أحذر مرة أخري.. مصر أغلي علينا جميعاً من مرسي ومن شفيق. وممن جاء قبلهما. وممن سيأتي بعدهما.. مصر تستحق منا أن نضعها في قلوبنا وعيوننا. لا أن نفتري عليها بعنصرية وغباء وشراسة وكراهية ورغبة جامحة في بيع كرامتها واستقرارها ومستقبل الأجيال القادمة. بغباء المتلهفين علي السلطة. والساعين في القيام بدور الديكتاتور المخلوع. ومعه من يسبحون بعظمته وسلطانه. بينما هو عبد من عباد الله الصالحين أو غير الصالحين. صنعته الظروف والأحداث ليكون في صدارة المشهد الاجتماعي المصري.. ومتابعتي لهذا الاستباق من حملتي مرشحي الرئاسة دون احترام للشعب المصري ولجنة الانتخابات الرئاسية. أصابتني بالقرف والغيثان خاصة مع تعمد تحريك بضعة آلاف هنا وهناك لإعطاء انطباع أمام 90 مليون مصري. فإن منصب الرئيس أصبح ملكية حصرية بفئة سياسية معينة.. وأن أي نتيجة أخري لهذا الأمر الواقع. تعني كارثة علي رؤوس الشعب المصري كله وخراب ما بعده عمار.. أشعر بأن الثورة لم تقدم لمصر أي شيء جديد. فتحولنا كشعب ومواطنين من أداة في يد حكم ديكتاتوري مستغل إلي مجرد خيالات لا قيمة لها في واقع تفرضه بالقوة والرزالة والعنف والغباوة. قوي جديدة تستلهم فكرها وأفعالها من سادتهم وأسيادهم في "القطاع".. أما الأغلبية الشعبية فلا حول لها ولا قوة مع هؤلاء وهؤلاء.. وأكثر ما أخشاه أن تتحول مصر إلي دولة صراع وتنقطع أوصال الشعب الواحد. من أجل شخص من المفترض أنه رئيس لكل المصريين يحمل في عنقه مسئولية ثقيلة وأمانة قد تحمله إلي جهنم وبئس المصير. إذا لم يراع الله في هذا الشعب.. وليتذكر كلاهما أن من سيكون رئيساً لمصر. أنه جاء بالأغلبية البسيطة جداً وأنه غير مدعوم بالأغلبية الحقيقية وأن محاولة الاستقراء بحشد البسطاء في الشارع ستكون عواقبه وخيمة جداً. كما يفعل الإخوان الآن.. وهذا ما يجعلني احزن حزناً شديداً وقفتي تحت الحرارة الشديدة كي أصوت وأشارك واحترم الصندوق.. ولكن ما يحدث الآن ليس له أي علاقة بالصندوق والديمقراطية الحقيقية وإنما استقواء مكروه ولعين. و ولذلك أحذر مرة أخري من هذه المسخرة السياسية. التي سندفع ثمنها من راحة واستقرار ومستقبل المصريين والوطن. فأنتبهوا أيها السادة المحترمين "حتي الآن".