الشعب في المرحلة الأولي من انتخابات الرئاسة كان هو صاحب القرار والسيادة وفي الإعادة يقول كلمته بمنتهي الجدية ويشهد العالم بعظمته. ومن خلال ديمقراطية الصندوق الذي يملك مفتاحه الشعب يخرج الفائز بكرسي الرئاسة. وأيا كان الفائزفهو مواطن مصري يجب علينا جميعا أن نستقبله بالحب وأن نقبل بشرعية الصندوق وإرادة الناخبين وسواء كانت النتيجة لصالح مرسي أو لصالح شفيق فهذه لعبة الديمقراطية التي ارتضاها الكل. فهل يرتفع الجميع إلي مستوي الحدث من أجل المصلحة العليا للبلاد.. وكفي انقسامات وخلافات ومظاهرات ومليونيات وتهديدا من المرشح الذي كان يراوده الفوز ولم يتحقق له ولأنصاره والتيار الذي يمثله باستمرار الفوضي وإشعال النيران. فكفي خرابا.. فإن الغلابة وهم أغلبية الشعب فاض بهم الكيل. فعلينا أن نهنئ الفائز ونقف خلفه صفا واحدا ومن أجل مصر نطوي جميعا صفحات الماضي الحزين إلي الأبد. ونغسل وجوهنا وقلوبنا وأيدينا من آثار الفوضي والانفلات الأمني والأخلاقي وعدم الاستقرار والقلق والتوتر والكآبة والهم والغم الذي سيطر علي المصريين في المرحلة الانتقالية. الشعب متشوق للفرحة طالما ارتضي أن يكون الصندوق هو الحكم وأصبح أي انفلات أو خروج عليه بعد الإشادة والاعتراف من الجميع في الداخل والخارج بنزاهة الانتخابات يكون خروجا علي القانون والنظام وتحديا مفضوحا للشرعية والديمقراطية وتشويها متعمدا لسمعة مصر ولثورة 25 يناير وخيانة لأرواح الشهداء ومساندة للمتآمرين والمتربصين بعدم استقرار أو تقدم مصر خطوة في اتجاه البناء. فمصرالكبيرة في خطر وتستحق أن نحميها ولا ندمرها وأن تبقي دائما فوق الجميع بعيدا عن المصالح الشخصية والحزبية وتحتاج في هذه المرحلة الحرجة إلي وحدة الصف حول هدف واحد وهو العبور بها إلي بر الأمان. ودعائي إلي الله العلي القدير أن يجعل هذا البلد أمنا مطمئنا وأن ينعم علي شعبه بنعمة العمل الجاد وأن يكسب الرئيس الجديد حب الناس بإخلاصه وأفعاله وتحقيق آمال وأحلام المصريين والله المعين.