أتفق اتفاقاً كبيراً ومعي الكثيرون حول ما طالب به الوزير أنس الفقي وزير الإعلام الإعلاميين بأن يتجردوا من الانحياز أو الارتباط بمصالح المؤسسات المالكة وأن ينحازوا فقط للمهنية وأن يصروا عليها والتي تعني النزاهة والحيدة والموضوعية.. وأن المواطن في النهاية "المتلقي للرسالة الإعلامية" سينحاز لمن يعبر عنه ومن يعبر عن آماله وطموحاته.. ينحازون للناس ليحققوا مصالحهم ويحققوا مصالح شعوبهم وأن يصبح الانحياز للناس هو اختيارهم الأول.. كما أعرب عن مخاوفه أن تضيع الفرصة في العالم العربي من انطلاقة قوية نحو منافسة الإعلام العالمي في المهنية التي تعني الموضوعية والحيدة والنزاهة تلك الفرصة التاريخية التي اتاحها واقع الإعلام الجديد من الكم الهائل من الفضائيات ومن تطور تكنولوجيا الاتصال والإعلام.. وأن "سقوط الأقنعة" يعد سؤالاً حرجاً عندما يتزايد تأثير المصالح الخاصة ويتصاعد تأثير رأس المال وتنحسر ادعاءات الاستقلالية وتسقط الأقنعة عن وسائل إعلام كثيرة تشدقت بالمصداقية والنزاهة.. حتي أن احدي هذه القنوات التي تتغني بالمصداقية والحيادية قامت بطرد بعض مذيعيها لأنهم خرجوا عن النص وخالفوا اجندة القناة وإذ بها تتخلي بذلك عن البذرة التي زرعتها.. وعلينا جميعاً أن ندافع عن حرية ومصداقية الإعلام من منطلق واحد هو موضوعية الرسالة. * أعتقد أن هناك أسباباً كثيرة أدت لرأي الوزير الفقي.. من بينها الفوضي الإعلامية التي سيطرت علي القنوات الفضائية بشكل تام لرغبة هذه الفضائيات في تقديم أي مادة لجذب أكبر قدر من المعلنين والمشاهدين علي حد سواء.. واقتحام عدد كبير من غير المتخصصين لمجال الإعلام.. لذلك كان من الطبيعي أن يظهر هذا الإعلام غير المسئول.. الذي يبحث عن الاثارة والمصالح الشخصية الخاصة.. ولا يهدف صالح الوطن والمواطنين بعيداً عن الانحياز أو التحيز لسلطة أو هوي أو اتجاه.. نريد إعلاماً حراً مستقلاً يتفق مع ميثاق الشرف الإعلامي من حيث الشكل والمضمون يكون قادراً علي الوفاء باحتياجات الجماهير ويتلاءم مع أخلاقياتها وتقاليدها الأصيلة النابعة من دينها وتراثها الحضاري وثقافتها وقيمها وربطها بقضاياها المعاصرة وآمالها في المستقبل الأفضل.