لو سألت أي مقاطع للانتخابات الرئاسية في جولة الإعادة سيقول لك .. ولماذا أشارك أصلاً وأنا لا أريد أن أعطي صوتي لشفيق أو مرسي اللذين رسا عليهما السباق.. قد تكون هذه وجهة نظر المواطن العادي الذي كان يطمح في فوز مرشح خسر وخرج من سباق الجولة الأولي .. ولكن ماذا لو كانت المقاطعة هي وجهة نظر المرشحين الخاسرين!! قد يكون الناخب العادي معذوراً رغم أن قرار عدم مشاركته يتسم بالسلبية فضلاً عن أنه بعزوفه هذا لن يشارك في تحديد مصير وطن بحجم مصر يمر بمرحلة فاصلة في تاريخه ويحتاج من الجميع المشاركة لا المقاطعة ليدلي كل مواطن بحقه الطبيعي في اختيار النظام الذي يراه مناسباً علي الأقل خلال المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد .. وحتي تكون نتيجة الانتخابات معبرة عن أغلبية حقيقية يمكن من خلالها أن نقول بالفم المليان لهذا الرئيس من اختيار الشعب!! أما المرشح الخاسر الذي يعلن المقاطعة لكونه خرج من السباق لأي سبب من الأسباب يراها هو صحيحة رغم أنها غير مبررة فهو بذلك يرتكب جريمة في حق نفسه وحق وطنه وحق أنصاره الذين اختاروه لأنه ارتضي خوض الانتخابات الرئاسية وفق مواد وشروط محددة منها المادة 28 من الإعلان الدستوري ولم يكن من ضمنها قانون العزل السياسي الذي يطالبون بتطبيقه الآن بعد إعلان نتائج الجولة الأولي للانتخابات!! الأدهي من كل ذلك ان المرشحين الخاسرين وأقصد هنا تحديداًحمدين صباحي وعبدالمنعم أبوالفتوح صارا يؤيدان فكرة المجلس الرئاسي وهي نفس الفكرة التي حاولت قوي سياسية عديدة إقناعهما بقبولها قبل إجراء الانتخابات لكنهما رفضا .. الآن يؤيدان وبكل شدة فكرة المجلس الرئاسي بعد أن خرجا من السباق .. فأي منطق يقبل ذلك؟! .. وهل هكذا تدار الأمور .. وكيف سيكون الحال لو كان أحدهما فرسي الرهان في جولة الإعادة؟! الوضع كان سيختلف بكل تأكيد وبدلاً من أن نراه في ميدان التحرير كنا سنجده يخطب في مؤتمر انتخابي أو ضيفاً علي الفضائيات!! الطريف في الأمر أن إصرار كل من حمدين صباحي وأبوالفتوح علي رفض فكرة التنازل وتشكيل مجلس رئاسي قبل خوض الانتخابات هو الذي أوصلنا في النهاية إلي تلك النتيجة التي يرفضونها الآن لأنه لو كان تنازل أحدهما للآخر لكان هذا الآخر علي الأقل يخوض جولة الإعادة متربعاً علي عرش أصوات الجولة الأولي .. لكن جلال المنصب وحلاوته أغرت الكل .. والآن يبحثون عن مخرج!! إن التشكيك في نزاهة انتخابات الجولة الأولي يذكرني تماماً بالتشكيك في نزاهة الحكم علي مبارك .. فكلاهما ليس مبنياً علي أسس قانونية .. أقول لكل المقاطعين .. لا تقاطعوا الانتخابات .. مصر في خطر وتحتاج منا جميعاً المشاركة في تحديد مصيرها لأنه هو في النهاية مصيرنا جميعاً!!