قبل أن يسدل الستار علي الدورة السادسة عشرة أقام مهرجان الإعلام العربي ثلاث ندوات لمناقشة ثلاث قضايا إعلامية ملحة وفرضت نفسها بقوة خلال عام .2010 جاءت اولي هذه الندوات تحت عنوان "فضائيات الشعوذة والاتجار بالدين إلي أين" وحضرها كل من: أحمد انيس رئيس الشركة المصرية للاقمار الصناعية "نايل سات" والإعلامية السعودية هناء الراكب والمفكر جمال اسعد والداعية الشاب إبراهيم رضا وأدار الندوة عبداللطيف المناوي امين الصحافة والاعلام بالمهرجان والذي قال انه يعرف رجل اعمال قام باطلاق قناتين فضائيتين احداهما دينية والأخري للفيديو كليب وحينما وجد الاولي تكسب أكثر حول القناة الاخري للمضمون الديني بحثا عن الربح فقط وبالرغم من ذلك وجهت سهام النقد لشركة النايل سات بعد ايقافها لبعض القنوات التي تتاجر باسم الدين وتستغله في اعمال الشعوذة وهنا دافع احمد انيس رئيس الشركة عن قرار الايقاف قائلا: في البداية لابد ان اعترف ان شركة النايل سات خسرت ماديا عقب قرار الايقاف وهذا الامر لم يقلقني علي الاطلاق بالرغم من انها شركة تجارية تهدف للربح لكننا علي اتم استعداد علي ان نتنازل عن هذا الربح اذا جاء من خلال تقديمنا لخدمات البث لقنوات تثير النعرات الطائفية او تستغل الدين في اعمال الشعوذة أو تتيح التعرف بين الجنسين بطريقة غير مقبولة لان النايل سات يقدم رسالة إعلامية ل 200 مليون مواطن عربي في شتي انحاء المنطقة العربية لذلك لابد ان تكون هذه الرسالة راقية ونظيفة تماما من كل هذه الشوائب وأشار انيس إلي ان كل القنوات التي تم ايقاف بثها تمثل 1.7 فقط من اجمالي القنوات التي يبثها النايل سات وهي نسبة هزيلة جدا. أوضحت الإعلامية هناء الراكب ان التليفزيون السعودي اهتم بهذه الظاهرة حينما عرض علي المشاهدين كواليس القبض علي بائع خضروات كان يستغل هذه الفضائيات في اعمال الشعوذة نظير أجور خيالية لدرجة انه نجح في استقطاب بعض المثقفين ولم يكتف بانصاف المتعلمين واشارت إلي انها تلقت فاكس تهديد بعد بث الحلقة من احد المشعوذين يهددها بسخطها فما كان منها إلا أن قرأت الفاكس علي الهواء مباشرة وتعجبت من اطلاق قنوات فضائية مخصصة للرقية الشرعية وتفسير الاحلام وقراءة الطالع دون ان تجد من يردعها واشار المفكر جمال أسعد إلي أن الاتجار بالدين ظاهرة تتكرر في كل زمان ومكان وتعرضت لها كل الاديان لكن كل الخطر يكمن في الفضائيات التي تثير الفتنة بين ابناء الوطن الواحد والتي يديرها اشخاص جاءت لتتكامل لا لتتصارع.و وتحت عنوان "ويكيليكس.. السياسة في ملعب الإعلام" جاءت الندوة الثانية التي ناقشت الوثائق العالمية السرية التي نشرها الموقع مؤخرا واثارت ضجة في كل العالم وحضرها السفير نبيل فهمي سفير مصر السابق في واشنطن وابراهيم هلال مدير التطوير التحريري بشبكة الجزيرة واللواء سامح سيف اليزل الخبير الامني والاستراتيجي والاعلامي الروسي فيكيني سيديروف ومقدم البرامج يسري فودة الذي قال ان ضعف مستوي الشفافية في الوطن العربي هو الذي جعل الجمهور العربي في شغف لمعرفة ما بهذه الوثائق من اسرار لكن إذا كان لدينا شفافية كافية اتاحت لنا المعلومات التي كشفها الموقع في وقتها كانت هذه المعلومات ستفقد قيمتها.وتبني الاعلامي إبراهيم هلال فكرة اطلاق موقع ويكيليكس عربي قائلا: الصحافة العربية لها انجازات عديدة في كشف الفساد وتسريب الوثائق التي تكشف الفساد كما حدث في مصر مؤخرا حينا تم كشف النقاب عن بعض المخالفات التي ارتكبت في قضية العلاج علي نفقة الدولة مما يؤهلنا لاطلاق موقع مشابه. في النهاية طالب المناوي بأهمية استصدار قوانين تيسر علي الصحفي مهمة الحصول علي المعلومة بدلا من ان تعقد مهمته. تحت عنوان "الاعلام الرياضي بين التطرف والحياد" جاءت الندوة الثالثة والاخيرة التي ادارها الكابتن احمد ناصر بدلا من عبداللطيف المناوي الذي قال: الاعلام الرياضي اكبر اعلام علي وجه الارض وله دور كبير جدا في تفريغ طاقة الشباب بشكل ايجابي الا ان التطرف الذي ظهر عليه الان جعله اعلاماً منحازاً لاغراضه ومصالحه. فقديما كنا نقول ان هناك صحافة صفراء والآن هناك إعلام فيه ابتزاز وان هناك مشكلة في ان نتطرق مهنيا لموضوع ما فنحن محتاجون لوضع أصول وقواعد للاعلام الرياضي.