أيام قليلة ويسدل الستار علي عام 2010 الذي حملت أيامه وشهوره العديد من الأحداث الدرامية المهمة والمؤثرة علي تلك الصناعة الضخمة ومن أبرز الأحداث استمرار آثار الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالعالم العام الماضي والتي أدت إلي ظهور ما يعرف ب"التكتلات الإنتاجية" بمعني أن تشترك أكثر من جهة إنتاج في تقديم عمل درامي واحد حتي تكون تكلفته مقسمة علي عدة جهات وبهذه الطريقة تم إنتاج معظم مسلسلات شهر رمضان الماضي. وبسبب الأزمة الاقتصادية أيضاً بدأت الجهات المعنية باستمرار صناعة الدراما في وضع حد لتجاوزات النجوم في أجورهم الأمر الذي يفتت ميزانية الإنتاج ويرهق خزينة أي جهة إنتاجية. جاء أول الحلول علي يد المهندس أسامة الشيخ رئيس أمانة اتحاد الإذاعة والتليفزيون الذي قرر وبشكل نهائي الاستعانة بنجوم الصف الثاني للقيام ببطولة المسلسلات في حالة إصرار كبار النجوم علي الحصول علي أجورهم التعجيزية. هذا الحل تم تطبيقه بالفعل علي عدد محدود من الأعمال الدرامية التي عرضت في شهر رمضان 2010 ومن أبرزها مسلسل "قضية صفية" الذي استعان بفناني الصف الثاني كأحمد السعدني وطارق لطفي وسامح الصريطي بالإضافة للوجه الجديد دنيا المصري التي أعلنت عن نفسها بقوة من خلال هذا المسلسل وهو نفس الأمر الذي ينطبق علي مسلسل "شاهد إثبات" الذي اختار مخرجه محمد الرشيدي أن يكون كل أبطاله من الوجوه الشابة بجانب السورية جومانة مراد. يعتبر إقبال مخرجي السينما علي إخراج المسلسلات في 2010 أحد أهم أسباب نجاح عدد كبير من مسلسلات رمضان لاختلاف التكنيك الذي يستخدمونه في التصوير وأيضاً الكادرات والزوايا والكاميرات. من أبرز هؤلاء المخرجين محمد ياسين مخرج مسلسل "الجماعة" ومحمد علي فرج "أهل كايرو" ومجدي أحمد علي مخرج "مملكة الجبل" وعمر عبدالعزيز مخرج مسلسل "امرأة في ورطة". يعد الموسم الدرامي الرمضاني في 2010 هو موسم سقوط الكبار بعدما لم تفلح مسلسلات كبار النجوم في تحقيق رد الفعل المنتظر والمعتاد من هؤلاء النجوم فالفنان صلاح السعدني اعترف بفشل مسلسله "بيت الباشا" لأنه لم يحسن اختياره ولم يحقق مسلسل "بابا نور" للفنان حسين فهمي أي نجاح يذكر وهو نفس الأمر الذي ينطبق علي ليلي علوي التي قدمت الجزء الثاني من "حكايات وبنعيشها" ولعل هذا هو السبب الذي جعلها تتراجع عن تقديم جزء ثالث منه. علي الجانب الآخر استطاع نجوم الشباب أن يحجزوا لأنفسهم مكاناً علي الخريطة الدرامية بعد النجاح الكبير الذي حققته مسلسلاتهم كمسلسل "ريش نعام" لداليا البحيري و"قضية صفية" لمي عز الدين و"عايزة أتجوز" لهند صبري. من الظواهر الدرامية التي استمرت من العام السابق حتي الآن ويبدو أنها ستستمر ل2011 موضة مسلسلات السيرة الذاتية التي لم تحقق أي نجاح يذكر والتي كان آخرها علي سبيل المثال لا الحصر مسلسل "كليو باترا" و"مملكة في المنفي" ويجري حاليا الإعداد لمجموعة أخري من هذه المسلسلات لتعرض في 2011 منها: "الشحرورة" و"تحية كاريوكا". ولاتزال مصر تتصدر قائمة الدول العربية المنتجة للدراما بإنتاجها ل"65" مسلسلاً في شهر رمضان الماضي.