ألقي خبراء الأمن والاستراتيجية والشئون الخارجية بالمسئولية في الحادث الإرهابي الذي استهدف كنيسة الإسكندرية علي تنظيم القاعدة الذي سبق أن وجه تهديدات صريحة إلي أقباط مصر عقب تفجير كنيسة سيدة النجاة ببغداد بالاضافة إلي تهديد آخر أطلقته مؤخراً في أعياد الكريسماس. قالوا إن طريقة التنفيذ للعملية الإرهابية تؤكد أن التخطيط والتمويل جاءا من الخارج وجاء بتنفيذه عنصر داخلي قامت هذه الجهة الخارجية باستقطابه. أوضحوا ان الأجهزة الأمنية لا تتحمل مسئولية هذا الحادث فلا يمكن لأي جهاز شرطي مهما امتلك من امكانيات أن يمنع مثل هذه الحوادث التي يتم الإعداد لها في سرية وكتمان تام. طالبوا المواطن بأن يكون أكثر يقظة وعلي درجة أكبر من الوعي والمسئولية ويقوم بالابلاغ عن أي شكوك لديه حول أي تصرف مريب لأن الجميع في النهاية سوف يدفع الثمن. * قال اللواء سامح سيف اليزل - رئيس مركز الدراسات الأمنية والاستراتيجية بالجمهورية - إن تسلسل الأحداث منذ فترة يؤكد أن تنظيم القاعدة هي الجهة التي استهدفت كنيسة الإسكندرية والتخطيط والتمويل لها حيث قامت بتهديد أقباط مصر والكنائس الموجودة بها نهاية نوفمبر الماضي عندما تم الاعتداء علي كنيسة سيدة العذراء في بغداد وعقب ذلك قامت باطلاق تهديد آخر نحو أقباط مصر منذ عدة أيام بالاضافة إلي أن طريقة التنفيذ عن طريق انتحاري يجعلنا نجزم أن بصمات القاعدة واضحة في العملية. اضاف اننا لا يمكن ان نتهم الجهات الأمنية بالتقصير فهي كانت موجودة للتأمين وحماية الكنيسة بدليل أن من بين القتلي ضابطاً و3 أفراد شرطة كانوا متواجدين أمام الكنيسة. أوضح ان الأيام المقبلة تتطلب من الجميع أن يكونوا علي حيطة وحذر بالاخطار التي تحيق بنا كمصريين وأن يسارع المواطن بابلاغ الجهات الأمنية عن أي هواجس لديه أو شك في أحد وأيضا علي المواطن أن يتقبل بصدر رحب ما يمكن أن يتخذ من إجراءات أمنية مشددة في الأيام القليلة القادمة لمواجهة أي محاولات أخري للنيل من استقرار الوطن. أوضح ان التشريعات الموجودة حاليا كافية لمواجهة هذه الأخطار ولكن في نفس الوقت علينا سرعة الانتهاء من قانون مكافحة الإرهاب حتي نكون أكثر قدرة علي مواجهة أي محاولات لتهديد الأمن والاستقرار في مصر خاصة وأن قانون الطوارئ سينتهي العمل به خلال العامين القادمين ومن ثم لابد من وجود قانون بديل يضمن مواجهة أي خروج علي القانون بشدة وحسم. * اللواء محمود خلف - الخبير الاستراتيجي - قال: إن المعلومات التي أعلنت عن الحادث الإجرامي حتي الان مازالت قليلة للغاية ولا نستطيع أن نصدر من خلالها أحكاما نهائية أو نحدد بدقة الجهة التي قامت بذلك ولكن الشكل العام يجعلني أقطع بأن الذي خطط للعملية أياد أجنبية وهي التي قامت بالتمويل بينما قام أحد العناصر المصرية التي نجحت هذه الجهة في استقطابها بالتنفيذ فهذا الأسلوب الذي يسعي إلي ضرب استقرار أي بلد. أشار إلي أن الجهات الأمنية لا يمكن أن تتحمل مسئولية ما حدث فالحوادث الإرهابية يمكن أن تقع في أي بلد في العالم مهما اتخذ من احتياطات وإجراءات واعتقد ان ما يجب أن نسعي إليه في الفترة القادمة هو ان يكون الجميع يقظين في مواجهة هذه المحاولات الإرهابية وذلك من خلال التعاون مع أجهزة الأمن. طالب بتطيق النظام الموجود في العديد من دول العالم الذي يعرف بالخطوط المفتوحة أو خطوط الطوارئ الذي يمكن للمواطن من خلاله الاتصال بالأجهزة الأمنية مجانا سواء بالموبايل أو التليفون الأرضي للابلاغ عن أي مشبوهين أو شكوك لديه والأجهزة الأمنية لديها القدرة علي الكشف عن صحة هذه البلاغات من عدمها. * اللواء محمد عباس - الخبير الأمني بالأمم المتحدة - قال: ان مثل هذه الحوادث مخططات اجرامية تتم غالبا بتخطيط خارجي ومهما بلغت درجة التأمين والحيطة لدي الأجهزة الأمنية من الصعوبة الشديدة منها لأنه طالما لم تكن هناك معلومات مسبقة لدي الأجهزة الأمنية. اضاف ان قلة عدد الجناة في عملية إرهابية يؤكد الصعوبة الشديدة في اكتشافها قبل وقوعها لأنهم يكونون علي درجة كبيرة من السرية والكتمان ولا يسمحون بتسريب أي معلومات عما ينوون القيام به من عمليات إجرامية. أوضح ان توافر التكنولوجيا والتقنية الحديثة في الاتصالات والتصنيع أمام الجميع من خلال الإنترنت جعل من السهولة أن يقوم أي شخص بعملية إرهابية مستمدا المعلومات اللازمة عن طريقة التصنيع والتنفيذ من العديد من المواقع الالكترونية. أكد انه لا يمكن الاعتماد علي الأجهزة الحديثة لمنع التفجيرات فهذه الكاميرات تستهدف رصد حركة الأفراد وليس منع التفجيرات فليس هناك حتي الآن أجهزة تكنولوجية قادرة علي منع التفجير ورصد أماكنها كما لا يمكن في نفس الوقت مراقبة جميع الشوارع علي مدار 24 ساعة. أمن مصر * د.محمد عبداللاه - رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالحزب الوطني - أمن مصر القومي لنا تنال منه مثل هذه المخططات والأعمال الإجرامية التي يقوم بالإعداد لها وتمويلها جهات أجنبية ومنظمات تسعي إلي النيل من استقرار مصر. اضاف ان الأجهزة الأمنية في مصر يقظة وقادرة علي مواجهة هذه المحاولات واعتقد ان هذا الحادث الذي أدانته جميع طوائف الشعب المصري لن يكون بداية لسلسلة من التفجيرات كما يزعم البعض. أوضح ان مثل هذه الحوادث الإجرامية تحتاج منا أن نكون أكثر حزما في تطبيق القانون ليس فقط ضد من يقوم بهذه الأعمال الإرهابية ولكن أيضا في مواجهة من يحاولون استغلال مثل هذه الحوادث التي يمكن أن تقع في أي مكان في العالم لاشاعة جو من البلبلة. أشار إلي أنه لا سبيل لمواجهة مثل هذه الجرائم إلا من خلال وعي المواطن المصري وتعاونه مع الأجهزة الأمنية لكشف الجناة من خلال الإبلاغ عنهم فوراً.