبط بالتحديات التي تواجه الشباب العربي والمسلم. لأنها في غاية الأهمية حيث ينظر إليها باعتبارها ترسم شخصية الفرد والجماعة وتحافظ علي وجودها وكينونتها.. وينظر إليها أيضاً باعتبارها دافعاً وحافزاً للإبداع. مؤكداً أن الهوية "ليست سجناً مغلقاً". قال إن الإسلام أسس حضارة لا تدعو إلي الانغلاق بل تدعو إلي التعايش. لافتاً إلي أن البيئة الإسلامية الأولي التي تشكلت في المدينةالمنورة ضمت يهوداً ووثنيين ومنافقين وكان التعايش هو السمة الرئيسية لتلك البيئة. وأكد العودة أن هذا التعايش يبين لنا دور الدين في صناعة النهضة والتنمية وفي الحفاظ علي إنسانية الإنسان وفي تحقيق متطلبات الناس. ولكن شريطة أن يكون الخطاب الديني حافزاً للناس ودافعاً لهم للعمل وليس داعياً إلي القعود تحت مظلة الإيمان القضاء والقدر. وأوضح سلمان العودة أن قضية الدين باتت عند الكثيرين من الشباب العربي والمسلم مرتبطة بموضوع الصراعات المذهبية. رغم أن المذاهب عاشت طيلة القرون ال 14 الماضية ضمن كنف الحضارة الإسلامية وفي حماية الدولة الإسلامية. وقال: "لكن الصراعات المذهبية أخذت اليوم بعداً آخر بعد أن شاهدنا البعض يقيم احتفاليات للشتم والسب التي تطال رموزاً تاريخية ودينية قريبة من رسول الله صلي الله عليه وسلم". ودعا العودة إلي صياغة خطاب إسلامي ناضج ومعتدل بعيداً عن ردود الأفعال والانفعالات. محُملاً وسائل الإعلام. والفضائيات والانترنت. مسئولية هذا الأمر بعد أن سمحت تلك الوسائل لأي فرد بأن يتحدث ويسمعه الآلاف بعد أن كان عدد مستمعيه لا يتعدي العشرات. أكد أن الخطاب الديني يتعين ألا يتحول إلي أداة للتقاتل والصراع أو أداة لنشر اليأس والإحباط. فالخطاب الديني الرشيد خطاب يحافظ علي التوازن والعلاقة ويركز علي المشتركات بين الشعوب. وتطرق سلمان العودة في حديثه إلي العلاقة بين الشيعة وإيران. وقال "المشكلة ليست في أن ولاء الشيعة أصبح للمذهب وليس للوطن.. أو أن ولاءهم للمذهب فاق ولاءهم للوطن.. لكن المشكلة تتمثل في أن ولاء البعض أصبح للسياسة الإيرانية.. وأصبح هذا الولاء يفوق ولاءهم للمذهب أحياناً". وأرجع هذا الأمر إلي نظرية ولاية الفقيه التي دمجت المذهب في الدولة. وأصبحت إيران تمثل ولاية الفقيه وأصبحت الدولة هي المذهب وهي الحامية للمذهب. واصفاً هذا الأمر بأنه "استبداد وتسلط باسم الدين". مشيراً إلي أن الكثيرين من أتباع المذهب الشيعي لا يؤمنون بولاية الفقيه. وهي النظرية التي ساعدت في نجاح الثورة ولكن عندما تحولت الثورة إلي دولة أصبحت ولاية الفقيه عبئاً علي الدولة الإيرانية.