هل تيمور عبد الوهاب ذلك الشاب ذو الأعوام التسعة والعشرين العراقي المولد والسويدي الجنسية منذ عام 1992 هو فعلاً الذي ارتكب التفجيرين اللذين هزا شارعاً مزدحماً بالمارة في العاصمة السويدية ستوكهولم الأسبوع الماضي أم انها مؤامرة لالصاق تلك الجريمة بالمسلمين وإثارة الرأي العام ضدهم فبعد التفجيرين. فوجئ الجميع بموقع علي شبكة الانترنت اسمه "شموخ الإسلام" تقول السلطات انه قريب الصلة بتنظيم القاعدة يقول ان ما حدث كان عملية استشهادية نفذها "الشهيد تيمور عبد الوهاب" وجاءعلي الموقع انه نفذ العملية عشية احتفاله بعيد ميلاده التاسع والعشرين. ورغم ان مثل هذا الادعاء يحتاج الي تحاليل تحتاج بدورها بعض الوقت إلا أنه في اليوم التالي مباشرة ذكر كبير المحققين السويديين أنه تأكد بنسبة 98% أن الشخص الذي قام بتلك العملية "تفجير سيارة ملغومة ثم تفجير نفسه" هو تيمور عبد الوهاب. وانطلقت الصحف السويدية تتحدث عنه وكأنه مدان بالفعل وكانت أبرز الصحف في هذا التحامل هي "اكسبريسين" التي نشرت له صورة علي صفحة كاملة وانطلقت الصحف في تتبع تفاصيل حياته واجراء العديد من المقابلات مع جيرانه وأصدقائه وكيف آل به المصير الي تلك النهاية المؤسفة. وحسب ما نشرته الصحف. فان تيمور هاجر مع أسرته المكونة من أبيه وشقيقتين من العراق في أعقاب حرب تحرير الكويت فراراً من سوء الأحوال المعيشية هناك. وفي السويد عاشت الأسرة في تراناس وهي بلدة صغيرة تبعد 200 كيلو متر الي الجنوب عن العاصمة ستوكهولم. ويقول جيرانه الذين شملتهم المقابلات ان تيمور وأسرته لم يجدوا أي صعوبة في التكيف مع الحياة في السويد وكان تيمور نفسه شخصاً عادياً بالنسبة لكل من عرفه وكان صاحب شخصية ودودة وأصبح يتحدث السويدية بطلاقة في فترة قياسية ويلعب كرة السلة وأكثر من ذلك- كما تقول الصحف- فإنه لم يعد متديناً حيث كان يشرب الخمر ويرافق العديد من الفتيات مما جعل الذهول يصيبهم عندما أقدم هذا الفتي الهادئ المرح علي تلك العملية المروعة. المهم انه حانت لحظة التغيير في حياة تيمور عندما غادر دراسة السويد وتوجه الي بريطانيا في عام 2001 لاستكمال دراسة العلاج الطبيعي في جامعة ليوتون البريطانية وهناك أقام في بلدة شمال لندن وفي تلك البلدة تحول تيمور الي شخص مختلف تماماً بعد ان تعرف علي "الإسلام الراديكالي" من خلال امام مصري لمسجد البلدة وقد حاول رئيس المركز الاسلامي بها اقناعه بالرجوع عن الأفكار المتطرفة التي اعتنقها بتأثير ذلك الامام المصري بلا جدوي. وفي بريطانيا تعرف تيمور علي زوجته مني المعروفة باسم أم أميرة وهي من نفس سنه وتحمل الجنسية السويدية مثله وتدير محلاً لتصفيف شعر السيدات وقد أنجب منها ثلاثة أطفال. وانتهي تيمور من دراسته وعاد الي السويد وقد أطلق لحيته وقطع الصلة بحياته الماضيةوعاش في شبه عزلة ولم يستطع التكيف مع الحياة في السويد فغادرها الي بريطانيا مرة أخري ليقيم فيها ولا يعود الي السويد إلا علي فترات لزيارة أهله. وحسبما تقول الصحف السويدية بدأ تيمور يبحث عن زوجة ثانية تقبل ان تعيش مع زوجته الأولي حيث ان الجمع بين زوجتين أمر يبيحه الإسلام كما كان يحمل مواد تحض علي التطرف الديني علي موقعه علي الفيس بوك. وفي الشهر الماضي اشتري السيارة التي قام بتفجيرها وقبل التفجير أرسل تهديدات الي جهاز المخابرات السويدي ووكالة الأنباء السويدية ولكن السلطات لم تتعامل معها بالجدية المطلوبة.