كنت أظن أن د. محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية إنسان صاحب مبادئ. واعتقدت أن المدة التي قضاها في الخارج وتجاوزت الأربعين عاماً جعلته متحضراً بل وأكثر تحضراً.. يحترم القوانين والدساتير ويعتبرها خطاً أحمر لا يجوز العبث بها. ولكن تحالفه مع الشيطان الملقب بالإخوان كان أكثر الأسباب التي جعلتني أراجع نفسي وأعيد النظر في كل ظنوني واعتقاداتي تجاهه.. عقب عودته مباشرة منذ عام وما تلاها من أحداث ومواقف مخزية. وها هو مستر برادعي يثبت بنفسه أنه لا صاحب مبادئ ولا متحضر ولا يحترم القوانين والدساتير.. كما أنه لا يؤمن بحرمة البيوت وخصوصيتها.. بل ويفرض نفسه عليها دون استئذان!! *** كلنا يعلم جيداً أن نقابة الصحفيين هي بيت كل الصحفيين.. لكنه "بيت رمزي" بحكم المهنة وليس تمليكاً.. ندخله. نلتقي فيه مع بعضنا أو مع زائرينا بما يتفق وقانون سلطة الصحافة وميثاق الشرف الصحفي.. وباعتبار أن هؤلاء الزوار متفق عليهم من النقيب وأعضاء مجلس النقابة وأنهم سمحوا بصفة شخصية أو افتراضية لهم بالدخول. من هنا.. فعندما يتجاوز بعض زملائنا من صحيفة الدستور المعتصمين بالنقابة الحدود المسموحة لأي صحفي ويوجهون الدعوة إلي البرادعي بناء علي طلبه وإلحاحه لعقد لقاء في النقابة للتضامن معهم دون أن يحصلوا علي إذن من النقيب باعتباره كبير الأسرة الصحفية ومجلس النقابة الحارس الأمين علي المهنة وشرفها ومصالح كل الصحفيين.. فإن ذلك يعتبر تجاوزاً مرفوضاً من البرادعي والزملاء. الأدهي من ذلك.. أنه رغم رفض النقيب استضافة البرادعي نظراً لأن النقابة مهنية لا دخل لها بالسياسة.. فإن البرادعي يصر علي تلبية الدعوةوالدخول من الأبواب غير الشرعية كعادته.. وبايعاز منه هدد الزملاء المعتصمون بأنهم سيستضيفونه ولو بالقوة!!!.. وهو بالطبع موقف في منتهي الغرابة ويفتقد للكياسة والذوق.. وأشبه بالنكتة! لكن الغرابة تزول عندما نعلم أن "مستر برادعي" قضي عمره في الخارج.. دون ان يفتح القرآن الكريم .. ولو فعل لعلم أن بالقرآن سورة اسمها "النور" وآيتين يقول فيهما الحق سبحانه وتعالي: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (27) فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (28) ) وها هو رب البيت قالها صراحة وبوضوح "ارجع.. لا نريدك".. ومع هذا يرفض مستر برادعي ويصر علي لسان زملائنا أن يدخلها.. ولو بالقوة!!! *** يا مستر برادعي.. نقابة الصحفيين ليست من أملاك السيد الوالد لتتحكم فيها كيفما تشاء وتدخلها وقتما تريد دون استئذان.. أم أراك عينت نفسك نقيباً موازياً للصحفيين ضمن المناصب الموازية التي اخترعتموها؟!! إذا كنت تؤمن بالفوضي الخلاقة أنت والإخوان باعتباركم صناعة أمريكية مضروبة.. فثق أنك لن تستطيع فرض هذه الفوضي علي نقابة الصحفيين. أنصحك ألا تفكر في النقابة ولا تورط زملاءنا.. وابحث لك عن عواطلية وخارجين علي القانون من حلفائك وضم إليهم النواب الفاشلين أعضاء برلمانكم الموازي "الهزؤ" وشدوا الرحال إلي أي صحراء.. اصرخوا فيها والطموا واندبوا وولولوا كما تريدون.. أو احتلوا أي سلالم وهي كثيرة.. "قرقشوها" وابلعوها.. بالهنا والشفا!!