لأن اليوم وغداً أهم الأيام في تاريخ مصر الحديثة أو الجديدة.. يجب أن يخرج اليومان كما يجب أن يكونا وكما هو موجود في كاتالوجات الانتخابات الرئاسية في الدنيا بأسرها. من صالح الانتخابات. وصالح القائمين عليها. وصالح البلد والشعب أن تكون هذه الانتخابات فعلاً نزيهة ولا تشوبها أية شائبة.. كيف؟! * أولاً.. وبادئ ذي بدء فإن المرشحين في جولة الاعادة الفريق أحمد شفيق ود. محمد مرسي لا يمثلان ثورة يناير.. بالتالي نرفض المزايدات الرخيصة للإخوان بأن مرسي هو مرشح الثورة. الثورة للأسف الشديد ليس لها مرشح يعبر عنها.. فالذين يرفضون شفيق يحسبونه علي النظام السابق.. والرجل للحق لا يدعي أنه من الثوار أو يمثل الثورة بل يقدم نفسه للناخبين مستنداً إلي رصيده العملي وتاريخه العسكري والمدني وسيرته الذاتية وتعهداته المستقبلية في شتي المجالات وتبنيه للدولة المدنية. والرافضون لمرسي مقتنعون وهم علي حق بأنه لا دخل له بالثورة من قريب أو بعيد وأنه ينفذ أوامر ونواهي "الجماعة" التي ركبت الثورة يوم جمعة الغضب وهو اليوم الذي اقتحمت فيه السجون وحرقت أقسام الشرطة والمولات وكل مصر ثم خطفت الجماعة الثورة ووجهتها لتحقيق اغراضها وأهدافها.. ولذا يطالب الرافضون لمرسي بألا يزايد الإخوان علي الثورة أو يرتدوا وشاحها وقتما شاءوا ويخلعوه حينما يريدون.. ويتساءل الرافضون: أين كان الإخوان ولماذا اقصوا شباب الثورة عن المشهد السياسي ولماذا رفضوا النزول بعد أحداث البالون وماسبيرو ومحمد محمود الأولي والثانية ومجلس الوزراء؟.. ولماذا كانوا يعلون شعار "الشرعية البرلمانية" طوال هذه الأحداث ثم غيروه إلي شعار "الشرعية الثورية" عندما احتاجوا للشارع والميادين؟! بالتالي.. نحن أمام مرشحين لا يعبران عن ثورة يناير بأي حال.. وهذه حقيقة لا تضير أحدهما لأن من أوصلهما إلي الجولة الأخيرة هو الناخب واختياراته بعيداً عن الثورة.. ومن حق الناخب أي ناخب أن يختار بينهما بمحض ارادته ووفق قناعاته بالدولة المدنية أو الدولة الدينية.. لأن التصويت اليوم وغداً كما قلت من قبل ومهما رفض كلامي البعض لن يكون علي شفيق أو مرسي ولكن علي شكل الدولة في الأساس.. وعلي الشعب أن يختار أي دولة يريدها.. وعليه أن يتحمل نتيجة اختياره. * ثانياً.. أن القائمين علي الانتخابات من جيش وشرطة وقضاة عليهم أن يخرجوا لنا انتخابات نزيهة فعلاً. هذا ليس تشكيكاً فيهم.. بل مناشدة للاستمرار علي نفس المنوال الذي رأيناه وعشناه جميعاً علي مدي 6 جولات سابقة هي: استفتاء مارس وجولتا انتخابات مجلس الشعب ومثلهما لمجلس الشوري والجولة الأولي للانتخابات الرئاسية.. وقد أشاد العالم كله بل والفرقاء هنا في مصر بنزاهة وشفافية كل هذه الانتخابات.. لذا مرفوض تماماً الايحاء الآن بأن الانتخابات ستزور لأن السؤال التلقائي هنا هو: وهل زورت في 6 جولات سابقة؟! اذن نحن أمام جولة سابعة نريدها بنفس الصفات مع تلافي الأخطاء القليلة التي وقعنا فيها سابقاً. يجب أن يكون الانضباط هو المانشيت الرئيسي "الأحمر" للجان بحيث نري تكثيفاً أمنياً حولها يمنع أي خروقات من دعاية ودعاية مضادة أو توجيه للناخبين أو شراء للأصوات بالمال وغيره أو منع الناخبين المعارضين من الإدلاء بأصواتهم أو الورقة الدوارة والتي يجب مراقبة كل من يدلي بصوته حتي لا يدس ورقة من جيبه في الصندوق ليخرج بورقة الاقتراع بيضاء ويقبض ثمنها. يجب عدم حرمان ممثلي المرشحين من التواجد خلال الافتراع والفرز. يجب توفير كافة الضمانات لتواجد الإعلام والمتابعين الدوليين والمراقبين المحليين لتسجيل كل ماهو ايجابي أو سلبي وثقوا أن هذا للصالح العام حيث ستكون تسجيلاتهم وثائق يعتد بها علي المستويين الداخلي والخارجي وتكون رداً مفحماً علي من يحاول الادعاء بأن الانتخابات مزورة.. لماذا نخشي ذلك وليس لدينا ما نخفيه أو نخاف منه؟! المهم أن يكون هذا بما يتفق مع القانون حتي لا تتحول اللجان إلي فوضي أو سوق الجمعة. يجب توفير الأقلام الجاف في كل اللجان خاصة بعد أن أثير كلام بأن الإخوان استوردوا أقلاماً تختفي أي كتابة بها بعد 4 ساعات مما يبطل الأصوات.. قد يكون هذا صحيحاً وقد يكون اشاعات.. فلنأخذ بالأحوط ونوفر نحن الأقلام ونتابع ذلك جيداً داخل اللجان. يجب التحقيق فوراً واتخاذ القرار القانوني المناسب فوراً أيضاً تجاه أي خروقات تحدث حتي يكون أصحابها عبرة لمن يعتبر. إذا فعلنا ذلك خرجنا بانتخابات نزيهة وشفافة ولن يستطيع أحد أن يدعي تزويرها.. وإذا لم نفعل فسوف نفتح الأبواب علي مصاريعها للادعاء والافتاء والتحريض والفوضي. بقيت ثلاث نقاط: * الأولي هي ضرورة أن يشارك كل الناخبين بإيجابية في اختيار رئيس مصر فمن الخطأ الجسيم الامتناع أو ابطال الصوت تحت أي ذريعة.. وليتحمل الشعب نتائج اختياره. * الثانية أن نرضي بما سوف تسفر عنه الانتخابات.. إذ ليس مستساغاً أبداً الرضا بالنتيجة عندما انجح ورفضها عندما أسقط.. ينجح من ينجح مبروك له "وهارد لك" لمن يسقط.. ولذا اؤكد مجدداً علي ضرورة ضمان النزاهة وبعدها فليفعل من يفشل ما يريد وسوف يواجه بالقانون وبمنتهي الحسم. * الثالثة أن نكون متحضرين ويسارع من يخسر لتهنئة من يكسب مثلما فعل ساركوزي مع هولاند.. هذه هي الديمقراطية والتحضر. حفظ الله مصر وشعبها وحقق لنا ما نتمني. يارب.