عندما شاهدني لأول مرة كانت أثناء نظر قضية "العصفورة" بمحكمة باب الخلق وهي قضية مشهورة لجريدة "الوفد" وكان بطلها الأستاذ سعيد عبدالخالق الذي رحل عن دنيانا منذ أيام.. يومها كان نائبا لرئيس تحرير الجريدة وكان مقربا جدا من الباشا فؤاد سراج الدين رئيس حزب الوفد.. أما انا فكنت صحفية وقتها مبتدئة بجريدة "المساء". وطلب مني الأستاذ سعيد ان أعمل معه في جريدة "الوفد" وأقسم انه سيوقع قرار تعييني في نفس اللحظة اذا وافقت.. لكن كالعادة كنت أرفض أي عرض يتقدم به أحد لأنني كنت أحب ألا اترك أستاذي الفاضل سمير رجب الذي علمني الصحافة منذ اليوم الأول. ويومها أطلق عليَّ الاستاذ سعيد رحمه الله لقب "الصحفي الطائر" الذي يستطيع الانفراد بالأخبار ومرت السنون والتقيت به مرة أخري عندما وقع حادث انفجار أمام منزل الرئيس الراحل أنور السادات يومها قال لي "مش هتفكرني" قلت لا!! ومرت سنون أخري.. وعين الأستاذ الراحل رئيسا لتحرير "مجلة الشرطة" وعملت معه بها ورغم انه كان يمزح معي مرة ويعنفني مرة أخري.. الا انه كما دائما ما يعود الي طبيعته السمحة ووجهه البشوش. رحم الله سعيد عبدالخالق الأستاذ والأب وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وأسرته وذويه الصبر والسلوان.